
الحاجة الماسة لتدخل إنساني عاجل في جبال الكدرو
*لدن كافي كجو*
تُعد قضية جبال الكدرو وما يتعرض له سكانها من تهجير قسري وفرض حصار من قضايا الساعة التي تتطلب تسليط الضوء عليها بشكل كبير. المليشيات التي تستهدف القرى التي نزح إليها سكان هبيلا والتيتل لا تقتصر آثارها السلبية على النزوح الجماعي فحسب، بل تمتد لتشمل إنتشار الأمراض وسوء التغذية وسط الأطفال، مما ينذر بكارثة إنسانية على مستوى الصحة العامة.
الأرقام والدلالات التي تنجم عن هذه الأزمة بعيدة كل البعد عن البيانات والإحصائيات الجافة؛ فهي تمثل معاناة حقيقية تلمس قلوب وعقول من يسمعون عنها. النزوح الجماعي الذي يشهده مواطنو هذه القرى يحمل في طياته قصص عدد كبير من المفقودين، وراء كل رقم قصة كفاح وألم، وراء كل إحصائية وجوه بشرية تنتظر من يمد لها يد العون.
ومع كل هذه الآثار المدمرة، يُظهر موقف الجيش بحامية دلامي تقصيراً ملحوظاً في إنقاذ المواطنين. ويُطرح السؤال حول أسباب هذا العزوف، ومدى مسؤولية الجيش في حماية المدنيين في أوقات الأزمات. هذا الموقف لا يُسهم فقط في تفاقم الأزمة، بل يُعمق جراح سكان هذه المناطق الذين يطلقون نداءات الي تدخل إنساني عاجل.
إن نداءات المواطنين ليست مجرد صرخات في الفراغ، بل هي تعبير حقيقي عن الحاجة الماسة للتدخل الإنساني. الأمل في الحلول ينبع من الإيمان بأن الإنسانية لا زالت قادرة على التجمع والعمل المشترك لوضع حد لهذه المأساة. الدعوة إلى مساعدة سكان جبال الكدرو ليست فقط مسؤولية الحكومات والمنظمات الإنسانية، بل هي دعوة إلى كل فرد قادر على المساهمة في إحداث فارق.
في الختام، لا يجب أن نتجاهل معاناة هؤلاء الأشخاص، لأن الصمت يعد موافقة ضمنية على ما يحدث. الوقت الآن للعمل، للضغط من أجل تدخلات إنسانية تتناسب مع حجم الكارثة. الأمل في الحياة ينبع من الإيمان بالخير في الناس، ومن الدعم الذي يمكن أن يقدمه العالم لهؤلاء النازحين يشعل في قلوبهم شرارة الأمل مرة أخرى._