؛؛؛ عبق الحروف؛؛؛؛؛
الناس تحترق والكهرباء تغيب
بدرالدين عبدالقادر
في مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية للبلاد وحاضرة ولاية البحر الأحمر،تحوّل انقطاع الكهرباء إلى جزء لا يتجزأ من حياة المواطنين حتى أصبحت عودة التيار مهما كانت قصيرة مناسبة للفرح والتهليل وكأنها منحة لا حق.
لا إعلان يسبق الانقطاع ولا اعتذار يتبعه. فقط ظلام مفاجئ وصمت مريب من الجهة المسؤولة. المواطن لا يعلم لماذا انقطعت الخدمة ولا متى تعود، لكنه مجبر على التحمل وعلى التأقلم مع واقع لا يرحم.
وسط هذا المناخ الحارق ومع درجات حرارة لا تطاق تنقطع الكهرباء لساعات طويلة دون مراعاة لطفل صغير يصرخ من الحر أو مريض يحتاج إلى جهاز تنفس أو شيخ يتصبب عرقاً عاجزًا عن الاحتمال .
هي ليست مجرد خدمة غابت بل شريان حياة انقطع. والمؤلم أكثر أن لا أحد ملك إجابة ولا يبدو أن هناك من يشعر بالخجل أو الحرج وكأن صمت الجهات المعنية هو رد الفعل الطبيعي على معاناة الناس
ما يريده المواطن ليس معجزة بل أبسط الحقوق: كهرباء مستقرة أو على الأقل شفافية في التعامل مع الانقطاعات المتكررة . قليل من الاحترام في شكل توضيح أو اعتذار سيصنع فارقاً كبيراً، لكن الاستهتار المتكرر لا ينتج سوى مزيد من الألم وانعدام الثقة.
هل أصبحت كرامة المواطن رخيصة إلى هذا الحد؟ وهل بات صوت المعاناة يذوب في ظلام الكهرباء الغائبة؟
> “لا تمنعوا الهواء والنور عن الناس ثم تطلبوا منهم الصبر والاحتمال في الظلام.”
