مقالات الرأي
أخر الأخبار

مجدي الروبي يكتب.. دعوات وقف الحرب: حقيقة أم ادعاء؟”،

مجدي الروبي يكتب..

دعوات وقف الحرب: حقيقة أم ادعاء؟”،

تتعدد الأصوات التي تدعو إلى وقف الحرب في مختلف النزاعات في السودان وتظهر في الواجهة على أنها تسعى لتحقيق السلام وإنهاء المعاناة الإنسانية. ولكن هذه الدعوات مُضللة وتخفي وراءها أجندات أخرى. دعونا نلقي نظرة فاحصة على هذه الظاهرة في سياق نزاع يدور بين جيش وطني ومجموعات من المرتزقة الأجانب الذين احتلوا المنازل واغتصبوا النساء.

والدعوات لوقف الحروب تأتي عادة من منظمات دولية، نشطاء حقوق الإنسان، وبعض الدول المهتمة بالشؤون الدولية. هذه الدعوات تستند إلى مبادئ إنسانية تسعى لحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وإعادة بناء المجتمعات المتضررة وليست من أشخاص.

في بعض الحالات، قد تكون النية الحقيقية وراء هذه الدعوات هي حماية المصالح الاقتصادية أو السياسية او الشخصية لداعميها. فبدلاً من التركيز على حل النزاع بشكل عادل، تركز بعض الأطراف على وقف الحرب دون معالجة الأسباب الجذرية التي أدت إليها. هذا يمكن أن يؤدي إلى تجميد النزاع بدلاً من حله، مما يسمح للطرف المعتدي بالاحتفاظ بمكاسبه غير الشرعية.

عندما يكون الصراع بين جيش وطني قوي يسعى لحماية سيادة دولته ومجموعات مرتزقة اجانب عابرة لدول تمارس أعمال عنف وسرقة واغتصاب ضد المدنيين، يصبح من الواضح أن الدعوات لوقف الحرب دون تمييز بين المعتدي والمدافع قد تكون غير عادلة ومضللة. الدعوة لوقف القتال في هذه الحالة تُبقي المرتزقة في مواقعهم، وتمنحهم فرصة أكبر لتعزيز موقفهم وسيطرتهم على المناطق المحتلة.

على دعاة وقف الحرب أن يكونوا على دراية بحقيقة الوضع على الأرض. وليس من خلال العواطف والأحاسيس التي يشعرون بها يجب عليهم التمييز بين القوات التي تسعى لحماية الوطن وتلك التي تهدف إلى تدمير المجتمعات ونهب الموارد واحتلال البلاد. والسكوت عن الجرائم التي يرتكبها المرتزقة والتغاضي عن الحقائق الميدانية هو تواطؤ ضمني معهم. فذلك يعزز فرضية انتماءهم لتكلك المجموعات والتخفي في ثوب الوطنية السودانية.
افلدعوات لوقف الحرب يجب أن تُفهم ضمن سياقها الحقيقي. يجب أن تكون الدعوات إلى السلام مصحوبة بفهم عميق للأسباب الجذرية للنزاع، وأن تسعى لتحقيق العدالة لجميع الأطراف المتضررة. يجب أن يكون الهدف الحقيقي هو تحقيق سلام دائم قائم على العدالة، وليس مجرد وقف مؤقت للعنف يتيح للمعتدين مواصلة استغلالهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى