
شرعية منّ فى اليوم التالى….
حسام الدين محجوب على
من يجوب الدنيا ظاناً أن اليوم التالى له فقد ظن سراباً ، فهو يوم الشعب السودانى بارضه و جيشه و خيره.
المؤلم ان هناك من يتفاخر بقيدٍ يقوده مُقاد ، كلهم لا سيد لهم و قمة العجب أنهم جميعاً يعلمون و يرقصون طرباً لذلك . اماً آن لهم أن يعوا أن السودان فى حرب و ان تلك الحرب فيها غالب و مغلوب لأول مرة ، منذ ابتداع سنة المليشيات العسكرية فى السودان و أن هذا الغالب لن يكون حفتر السودان مهما طالت و تطاولت المعركة ،لأن الشعب لأول مرة أقسم ألا يقاسم و ألا يطاوب و أن سودان جديد قد ولد من رحم تلك المجازر و الدماء التى نزفت من القتلى و الغُصّب ، من الأشلاء التى تطايرت و تناثرت من اجساد الطُهار مع جدرهم و ثرواتهم و تاريخ اسلافهم .
يتحدثون عن تجريد بلدنا من شرعيته ، وجوده و تاريخه ، سلطته و جيشه ، مقاومته و شبابه الخلص الفخورون و المدافعون عنه دون تردد لتأمين مستقبل لمن بقى فيه من المؤمنين به و بخيره و فضله .
اليوم هو للمدافعين فى كل الميادين ، المقاتلين فى كل الربوع داخل و خارج البلاد لبقاء هذا البلد . هل يظن هؤلاء الذين لا نعلم من أين أتوا ، أن الارتماء و الاحتماء بمنظمات و تنظيمات و منظومات يمكن أن يؤمن لهم موقعاً فى بلادنا ، أم أنهم مؤمنون بأن شعباً يقاتل مليشيا تساندها كل منظمات و نظم الإجرام فى العالم طمعاً فى خيراته يمكن ان تفتر همتهم أو تخور قواهم أمام بُطّل ترونهم بجحافل و لا نراهم إلا فى المحافل .
أسمعوا و أعوا ، زعيمكم عُمِدَ مرة أخرى رئيساً لوزراء السودان بعد انقلاب فاشل عاد بعده لمجده و سلطانه . جلس على كرسيه و مسح بحبره كل مترتبات الانقلاب ، أعاد كل من فُصِل و فَصل كل من أُعيد ، استلم مخصصاته و أمن خاصته و خُلّصهِ ، تهامس مع سادته و بعدها ، فقط بعدها ، سلم كرسيه و منصبه و لقبه و احتفظ ب ” سابق ” و غادر .
كنا نظنه غادر و لم نكن نعلم انه هاجر ، فقط المجرمون من حكام الدول يهجرون اوطانهم ، كنا نظنه احتفظ بلقبه مزيناً ب “سابق” فخراً و تباهياً و زينة و لم نكن نعلم انه احتفظ به دخيرة.
كنا نظنه عالماً و لم نكن نعلمه عميلاً ، فقد كذبنا من أصّله و تجنبنا من فصّله و باهينا بعمله و علمه و لم نتنبه لطحنٍ لم نراه إلا بعد ان سالت دماءنا .
رئيس تنسيقية “تراجع” لم ينُقلب عليه فقد كان أقوى و أذكى ممن انقلب عليه ، فقد استدعاهم لينقلبوا على من كان يحكم باسمهم و رغب فى إبعادهم و قد قالها بواحاً ” لا أستطيع الاستمرار فى اداء مهامي فى وجود التشظي و الانقسام فى الحرية و التغيير و ألذى يقود لدمار البلاد و سحق آمال الشعب و ثورته ” ثم انقلب على من حسب انه اُستدعى لإنهاء أسباب تدمير البلاد و سحق الشعب و ثورته و عاد مرة أخرى رئيساً لحكومة الثورة بسلطة أوسع و قوة أكبر و لكنه لم يرغب فى ذلك إلا لمآرب أخرى متفق عليها مع سادته و منظماته التى ترعرع فيها و ترع من سمها و هو زعاف لا ترياق له ، لكن مهما كان من يتجرعه و يغص فيه و كان فيه ذرة من إيمان أو بذرة من أخلاق يستيقظ فيه ما بين الضلوع ، فيموت دون دمار وطنه و مواطنيه .
تعلمون يقيناً ان الدعم السريع انقلب على الشرعية و ارتضى ان يكون مليشيا مرتزقة ارهابية تحارب الجيش و الشعب السودانى بعد فشل انقلابهم بالتضامن مع قوى الحرية و التغيير . تطبيق الديمقراطية و سحق المؤتمر الوطنى و الاخوان المسلمين لا يشرعن وجودها و بالتأكيد لن ينزع عنكم جميعاً صفة الإجرام و الإرهاب .
لذا مهما تكرروا و تكرروا و تكرروا كذب دعواكم و تشريع وجودكم ، فلن تكون حقيقة . لا يهتم الشعب السودانى بكم الان فقد أنكرتم حقه فى الدفاع عن نفسه و طالبتموه بأن يُغتصب سعيداً و يقتل ضاحكاً و ينهب راضياً …بل و تقاسمتم كل ذلك مع داعميكم .
اعلموا ، ان السودان بسفرائه و جيشه ، مواطنيه و ارضه ، علمائه و عماله لن يكونوا مطية لعملاء مليشيات مرتزقة ارهابية سفكت دمائه و هتكت عرضه و سلبت خيره . لن تتمكنوا من حكمه حقاً أو أسفيرياً ، لن تتمكنوا من محوه من خريطة العالم بزعمكم عدم الشرعية . العالم كله يعلم أن لا خير لمن لا خير لاهله فيه ، فتجولوا و أضربوا فى مشارق الأرض و مغاربها فلن تجدوا للاحترام مكاناً إلا عند من يشابهكم ، و “سابق” تظل سابق لا وجود لها فى شرعٍ و لا قيمة لها فى بنك قِيم .
اما السودان فيومه التالى يجرى التخطيط له من خُلّص يرونه دولة ذات سيادة بجيش و بيادة و ارض فياضة و شعب له القيادة .
خطته فى يومه التالى ، مواطن ينادى فى الناس لصلحٍ مجتمعى جامع و آخر يؤسس لمؤتمر دستوري جامع و ثالث يكون لجنة لدستور جامع .
خطته فى يومه التالى ، مواطن يعمل منذ الآن و دون انتظار لنهاية حرب حتمية باذنه تعالى ، لخطة إعمار شاملة ، بخبرات عالمية شاملة ، يتولى بنو الوطن بناؤه لنهضة شاملة .
خطته فى اليوم التالى ارض بشعب و شعب بسلطة و سلطة من الشعب . تلك اركان دولتنا مكتملة و ستظل و لن يستطع كائن من كان ان يهدم ركن من اركان وجود تلك الدولة باذن الله.
خطته فى اليوم التالى جيش قوى ، بقوات موحدة ، بسلاح واحد ، لوطن واحد و شعب واحد ، دون مليشيات و لا مجرمين و لا مرتزقة و لا تجار حروب .
خطته فى اليوم التالى بلد مستقر قوى لن يؤتى من حوله ابداً بإذن ربه الواحد ، لا ايدولوجيا تحكمه و لا مأفون يمتلكه ، خيره لشعبه و قوته لارضه و إقليمه برضى و مودة و مصلحة و رغبة .
السودان الجديد روى بالدم ، فلا تحلموا بارض رويتموها بدمائنا ، اذهبوا ….فالشرعية لنا .