
الصياد ورحلة الصيد
ليس ببعيد
بقلم أحمد كنونة
ما أجمل رحلات الصيد فى بوادي وضواحي كردفان ودارفور والتى قد تمتد لأيام ويتم التجهيز لها من قبل الشباب بتوفير كل الآلات والمعدات التى تمكنهم من الحصول على ما خرجوا من أجله وكل واحد يمني نفسه بصيد ثمين وألا يعود إلى البيت وهو خالي الوفاض وقد تكون الرحلة بغرض الترفيه والترويح عن النفس بإختبار مهارات كلاب الصيد وإستخدام السفاريك.
أقول هذا الكلام والقوات المسلحة قد أطلقت على متحرك الغرب إسم ( الصياد ) الذى يقوده العميد الركن جودات قائد الفرقة السادسة عشر نيالا وهو يشق طريقه عبر الطريق القومي من تندلتي وقد صاد ( الخميس ) أولى أهدافه بإسترداده لمدينة أم روابة الإستراتيجية بولاية شمال كردفان . ولأن القوات المسلحة مدرسة متفردة فلقد أصاب القائمين على قيادتها وإدارة غرفة العمليات فى إختيار إسم هذا المتحرك ( الصياد ) إشارة لرمزية الصيد النابع من بيئة كردفان ودارفور وكيف يطوق الشباب الفريسة عبر رحلات الصيد وهو ما يجري الآن على الأرض بواسطة متحرك الصياد بنصبه لشرك ( أم زريدو ) عبر المدن الواقعة على الطريق القومي كوستي _ الأبيض ومنها إلى ولايات دارفور وجنوب وغرب كردفان وكل الخطة المرسومة يتم تطبيقها على أرض الواقع ، وظهر هذا جلياً فى الأمسية الجهادية تحت شعار : ( كلنا للأوطان فداء ) التى نظتمها ديوان الزكاة بالولاية بالتعاون مع كلية كادقلي التقانية بمقر اللواء 55 مشاه بكادقلي لمتحركات الفرقة الرابعة عشرة مشاه بكادقلي المتجهة لجبهات القتال واللحاق بمعركة الكرامة عبر محور جنوب كردفان الأمسية التى خاطبها والى الولاية محمد إبراهيم عبدالكريم بحضور لجنة أمن الولاية والجهاز التنفيذي وجمع غفير من القوات وأسرهم الذين جاؤوا لوداعهم حيث أعلن اللواء الركن فيصل مختار الساير قائد الفرقة الرابعة عشرة مشاه بكادقلي ولأول مرة منذ إندلاع الحرب الدائرة التي أشعلتها مليشيا الدعم السريع أعلن عن فك اللجام أمام متحركات الفرقة نحو جبهات القتال خاصة وأن الفرقة من خلال حدود مسؤوليتها تجابه عدو مزدوج ممثل في الحركة الشعبية شمال جناح الحلو والدعم السريع . وقال آن الأوان أن تلتحم القوات والجيوش فى الدلنج والدبيبات تطهيراً لأي شبر دنسه التمرد .مثمناً دعم وإسناد المؤسسات والإدارات الأهلية والمواطنين للفرقة والقوات المسلحة فى هذه المرحلة .
إذاً متحرك الصياد يمضي بخطي ثابتة نحو صيد أهدافه واحداً تلو الآخر تحريراً للمدن الواقعة على طول طريق الغرب وإصطياداً لكل الهاربين من معارك الخرطوم والجزيرة .
وعند وصول هذا المتحرك لمدينة الأبيض حاضرة شمال كردفان ودخول مطارها الخدمة حينها تبدأ رحلة الصيد الكبرى التى تخطط لها القيادة وعندها تكون المليشيا وأي تمرد آخر سهل الصيد للقوات المسلحة لأنها ستكون محوراً مهماً لإدارة العمليات لموقعها الجغرافي الإستراتيجي ومطارها المحوري للإنطلاق سريعاً بالطائرات الحربية والقوات لأي مدينة على مستوى الغرب برمته وهاهو الصياد يقترب من تحقيق هذا الهدف الذى سيكون علامة فارغة ونقطة تحول فى مسار المعركة لصالح القوات المسلحة فى معركة الكرامة .