
عقر الدار ….
حسام الدين محجوب على
لما الغضب ، فظنى ان حديث القيادة العسكرية عن نقل الحرب إلى الدول التى تحارب و تدعم الحرب فى السودان قد جاء متأخراً و لكن المهم انه بالتأكيد صار جزء من المخطط العسكرى فى هذه الحرب ضد المرتزقة و الدول التى تجندها للقضاء على الشعب السودانى . من قبله الليبى ، السورى ، اليمنى و قبله كثر و ما زال الدمار ماضىٍ .
نجح من اشعل الحرب على السودان فى تدمير بنيته التحتية بالكامل ، تقريباً ، و أعاده عشرات السنين للوراء ، دمر البنية المجتمعية للشعب السودانى و أعاده لعهد الحكم القبلى ، دمر البنية الاقتصادية و أعاده لعهود الصناعة الحجريّة و مستخرجاتها . دمر الإنسان السودانى و ممتلكاته و أعاده لعصور الفقر و التشرد فى الصحارى و الفيافي و انتشار الأمراض ، أعاد الإنسان السودانى لعصور الجهل ،دون تاريخ فقد دمر تاريخه المحفوظ و هرّب جله ، صعب عليه العلم و التعلم بل و منع عنه التعليم .
صار طالب العلم السودانى يقاسي للحصول على مكان للتحصيل الدراسي ، حاصروه بمتطلبات العصر الحديث من تأشيرات و أماكن امتحانات و منعوا عنه كل ذلك لأنه خرج من العصر و أعيد لما قبل الحداثة .
صار هم السودانى فى بلده ، البحث عن الأمان و لقمة العيش و فى أماكن التشرد البحث عن الأمان و اللهث وراء مكان مبيت آمن لا يطارد فيه ، لم يرحموا عزيز قوم ذلّ ، فصار السودانى حقل تجارب للدول فى سن قوانين لأقامته و مداها و جبروه ليفعل الأفاعيل للحصول على إتاوات الإقامة التى تفرضها عليه دول اللجؤ التى نزح اليها و جلها نفس الدول التى أشعلت حربه و شرّدته و الأخرى من صمتت على تلك المخازى و لعنته ليل نهار للجوئه اليها .
من الخزى ان بعض السودانيون ممن يقيمون او يعملون فى تلكم الدول ، يصمتون عن افعالها ببنى جلدتهم و الغريب ان كلهم ، ليس بعضهم بل كلهم ، ممن اكتوى اهلهم الاقربون بهذه الحرب ، دماراً و قتلاً و هتكاً للأعراض و سلب لممتلكات . هنا لا حديث عن العملاء الذين يشاركون بالفعل و القول فى الحرب ، بل الحديث عمن استكانوا و صمتوا خوفاً على لقمة عيشهم او الأمان ألذى يظنون أنهم يتمتعون به و لا يعلمون انه لحين لن يطول .
من الخزى ان بعض السودانيين استشاطوا غضباً من مجرد القول بنقل الحرب إلى عقر دار من أشعلها و دمر بلادهم و استباح وطنهم دون سبب و لا جريرة اقترفها هذا الشعب فى حقهم ، من الخزى ان شعوب تلك الدول صمتت عليها و لم تسائل حكامهم عن جريرة الشعب السودانى لتدميرهم و قتلهم و هتك اعراضهم هكذا و هم من عاشوا معهم و خبروهم و انتفعوا بهم ، بل بعض منهم ايدوا هؤلاء الحكام فى فعلهم و طالبوهم بالمزيد .
ليس هناك ما يخسره السودانى بنقل الحرب لعقر دار من اشعلوها و لكن هناك الكثير من المذاق المر ألذى سوف تتجرعه هذه الشعوب من جريرة افعال حكامهم دون لاجم .
من تشدق بنقل الديمقراطية للسودان المدمر ان يتجرع من كأسها فى بلده ، فالسودان عرف الديموقراطية قبل ان يفهموها ، خبر المساواة التى لم يتعلموها إلى الآن ، حارب من اجلها عهود و سنين و سيُفعلّها بسواعد أبنائه إلى ان يجعلها واقعاً معاش أبدى قبل ان يطبقوها .
الحرب ستنتقل إلى عقر دار من أشعلها فهذا عهد قطعه الجندى السودانى ألذى أرادوا محوه من الوجود يوم ١٥/٤/٢٠٢٣ و سيكون أمانة فى عنق المواطن السودانى من بعده ، قد يسعون للرد و لكنه لن يكون بقوة الرد السودانى ، فقد مضى زمن الحروب التقليدية و صارت الحروب تدار بأسلحة غير التى خبروا و المرتزقة طريقهم ذو اتجاهين و لا ولاء لهم و ثمنهم بخس .
الحرب فى عقر الدار خبرها السودانى و الليبى ، اليمنى و السورى و غيرهم كثر ممن دمرتم بلادهم و من الجميل ان ترى تكاتفهم الآن و تقاسم خبرتهم و عهدهم على ” عقر الدار ” فقد اكتووا بنارها و كل منهم صار عليماً بدروبها و درايته بها دراية مجرب فاق طبيبه . لقد تعاهدوا على ان الوقت قد أزف و النزيف لن يقف دونها .
لقد أعدتموهم لعصور ما قبل الحداثة و كلنا يتعجب من سؤال يتيم لا اجابة له ، لما!!! لا أظنكم تركنون لحماية دوركم بالحداثة ، فهى متعة لمن يستمتع بها ….. الان .
السودان الاتى أقوى باذنه تعالى و السودانى الجديد سيعيد بناء بلده بكفاءته دونهم و سيدفعون ثمن فعلهم رضوا أم أبوا .