عصام حسن علي يكتب “تحديات السودان الراهنة: سحب الجنسية كأداة لمكافحة خيانة الوطنية

عصام حسن علي يكتب
“تحديات السودان الراهنة: سحب الجنسية كأداة لمكافحة خيانة الوطنية
في ظل الأوضاع الراهنة التي يمر بها السودان، يجد الوطن نفسه أمام تحديات جسيمة تهدد أمنه واستقراره. وقد تفاقمت هذه التحديات بفعل الحرب التي شنتها مليشيا آل دقلو الإرهابية ، والتدخلات الخارجية، والأجندات السياسية المخالفة لمصالح الشعب السوداني. وبناءً على هذه المعطيات، يُصبح سحب الجنسية السودانية من كل خائن وعميل ضرورة وطنية لحماية البلاد والحفاظ على سيادتها.
إن البلاد تواجه في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها تحديات غير مسبوقة تتطلب تضافر الجهود وتوحيد الصفوف من أجل حمايتها من الانهيار. ويجب أن يدرك الجميع أن الحفاظ على السودان واستقراره مسؤولية مشتركة بين الحكومة والشعب، وأن السماح للخونة والعملاء بالبقاء ضمن النسيج الوطني يشكل خطرًا داهمًا لا يمكن السكوت عنه.
لقد تمايزت الصفوف وتباينت الرؤى في الفترات الأخيرة، وظهر الحق من الباطل وتبين الرشد من الغي بوضوح مبين. أصبح واضحًا للجميع من يعمل لصالح الوطن ومن يتآمر عليه، حيث انكشفت الحقائق وتجلت المواقف الحقيقية للعديد من الشخصيات والكيانات التي كانت تستخدم شعارات الوطنية، لكنها في الواقع كانت تخدم أجندات خارجية تسعى لزعزعة استقرار وأمن البلاد.
يُعتبر سحب الجنسية وإسقاطها عن كل من يتعاون مع العدو أو الجهات الخارجية التي تعمل ضد مصلحة السودان إجراءً سياديًا له أهميته الكبيرة في حماية الأمن القومي. إذ أن العديد من الدول حول العالم تمارس هذا الحق كجزء من استراتيجيتها لحماية نفسها من المخاطر المحدقة بها. فالأمن القومي هو عبارة عن منظومة متكاملة من السياسات والإجراءات التي تضمن سلامة الوطن ومواطنيه.
ينظم دستور السودان هذا الحق السيادي، حيث يجيز لرئيس الجمهورية اتخاذ قرار بإسقاط الجنسية عن أي شخص تثبت إدانته بالتعاون مع جهات معادية. وتعد هذه الخطوة حاجة ملحة في ظل الظروف الصعبة، حيث تفرض الأوضاع الحالية ضرورة اتخاذ إجراءات مالية وقانونية صارمة ضد كل من يثبت تآمره أو تخاذله تجاه قضايا الوطن. فالخيانة تتطلب رد فعل حازم يحفظ هيبة الدولة، ويظهر لكل الأطراف أن الوطن ليس ساحة لممارسة المؤامرات.
ويجب التنبيه أن هذا الإجراء لا يأتي من فراغ أو بناءً على انفعالات عاطفية، بل يتطلب تحقيقات ومعطيات دامغة تثبت التجاوزات والخيانة، بحيث يتم المحافظة على حقوق الأفراد وعدم الوقوع في منعطفات تتعلق بالاستغلال السياسي أو الانتقام الشخصي.
إن سحب الجنسية يمثل أيضًا رسالة واضحة لكل من تسوّل له نفسه التآمر على السودان وشعبه، مفادها أن الوطن فوق الجميع، وأن المساس بأمنه وسيادته لن يمر دون محاسبة. فالأوطان تُبنى بالتضحيات والولاء والانتماء الصادق، وليس بالخيانة والعمالة لأعداء البلاد.
وفي النهاية، تبقى الجنسية شرفًا لمن يستحقها، وواجبًا لمن يحملها، ومسؤولية تجاه الوطن الذي منحها. فلا يمكن أن يكون السودان حاضنة لمن يسعى إلى تدميره أو يعمل لصالح جهات تهدد أمنه واستقراره. ولذلك، يجب أن يكون موقف الدولة صارمًا في مواجهة الخونة والعملاء، حفاظًا على سيادة البلاد وضمانًا لمستقبل آمن ومستقر للأجيال القادمة.