زاوية خاصة` `نايلة علي محمد الخليفة` `تقدم.. لا بتعرفينا ولا بتحسي بالوجع الفينا`

`زاوية خاصة`
`نايلة علي محمد الخليفة`
`تقدم.. لا بتعرفينا ولا بتحسي بالوجع الفينا`
من النوادر التي تحكى في مجالس المدينة كطرائف ، أن شابة كانت مغرمة جداَ بأحد الشباب ، وراهنت زميلاتها إن لم توقعه في شباك حبها وتتزوج به ، فلا عاشت هي ولا عاش هو ولا عاشت من تتزوجه ، فأجتهدت الشابة للف الحبل حول عنق فارس أحلامها ، ونجحت في اللعب برأسه حتى أقدم على الخطوة الأولى ، وخطبها رسمياً من أهلها.
كانت الخطوبة حدث في حد ذاته ، تناقلته وسائل الإعلام والوسائط الحديثة ، وكانت الشابة تتباهى بين زميلاتها ، بأنها أصبحت على بُعد خطوة من تحقيق رهانها ، بل وقطعت العلاقة مع بعضهن ، بدعوى انهن يغيرن عليها ، وفي نيتيهن(شلب الخطيب).
لم تدم الخطوبة طويلاً ، فسقط خاتم الخطوبة ارضاً ، وعاد الشاب حراً من قيود الشابة الطامعة ، بعد أن فسخ الخطوبة ، وبعد مدة قصيرة تزوجت الشابة بابن عمها مُجبرة على ذلك ، ومازالت تحيك المؤامرات لخطيبها السابق ، فذهبت من تلقاء نفسها تخطب له شابة من الجوار البعيد ، وعندما تنامى الخبر لمسامع الشاب وأهله ، ردوا عليها (لاك مننا ولاك فينا ، لا بنعرفك لا بتعرفينا ، أقطعي وشك أختينا).
تصرف هذه الشابة يذكرني هذه الأيام ، بتصرف تقدم الذي أعلنت أن رئيسها المُعرد ، عبدالله حمدوك إبتدر زيارة لبريطانيا ، للفت إنتباه العالم لكارثة الحرب في السودان ، ولسان حال الشعب السوداني ، يهتف لا تمثلنا (لاك مننا ولا بتعرفينا ، ولا بتحسي بالوجع الفينا) بعد قرابة العامين والشعب السوداني ، يتعرض للمجازر والإنتهاكات ، لم تتحرك شفاه تقدم بإدانة السلوك البربري لجناحها العسكري ، فكيف اليوم تحرك أقدام رئيسها ، للفت إنتباه العالم لما يتعرض له أبناء السودان ، من لم يكن سنداً وظهيراً للمواطن ، في اوقات الشدة والتنكيل ، فلا يتاجر بقضاياه ولا يحلم بالعودة يوم “ما” ، لمواقع القيادة والريادة ، وما الهتاف الذي باغت جماعة تقدم ، من داخل ندوة الصفوة بلندن “بكم بكم قحاتة باعوا الدم” ، ومحاصرة حمدوك ورهطه في مظاهرة للسودانيين بالشوتايم هاوس وخروجهم تحت حماية الشرطة البريطانية إلا استفتاء حقيقي لبُغض اهل السودان لشلتهم المنبوذة…لنا عودة.