مقالات الرأي
أخر الأخبار

قطر والسودان… دروب الأخوة الممتدة من المواقف إلى ميادين العطاء منبر_الكلمة بقلم: جلال الجاك أدول

قطر والسودان… دروب الأخوة الممتدة من المواقف إلى ميادين العطاء
منبر_الكلمة
بقلم: جلال الجاك أدول

في زمن عزّ فيه الوفاء، وندر فيه الصدق بين الأشقاء، تثبت قطر يومًا بعد يوم، أن الأخوة الحقيقية لا تهزها الأعاصير السياسية ولا تحكمها المصالح العابرة، بل تُبنى على قيم أصيلة وقناعات راسخة بأن الشعوب أكبر من الخلافات وأقوى من التقلبات.

من هذا المنطلق، جاءت مبادرة رابطة الشعوب برئاسة اللواء عمر نمر وأعضائها الكرام، لتكون رسالة وفاء وامتنان من شعب السودان إلى دولة قطر الشقيقة، تحت شعار بسيط لكنه يحمل في طياته معاني عميقة: شكراً قطر، شكراً تميم.

هذه المبادرة ليست مجرد كلمات تقال في مناسبات المجاملة، بل هي صوت شعب يثمّن وقوف قطر الصادق في كل لحظات العسر واليسر، ودعمها المستمر للسودان سياسيًا، إنسانيًا ودبلوماسيًا.

قطر… شريك سلام ومواقف ثابتة في وجه الأزمات

لم تكن علاقات السودان وقطر مجرد صفحة في كتاب العلاقات الدولية، بل فصل ناصع في سجل الأخوّة الحقيقية، ترجمته المواقف المشرفة لقطر في أصعب المراحل، وعلى رأسها رعايتها لاتفاقية الدوحة للسلام في دارفور، التي وُقعت يوم 14 يوليو 2011، واعتُبرت علامة فارقة في تاريخ السودان الحديث.

وقتها، أدرك الجميع أن قطر لا تبحث عن أدوار شكلية في المنطقة، بل عن حلول حقيقية تعالج جذور النزاعات وتفتح الأبواب أمام السلام، وسط إيمان ثابت بحق الشعب السوداني في الأمن والاستقرار.

ولم يقتصر الدعم القطري على دارفور وحدها، بل ظل الصوت القطري حاضراً بقوة في كل المحافل الدولية دفاعًا عن السودان، مجددًا التأكيد على وحدة أراضيه وسيادته الوطنية، خاصة في ظل الأزمة الراهنة التي تفتك بالبلاد نتيجة الحرب الدائرة مع مليشيات الدعم السريع.

كانت قطر، وما زالت، تنادي عبر منابرها السياسية والإعلامية بضرورة الوقف الفوري للحرب، وحثّ المجتمع الدولي على احترام إرادة الشعب السوداني في السلام، مع دعوتها إلى تقديم المساعدات بدلاً من إشعال الفتن أو التلاعب بمصير الشعوب.

قطر… رسائل إنسانية تتجاوز السياسة

إلى جانب دعمها السياسي، سطرت قطر صفحات مضيئة في سجل العطاء الإنساني للسودان. فمنذ بداية الأزمات، كانت الطائرات القطرية تهبط محملة بالغذاء والدواء والإغاثة العاجلة، وتتحرك مؤسساتها الخيرية مثل قطر الخيرية و مؤسسة الشيخ عيد الخيرية لتقديم المساعدات للمحتاجين دون تمييز.

وخلال الحرب الراهنة التي أثقلت كاهل الشعب السوداني، كانت قطر من أوائل الدول التي سارعت إلى مد يد العون عبر قوافل إنسانية، ومستشفيات ميدانية، ودعم لا محدود للنازحين داخل السودان وخارجه، مما خفف عن آلاف الأسر وفتح نافذة أمل في قلوب محطمة.

من السودان إلى قطر… الكلمة التي تعجز أمامها الحروف

ولأن الشكر لا يُقاس بعدد الكلمات، بل بصدق المشاعر، فإن السودان — قيادةً وشعباً — يرى في قطر نموذجاً فريداً للأخ الشقيق الذي يقف وقت الشدة، لا يساوم، ولا يتأخر، ولا يتغير مع تبدل الأيام.

اليوم، ومن خلال مبادرة “رابطة الشعوب”، نجدد التحية لقطر وشعبها وأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حاملين إليهم باقة شكر محمولة بصدق القلب، وعطر الوفاء السوداني الأصيل.

شكراً قطر… شكراً تميم، على الأخوة الصادقة، على المواقف المشرفة، على العطاء الذي لا ينضب، وعلى دروس الوفاء التي لن ينساها السودانيون مهما مر الزمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى