
بريق أمل ولكن…!!
اخي الشهيد (فتى بقامة وطن)
🖋 كتبت: مني الإحيمر
عندما تكون القضية هي الوطن تطغي الوطنية على كل شي، ويبقي الوطن في حدقات العيون وخلف دقات القلب نبضاً وغيرة وعزة وكرامة وانفة أكثر لان قضية الوطن لا تباع بالإثمان ومن باعها خائن الضمير والوجدان وعلى شرف الوطن لا يقبل الرهان ولكن تبقى العزة والكرامة هي الوطن.
الشهيد بإذن الله تعالى المهندس ملازم ابراهيم احمد حماد الإحيمر، شهيد القيادة العامة الذي كان مناوباً للخدمة في يوم الجمعة على ان يعود صبيحة السبت ولكن اندلعت الحرب في ذات اليوم وظل داخل القيادة العامة الي ان استشهد في ال١٥ من سبتمبر وجاءنا الخبر صاعقة صبيحة الاثنين ال١٧من ذات الشهر الا رحمة الله عليه وتقبله الله شهيدا باذنه في جنة الفردوس الأعلى،كان يطمئننا دائما أن الاحوال سنمضي في أحسنها وان الجيش سينتصر ومحال انتصار الباطل على الحق، محترماً قسم الولاء وقال لن نخرج الا منتصرين لان علينا للوطن دين، يطمئننا وهم في اسواء الاحوال، كان ثابتاً شامخاً كالجبال قوي قولاً وفعلاً هذا هو اخي.
احتضنته ولاية النيل الأبيض حيث الميلاد والمنشأ مدينة القطينة ، ولدته ام فكان ابن كل الأمهات حظي بثلاثة اخوات وكان هو ذاته اخ الاخوات اللائي لم تلده امه، تربع على ثلاثة أخوة وكان متربعا على مملكتنا الصغيرة التي كان فيها أصغرنا سناً واكبرنا عقلاً وخلقاً وكرامة وكرم، ومقدرة على وضع الكلمات الدافئة على صدرك ويرسم الحب على شفاهك ويترك بصمة على ذاكرتك، هاشاً باشاً دائم الدفاع عن العرض والوطن وعن مؤسسته عندما اندلعت الحرب هو فتى بقامة وطن.
حينما اختار هذا الاتجاه نحو المؤسسة العسكرية كان قد خطط ورتب لحاله مكاناً انيقاً وسط دفعته، بل سار على درب والده مدافعين عن الأرض والعرض تقبلهم الله شهداء الواجب، اختار اخي مقعداً عند مليك مقتدر قاصداً ذات الدرب بعناية فائقة عندما يتحدث عن فناء الدنيا ومعاملة الناس بإحسان، وترك المجادلة والجدال مع الناس وترك الأمور لله، كان دائم يوصينا بعدم معاداة الناس وتركهم لله ، كان زاهدا لله ضارباً هذه الدنيا عرض الحائط.
اخي وحبيبي منذ نشاته طفلاً كان دون غيره هادئاً مرتباً خطواته تُحسب وكلامه يُعجب وابتسامته مكسب ورضاه مطلب لانه غير معادي ولا ملوم وكتوم، لا تابع ولا متبع لحديث الناس ولا اقوالهم وافعالهم هكذا كان فتاي اخي وحبيبي، والأن مضى عام في لمح البصر وما زالت الحرب دائرة، كنا نظن انها ستنتهي بعد ساعات من اندلاعها ويعود اخي نرفع الاعلام فرحاً بانتصارات الجيش وبعودته فتاً مدافعاً عن الأرض والعرض ظل ثابتاً مرابطاً ولكن..؟؟!!
الاثنين الموافق: ١٦/ ٩ / ٢٠٢٤م
Email: monanon2@gmail.com