
ناهد عثمان التوم… اسم لن يغيب
كتبت عاكفة الشيخ بشير
ناهد نهوز نهوزتي
هكذا كنت أناديك للتمليح فتجيبيني :
عاكفة عكوفة عكوف بكسر العين
لازالت هذه الكلمات أسمعها حتى اللحظة فالقلب للقلب رسول وقلبك كان ولايزال رغم توقف نبضه قلبا كبيرا يحمل متسعه الجميع بقلوبهم المكسورة التي كسرها سماع نعي الناعي لك .
أنت ذات قلب كبير بطيب نواياك وبياض سريرتك وبالمرآة التي تعكس ما في قلبك على لسانك فلا مواراة ولا مدارة ولا سر ولا خفاء… كتاب مفتوح وصحائف بيضاء كنت أنت ناهد التي عرفناها … سباقة دوما في كل المواقف مقدامة نجدك في كل الصفوف الأمامية .
دوما تسبق عواطف قلبك قدمك وخطوات قدمك عواطفك .
لم يثنيك المرض عن هذا ولا ذاك ، وبقوة إرادتك التي لا تلين كانت مواجهتك له وصمودك .
كنت عزيزة أبية مخلصة دينة نقية قنوعة خشوعة مسالمة حبيبة قريبة لكل من عرفك ولنفسي قريبة حبيبة باعدت بيننا اليوم الخطى .
دوما أذكر رغم مرور السنين حضورك ـ والاخت نفيسة إبراهيم أطال الله في عمرها ـ فجرا عند تشييع جثمان أبي رحمه ورحمك الله ورحمنا وأذكر مواساتك لي في ذلك اليوم وبعده وبقي أثر هذه المواساة ولا زال في قلبي .
أذكر عند مرضي وخروجي من المشفى حين دخلت وأنا قادمة بعد تنويمي به أذكر انتظارك لي والأخت خديجة – منحها الله الصحة والعافية – عند باب الدار كنتما تنتظران قدومي .
كنت ريحانة السيارة التي تجوب بنا أم درمان نستمع حينها لحديثك الجاذب وحكاياتك بكل إمعان نتضاحك ونأخذ منها العظات والعبر .
كنت حين تنصب خيام حولية الشيخ حامد أمام دارك تتحدثين إلي هاشة باشة تنتظرين يوم الختام لنلتقيك أنا وأمي وحين نفترق نهاية اليوم تصرين على تأكيد حضورنا مساءا لحضور ختام الحوليةولقاءنا أنا والوالدة .
نقضي ذلك اليوم أنسا وسمرا على أنغام ألحان الصوفية وتصرين على أن نأخذ قسطا من الراحة بدارك ثم نفترق ونلتقي صباحا وتسير بنا عجلة الحياة دوما نفترق ونلتقي .
والآن :
آهـ من زمان يفرق ولا يجمع
اهـ من زمان الجرح الغائر في دواخلنا شرارته في دواخلنا كالبرق تسطع
اهـ من أوجاع تصدأ
اهـ من دمع يدمي ويجرح
لو بكيناك أيا نهوز دما لا دمعا لن يشفع
حتى في الغياب ستظلي أنت أنت ناهد عثمان التوم
فأنت أسم لن يغيب
وأنت جرح لن يطيب
وأنت طيب زهر يظل يمنحنا الرحيق
وأنت ظل سيظل يهدينا الطريق
فإلى رحاب الخلد نفسا راضية مرضية إن شاء الله إلى أن التقيك أسأل الله عز وجل أن يتغمدك برحمته الواسعة وأن يغفر لك وأن يتقبلك القبول الحسن وأن يظلك يوم لا ظل إلا ظله
صديقتك :
عاكفة الشيخ بشير