التأمين الصحي ومفوضية العون الإنساني بشمال كردفان … عبقرية التفكير خارج الصندوق* بقلم : الزين كندوة

التأمين الصحي ومفوضية العون الإنساني بشمال كردفان … عبقرية التفكير خارج الصندوق*
بقلم : الزين كندوة
الإجتماع الذي ترأسه السيد مفوض مفوضية العون الإنساني بولاية شمال كردفان الدكتور محمد إسماعيل مع المنظمات الوطنية والدولية العاملة بالولاية من أجل تحديد خارطة للتدخل بمحليات الولاية، وفي مدينة الأبيض في هذا التوقيت ، أعتقد بأنه إجتماع مهم أكثر من إي وقت مضي ، وفي هذا التوقيت بالتحديد لتنسيق الجهود وفق مهام المفوضية في الأساس، تنسيقا مع كل الجهات الحكومية لإسنادها .
ومن خلال طرح الأجندة من رئيس الاجتماع يتضح لك بأن هناك رؤية عملية للمفوضية تريد بها معالجة الأشياء خصوصا عندما تم طرح سؤال من المفوض د.محمد إسماعيل وقال فيه : ( كيف نعمل جميعنا وفق رؤية تشاركية ؟؟)
وقال : إن المحاور التي نريد أن نعمل فيها جميعا هي الأطفال دون سن الخامسة ، وحصر الأسر المتأثرة بالحرب، وأصحاب الأمراض المزمنة ، بالإضافة للمنازل المحتاجة لتدخل عاجل، وكذلك المدارس..
وكشف إسماعيل بأن حوالي (٧٠%) من الفصول تحتاج لصيانات عاجلة ، وأيضا أكثر من (٧٠%) من الإجلاس تم إتلافه تماما من النازحين المستقرين بالمدارس.
وأضاف إسماعيل في عرضه لأجندة الإجتماع بأن هناك تخوف كبير من تفشي الملاريا والكوليرا وحمي الضنك مجددا مع بداية الخريف مالم تتم تدابير مستعجلة ، فضلا عن إنتشار سؤء التغذية وسط الأطفال بالأحياء والمعسكرات.
وأضاف لذلك محتاجين مع كل المنظمات أن نضع تصور طوارئ عاجل للتدخل، ووضع خارطة طريق لتساعد المنظمات مستقبلا للتدخل في كل محليات الولاية .
وذكر إسماعيل في عرض حديثه بأن هناك إزدواجية لابد من معالجتها ، وهي هناك حصر للمتأثرين بالحرب لدي المنظمات المختلفة ، وهناك بيانات ومعلومات لدي المفوضية والهلال الأحمر السوداني بالولاية ، ومحلية شيكان أيضا ،لذلك لابد من جمع وتوحيد وتحليل كل البيانات و( المعلومات) لتسهيل عمليات التدخل سوي كان في مجال الصحة او التعليم او النازحين أنفسهم سوي كانوا بمراكز الإيواء او بالأحياء السكنية..
وتلخص الإجتماع في اهمية عقد إجتماع مشترك يضم كل المنظمات والمؤسسات الحكومية ذات الصلة وهي وزارة الصحة التخطيط العمراني (المياه وإصحاح البيئة) ، التربية والتعليم ، ادارة التخطيط التنموي ،الزراعة ،الشؤون الاجتماعية ، ومحلية شيكان في أو قبل ( ٧٢ ساعة من تاريخ يوم الأحد الموافق ٢٣ يونيو)..
_ الواضح الدكتور محمد إسماعيل له رؤية متطورة جدا في توجيه إمكانيات المفوضية لتقوم بدورها التنسيقي والتخطيطي والتقيمي للعمل الطوعي والإنساني، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهذا المفهوم لقد تجلي واضحا عندما ذكر للمنظمات بأن هناك مشكلة متكررة لعلاج للنازحين وأصحاب الأمراض المزمنة والمعدمين ، وبعض المنظمات تريد أن تساهم بشكل فاعل في العلاج ، وأحيانا تصعب عليها عملية التدخل مع المريض ،لذلك ولتسهيل هذه الإجراءات لقد تم طرح توقيع إتفاق مع رئاسة إدارة التأمين الصحي بولاية شمال كردفان بتخصيص عدد أربعة مراكز صحية بالأبيض ليتم فيها تقديم الخدمة لإي شخص من طرف المنظمات بنسبة(٣٥%) من التكلفة علي أن تتحمل المنظمات صيانات المعامل والمراكز متي ما دعت الضرورة.
_ بالطبع هذا الإتفاق ( الذكي) وجد المباركة والترحيب من كل المجتمعين..
_ في تقديري هذا الاتفاق تجلت فيه عبقرية دكتور خطاب السماني عابدين مدير العام لصندوق التأمين الصحي بالولاية ،وكذلك عبقرية السيد المفوض دكتور محمد اسماعيل، ويعتبر هذا التفكير خارج الصندوق تماما في هذا التوقيت العصيب.
ولعل طريقة إدارة الحوار مع المنظمات، وتنبيهها بضرورة التشبيك والتنسيق وتوفير المعلومات لبعضها البعض وضح أيضا مدي كارزمية القيادة الفاعلة بروح الفريق الواحد ، وقطعا العمل الطوعي يقوم علي تنسيق الجهود والقيادة بالحب ، واذا توفر ذلك أكيد الجميع يعمل وفق واجبه ونظامه الأساسي وستكون هناك مخرجات واضحة يحسها عامة الناس، أعتقد هذا يعتبر دليل عافية لمفوضية العون الإنساني بولاية شمال كردفان ، وأعتقد هذا التفكير الإيجابي سيسهل لنا كيفية النظر مستقبلا لتحديد مناطق الفجوة ، ومدي الحوجة للتدخل من المنظمات بمحليات الولاية لتنفيذ مشاريع التنمية الريفية بعد توقف الحرب اللعينة.
ودمتم،،،،