قوات الدفاع المدني.. درع الخرطوم في معركة التطهير وإعادة الحياة بدرالدين عبدالقادر

قوات الدفاع المدني.. درع الخرطوم في معركة التطهير وإعادة الحياة
بدرالدين عبدالقادر ✒️
وسط ركام الحرب وآثار الدمار، تبرز قوات الدفاع المدني كأحد الفصائل الشرطية الاستثنائية، التي تعمل بلا كلل منذ لحظة تحرير مدينة الخرطوم، مستبسلة في معركتها الخاصة ضد ما خلّفته الميليشيات من خراب وتلويث لوجه العاصمة.
ومنذ اندلاع الحرب، ظلت قوات الدفاع المدني تبذل جهودًا متواصلة في إطفاء الحرائق التي اندلعت في مواقع عدة، كما سخّرت مواعينها المتاحة لتقديم الماء العذب، سواء للعسكريين في الدفاعات أو للمدنيين في مناطق كرري، في دور إنساني لا يقل أهمية عن مهامها الميدانية الأخرى.
بروح تشبه خفة النحل وهمّته، انطلقت فرق الدفاع المدني، مدعومة بجهود مخلصة من كوادرها المتخصصة، لتطبيع الأوضاع ودرء آثار الحرب، في محاولة لإعادة الخرطوم إلى نقائها، وتنظيفها من غبار الدمار الذي خلّفته الميليشيات المتمردة، وإعادة صفاء أجوائها التي طالما عبقت بطيبة أهلها، رغم ما نالهم من نزوح وتشريد.
ولا تقتصر مهام الدفاع المدني على إزالة الأنقاض وتنظيف الشوارع، بل تشمل أيضًا التعامل اليومي مع مخلفات الحرب من متفجرات ودانات لم تنفجر، مما يجعل كل مهمة محفوفة بالمخاطر. ورغم ذلك، يواصل أفراد هذه القوات أداء واجبهم بشجاعة وإصرار نادر.
ضباط وصف ضباط وجنود هبّوا طوعًا إلى مواقعهم، من دون انتظار توجيه، ليسدّوا الفراغ ويكملوا أدوار معركة الكرامة، كلٌّ من موقعه، مؤمنين بأن إعادة الحياة إلى العاصمة ليست فقط مسؤولية مهنية، بل واجب وطني وأخلاقي.
التحية لهم، ولأياديهم التي تزيل الركام، وتغسل درن الحرب، وتعيد للخرطوم بعضًا من ملامحها الجميلة. لتبقى هذه القوات عنوانًا للتفاني في زمن يحتاج فيه الوطن إلى كل قطرة عرق مخلصة.
نصر من الله وفتح قريب