
معركة الكرامة مستمرة ليست بالبندقية وحدها
فوق السطح
إبراهيم احمد إبراهيم
على مدى يقارب العامين ظل شعب السودان الصامد الصابر المحتسب داخل الوطن وخارجه يعيش أوضاعا حياتية صعبة للغاية لم يعهدها من قبل متحملا الكثير من الاهوال والمصائب وقصص لم يسمع بها من قبل، واضعا ثقته بالله ثم بالقوات المسلحة الباسلة..
على مدى يقارب العامين لم يفقد الامل في ان القوات المسلحة والقوات المساندة والأمنية في مقدرتها لقلب الطاولة على الطغاة وعودة الحياة في مسارها الطبيعي..
على مدى يقارب العامين ظل المواطن يتابع اخبار الحرب لحظة بلحظة وساعة بساعة من تصريحات القيادة و الميديا والناشطين الداعمين للجيش والمليشيا يصاب بالإحباط أحيانا بسقوط منطقة (ما) ولكن لا يقطع الامل في العودة والانتصار على الطغاة الاوباش.
انضم الشعب في صفوف الاستنفار لدعم صفوف جيشه واستشعارا بالمسؤولية تجاه بلادهم وانتظروا تعليماته، واظهر الشعب السوداني معدنه القوى المورث المبنى على التكاتف والتعاضد عند الشدائد وانتشرت (التكايا) في كل ربوع البلاد تسهم في هزم الجوع واقتسام اللقمة بين الجميع (الشعب يقدم الحلول ولاة امر الولايات يقفون عاجزون).
كل يوم يمر يؤكد المؤكد للشعب السوداني بان حرب المليشيا وداعميها من الأحزاب الارزقية والدول الطامعة في ثورات البلاد ليست لها أدني علاقة بالشعارات التي ترفعها ولكن هي ضد الشعب السوداني نفسه وضد السودان أولا وأخيرا وثبوت زيف ادعاتها (الغبية)..
لم تتحمل المدن والارياف والولايات رهق نزوح الأهالي اليها ما قدمت اليها لم يسد الرمق، فلم يخطر في بال ولاة امر الولايات التي تقع على سيطرة الجيش الاستفادة منهم في زيادة الإنتاج وتغيير أوضاع الولايات لتصبح أكثر انتاجا وعطاء.
قرأت من قبل خبر في صحيفة البلد ان محليه شندي سوف توفر ثلاثة افندنه وتقاوي للنازحين للزراعة وبحثت في الامر ولم اجده صحيحا والبعض أبدى استغرابه من الامر ولو كان صحيحا لكان وضع الولايات في الإنتاج غير حكي لي بعضهم رغبتهم اقامة مشاريع دواجن بياض او لاحم في شندي ولكن صدموا بصعوبة إقامتها لعدم توفر العلف او الدواجن نفسها وهنا صحت مقولة (الخرطوم كانت شايلة الناس كلها والولايات كلها لم تقدر تشيل الخرطوم)!!
صحيح ان قيادة البلاد مشغولة بالحرب وتوفير احتياجاتها ولهم العذر نسبة بان حجم المؤامرة كبيرة على البلاد ولكن العتب واللوم على قادة امر الولايات الذين لم يستفيدوا من الطاقات البشرية التي نزحت إليهم لم توفر لهم مصادر دخل كانت تعينهم في حياتهم وتزيد من دخل الولايات اكتفت بتوفير دور إيواء وأطلقت ايداي المنظمات والجهات الخيرية تدعمهم لو فكروا قليلا بان تلك الايادي كانت تكون سندا لهم وترفع من مقدرات انتاجهم وسد نقصها.
الان نعيش أجواء الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش والقوات المساندة وكثير منا يمنى النفس ان تصوم كل اسرة في بيتها ان شاء الله ولكن الشيطان لن يرضى بالهزيمة بعد الصرف البزخى سوف يكثف من تكسير مقاليد التنمية والنهوض من جديد المعركة القادمة سوف يسعى الشيطان لسد أي طريق للنهوض وعودة السودان من جديد.
الامر يتطلب ان نعى الدرس وإعداد خارطة النهوض من جديد تسابق الزمن عبر فتح منافذ وتسهيل للإنتاج الزراعي والصناعي في كل الولايات والاستفادة من طاقات الشباب وتمويلهم بصيغ جديدة او تكوين شركات مساهمة عامة تسرع من عودة دائرة الإنتاج لوضعها الطبيعي في وقت وجيز.