
مجدي الروب يكتب.
معركة العبور استعادة النبض السيادي في قلب الخرطوم.
معركة العبور التي وقعت أحداثها اليوم تُعتبر إحدى أهم المحطات الهامة في الصراع الدائر حيث نجح الجيش السوداني والقوات النظامية الأخرى في تنفيذ هجوم منسق لاستعادة السيطرة على منطقة الخرطوم والخرطوم بحري وذلك عبر ثلاثة جسور استراتيجية تربط العاصمة بين ضفتي النيل مما أدى إلى تحقيق مكاسب ميدانية وانتصارات كبيرة.
منذ اندلاع الصراع في الخرطوم وخصوصًا ظل الجيش السوداني يخوض معارك عنيفة ضد قوات الدعم السريع ومرتزقة ال دقلو والجماعات المسلحة التي حاولت فرض سيطرتها على البلاد الصراع على الخرطوم كان محورًا استراتيجيًا نظرًا لأهميتها السياسية والعسكرية حيث تُعتبر الخرطوم مركز السلطة في البلاد.
معركة العبور تم التحضير لها بعناية فائقة حيث وضعت القيادة العسكرية السودانية خطة تعتمد على التقدم عبر ثلاثة محاور أساسية وهي الجسور الكبرى التي تربط بين الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري وهذه الجسور هي جسري النيل الأبيض (كبري الفتيحاب) (كبري السلاح الطبي) وجسر الحلفاية تميزت الخطة بالتنسيق العالي بين القوات البرية والجوية حيث وتم استخدام الطيران العسكري لضرب الأهداف المعادية قبل بدء التوغل البري
استغل الجيش السوداني معرفته الجيدة بالمنطقة وتفوقه في استخدام التكنولوجيا العسكرية الحديثة مما مكّنه من تحقيق اختراقات كبيرة في صفوف الدعم السريع استخدام الكباري كنقاط عبور كان له دور حاسم حيث ساعد في نقل القوات بسرعة إلى وسط العاصمة دون تعرضها لضربات كبيرة من قبل القوات المعادية.
نجاح الجيش السوداني والقوات النظامية الاخري في السيطرة على وسط الخرطوم يُعد ضربة قاصمة لقوات الدعم السريع وغيرها من الفصائل التي كانت تسيطر على أجزاء من العاصمة.
هذه المعركة تفتح المجال للجيش لتوسيع نطاق سيطرته إلى مناطق أخرى من العاصمة التي كانت تحت سيطرة القوات المتمردة.
استعادة الخرطوم تُمثل أيضًا انتصارًا رمزيًا كبيرًا حيث يُظهر هذا التقدم قدرة الجيش السوداني على حسم المعارك الكبرى والسيطرة على مواقع استراتيجية مهمة الانتصار في هذه المعركة يعطي دفعة معنوية كبيرة للقوات المسلحة والنظامية الاخري ويزيد من تأييد المواطنين للجيش في صراعه لاستعادة الاستقرار في البلاد.
السيطرة على الخرطوم بحري ووسط الخرطوم يعني قطع طرق الإمداد الحيوية عن قوات الدعم السريع وغيرها من الفصائل المسلحة مما سيضعف قدرتهم على الصمود في المعارك المنتظرة القادمة هذا الانتصار يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع حيث سيكون الجيش السوداني في وضع أفضل لفرض الاستسلام التام او التقدم العسكري.
ومن جهة أخرى سيشكل هذا الانتصار ضغطًا كبيرًا على القوات المتمردة وقد يدفعها إلى التراجع أو إعادة حساباتها العسكرية والسياسية والمنطقة الوسطى من الخرطوم تُعتبر القلب الاقتصادي والسياسي للسودان والسيطرة عليها تمنح الجيش ميزة إستراتيجية قد تغيّر موازين القوى بشكل كبير.
معركة العبور ليست فقط انتصارًا عسكريا بل هي أيضًا خطوة نحو إعادة بسط سيادة الدولة واستعادة النظام في السودان والنجاح في هذه المعركة يعكس تصميم الجيش السوداني والقوات النظامية الأخرى على إنهاء حالة الفوضى وتحقيق الاستقرار ومع استمرار العمليات العسكرية سيكون لهذه الانتصارات تأثير كبير على مستقبل الصراع في البلاد سواء من حيث توازن القوى أو في إعادة هيكلة المشهد السياسي والأمني.