
المجتمع الدولي وسياسة العصا والجزر
الاستاذ/ عبدالرحمن ابو فاطمة يكتب ‐–
لجأت الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ أمد بعيد عبر تحالفاتها الإقليمية والدولية في بسط سيطرتها على القرن الافريقي تحت ذريعة تقديم المساعدات الإنسانية والسعي لفرض اجندتها الخفية بمسميات دعم التحول الديمقراطي والقصد منه الهمس بجلب المنفعة ولكن اريد به باطل؛؛؛؛؛ أفريقيا القارة السمراء هي التي نبئت من رحمها حركات التحرر ضد الإستعمار الغربي البغيض ، والمناضل البطل نيلسون مانديلا ليس ببعيد الذي كافح من أجل نيل الحرية لشعبه ووطنه من براثن الذل والإهانة إلى آفاق الحرية والتقدم والإزدهار ؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛ لعب الإستعمار في تلك العصور البعيدة بإرسال بعثاتها التبشيرية إلى دول قارة أفريقيا قاصدة الكشوفات الجغرافية ولكنها كانت تهدف إلى تفكيك المجتمعات عبر التواصل المبطن مع المخابرات العالمية من خلال إبتعاث المنظمات المشبوه التي تضم (الموساد والسي آي آيه)؛؛؛؛ وقتها كانت الدول الأفريقية في كتلة واحده حيث سعوا في عمل تكتلات إفريقية من بينها منظمة الوحدة الأفريقية ودول الساحل والصحراء والإتحاد الإفريقي، كل هذة المجتمعات تحالفات تخدم قضايا القارة السمراء مما تحافظ على الأمن والسلم الدوليين والتفاكر حول القضايا والهموم المشتركة المتعلقة بالإقتصاد والتنمية والتعليم والصحة ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ وعندما أحست الدول الغربية بوحدة القارة الأفريقية لجأت إلى دعم ثورات التحول الديمقراطي بواسطة دولة الإمارات والتي بدأت بإسقاط رؤساء دول مثل تونس وليبيا والسودان أخيرا ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ بذلك ضعفت القارة الأفريقية فأصبح الكثيرون يطلقون عليها بالقارة المريضة بمتلازمة (الجوع والمرض والفقر ) ؛؛؛؛؛،؛،؛،؛ ولاشك إن دولة السودان واحدة من دول القارة التي نالت إستغلالها منذ خمسينات القرن الماضي وودعت حقب الإستعمار الإنجليزي بكرامة وشموخ أهلها الذين دافعوا عن حمى ومكتسبات تراب الوطن ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛وما يزال التآريخ يخلد ذكرى الأبطال من بينهم المناضل الزعيم إسماعيل الأزهري وعثمان دقنة والمك نمر والماظ ودبكة وتاج الدين ، فأصبح الشعراء يتغنون بتلكم الملاحم البطولية ( ياالله يا غريب ارجع لبلدك) (واليوم نرفع رآية إستقلالنا ويسطر التاريخ مولد شعبنا يا إخوتي غنوا لنا غنوا لنا ) ، فعاش السودانيون انذاك لحمة واحدة كجريان نهر النيل، واصبحوا يتوشحون بجلباب الكرم والجود والسعي للرزق الحلال، حيث توسعت مشاعل التعليم وتنوعت الصناعات وسبل التطور والإبتكار المعرفي في الوقت الذي ظل الغرب ينسج بخيوطه الغذر لإغراق السودان في مستنقع الحروب الأهلية بواسطة المخابرات العالمية بمساعدة بعض من أبناء الوطن والتي بدات ملامحها تطفوء على السطح من خلال تبويب فصول المؤامرة بتقسيم السودان إلى دويلات ، وقد حدثت بالفعل في العام 2011 بفصل جنوب السودان ومن قبلها بتدبير مؤامرة لإغتيال الدكتور جون قرنق رئيس الحركة الشعبية وذلك لقطع الطريق تجاه وحدة وجدان الشعب السوداني، وفي ذاك العام فقدت القارة أفريقية البطل الجسور مؤسس منظمة دول الساحل والصحراء القائد معمر القذافي الذي إستطاع ان يوحد وجدان الشعب الافريقي وإنتشاله من مغبة الظلم والقهر وويلات الإستعمار الحديث إلا أن أيادي الغدر والخيانة من بني جلدته تحت عباءة المخابرات العالمية إستطاعت أن تطوي ملف تطلعات وحدة أفريقيا والسعي لزرع الفتنة والإقتتال للشعب الليبي لسنوات عجاف ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ وقبيل إستشهاد القائد معمر القذافي بست أعوام تقريبا وطأت في إقليم دارفور اقدام منظمات الأمم المتحدة بذريعة الإقتتال في الحرب الاهلية بدارفور في العام 2003م والتي خلفت ما يقارب الملايين من الضحايا من الأصول الزنجية؛؛؛ إذن ما دور الأمم في إنقاذ ضحايا إقليم دارفور وهل تم تقديم مرتكبي جرائم دارفور إلى العدالة الدولية؟ وما موقف الشعب السودان حيال الإنتهاكات المروعة بدارفور أنذاك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ويرى الكثيرون من المجتمعات السودانية أن مصطلح المجتمع الدولي بات منتهي الصلاحية وخاصة جراء إتساع رقعة الحرب من دارفور إلى ولايات الخرطوم وكردفان والجزيرة وسنار وظهور المجتمع الدولي في نسخة جديدة وتطورها من إنقاذ الضحايا إلى خلق توازنات إستراتيجية مع قادة أحزاب تقدم السودانية ومليشيات الدعم السريع بواسطة دولة الإمارات العربية ، مما زادت وتيرة الإقتتال وتدمير البنى التحتية والتهجير القسري للمجتمعات إلى دول الجوار بهدف توطيد حكومة دولة آل دقلو وتوطين عربان الشتات في السودان والاستفادة من موقعه الإستراتيجي ووقوعه بين وسط قارة افريقيا واطماعهم لمياه النيل وثرواته المعدنية والحيوانية ، ولكن بصلابة وعزم القوات المسلحة والقوة المشتركة من حركات الكفاح والمستنفرين والهيئات الشعبية وتمسكهم بوحدة حماية الوطن ودعمهم لجهود القيادة العليا برئاسة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان قد اجهضوا كافة مخططات ما يسمى بالنظام العالمي الجديد والذي يسعى إلى تفكيك وحدة البلاد وتقسيم الوطن إلى دويلات ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛كل هذا ولكن سيظل الشعب السوداني قوميا شامخا في حماية مكتسبات الأمة وصون أراضيه من دنس الغزاة والمتخاذلين . ونواصل