التعليم بولاية القضارف تحديات وأمال بقلم / أبوسفيان محمد يوسف الكردفاني

بسم الله الرحمن الرحيم
التعليم بولاية القضارف تحديات وأمال
بقلم / أبوسفيان محمد يوسف الكردفاني
مقدمة :
تواجه العملية التعليمية في السودان واقعاً بالغ التعقيد في ظل استمرار الحرب والنزوح ، فالحرمان من التعليم وتحول الكثير من المدارس إلي ملاجئ لإيواء للنازحين، وتوقف صرف المرتبات بالنسبة للمعلمين إضافة إلي الوضع الأمني وتمدد الحرب إلي الولايات الآمنة ، كل ذلك يجعل من عودة التعليم واستمراره في الولايات الأخرى تحدي كبير وصعب، فمنذ انطلاق هذه الحرب تعطلت العملية التعليمية بعدد كبير من ولايات السودان في ظل نزوح عدد كبير من الأسر، وأن أكثر من ثلاثة ملايين طفل في المراحل التعليمية الأولي هم عرضة للأمية بسبب الغياب الطويل عن مقاعد الدراسة وكذلك يواجه قرابة مليون ومائة طالب مصيراً مجهولاً وهم من طلاب الشهادة الثانوية.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونسيف) فإن تسعة عشر مليون طفل باتوا خارج المدارس بالسودان .
ونجد أن ولاية القضارف تعيش أزمة حقيقة لتوقف العملية التعليمية خلال فترة الحرب وكان لها آثار كبيرة على التلاميذ وأولياء الأمور ومعلمى الولاية ، فنسبة تسرب التلاميذ الكبيرة وعمالة الأطفال بالأسواق وتأثر سلوك التلاميذ خلال هذه الفترة الطويلة تعد من أخطر هذه الآثار إضافة لتفشي ظاهرة الجريمة، وظهرت تحديات كبيرة صاحبت تعطل العملية التعليمية بالولاية أهمها تحول عدد كبير من مدارس الولاية لدور وسكن لإيواء النازحين.
ولعودة العملية التعليمية بالولاية قدم نفر كريم من أبناء الولاية في شتى المجالات والمواقع برئاسة الدكتور / محمد المعتصم أحمد موسى (( مبادرة إسناد التعليم)) والتي ناقشت مع الجهات المعنية سبل فتح المدارس وعودة التعليم بالولاية ، وأقامت المبادرة ورشة بقاعة إتحاد العمال بحضور أمين عام التربية والتوجيه الأستاذ/ عبد الوهاب ابراهيم عوض ومدراء الإدارات المتخصصة ومدير تعليم الفشقة الأستاذ/ ابراهيم أحمد ابراهيم ناجي ومدير تعليم القلابات الشرقية الأستاذ / عبد الله محمد عبد الله ، وبحضور مفوض العون الإنساني الأستاذ/ عبد الكفيل العدناني ومنظمة سافريكو وعدد من المنظمات العاملة في مجال التعليم بالولاية.
وأنتظم عمل لجنة الإسناد بعقد عدد من الورش بمركز التدريب التربوي بالقضارف خلصت لإجازة وتحديد فتح المدارس وبداية العام الدراسي بالولاية بتاريخ 25/ مايو القادم.
ومن خلال حديثه تعليقاً على عودة العملية التعليمية بالولاية في التاريخ المعلن ومبادرة إسناد التعليم ، تحدث الأستاذ / عبد الوهاب إبراهيم عوض مدير عام تعليم ولاية القضارف حيث ذكر بأن الوزارة بدأت خطوات جادة ووضع خطة لعودة العملية التعليمية بالولاية منذ مطلع العام في شهر يناير ، وأن الأحداث التي صاحبت ولاية الجزيرة كان لها دور في تأخر فتح المدارس بالولاية، وأن لجنة إسناد التعليم أقامت عدد من الورش وخرجت بتوصيات ومخرجات مع الوزارة كان من شأنها إجازة رؤية لفتح المدارس ، وتعقيباً على الحلول التي وضعت للتحديات التي تواجه الوزارة لفتح المدارس متمثلة في أكبر عقبتين وهما إيواء النازحين بالمدارس ومتأخرات المعلمين قال سعادته (( أنه تم اقتراح إيواء بديل للنازحين حيث سوف يتم دمج عدد من المدارس مع بعضها البعض وترحيل النازحين لتفريغ بعض المدارس للتلاميذ، وكذلك الاستفادة من المساحات في بعض المدارس لإقامة مساكن للنازحين داخل المدرسة ، وفيما يخص متأخرات المعلمين قدم شكره لوالي الولاية ووزارة المالية لالتزامهم بسدادها ، ولكن نسبة لظروف البلاد والحرب سوف يتم سدادها بصورة مجدولة)).
وفي معرض حديثه وتعليقه على مبادرة إسناد التعليم بالولاية تحدث الدكتور/ محمد المعتصم أحمد موسى وذكر (( أن نفر كريم من أهل القضارف اجتمعوا لتنوير المجتمع وتنظيمه واصطفافه خلف وزارة التربية حتى يتم استئناف الدارسة بعد مرور عام كامل على انطلاقة الحرب، وخروج عدد كبير جداً من الطلاب خارج العملية التعليمة، وهذه من الآثار السالبة والعقيمة للحرب، ولذلك لابد من مضافرة الجهود الحكومية والدولية والمجتمعية لمحو هذه الآثار، وضمت المبادرة قرابة الثلاثمائة شخص يمثلون جميع شرائح المجتمع بولاية القضارف ، وخبراء التعليم بالولاية ، والآباء والأمهات ، ولجنة التعليم الشعبي التي وجدت منذ مؤتمر الخريجين، وتم تكوين لجنة لمناقشة كيفيفة إزالة أثار الحرب المتمثلة في عودة العملية التعليمية بالولاية، وتم التواصل مع وزارة التربية والتوجيه ووالي الولاية السابق ، والوالي الحالي، ووجدنا منهم قبولاً وترحيباً من أجل حل هذه المعضلة، وهنالك أربع تحديات تواجه لجنة إسناد التعليم في سبيل عودة المدارس والعملية التعليمية بالولاية أهمها هي إن معظم المدارس بالولاية أصبحت مراكز إيواء للنازحين حيث أن أسر النازحين القاطنين بالمدارس فاق الخمسة عشر ألف أسرة وأكثر من ثمانين ألف فرد.
وأن عدد الطلاب النازحين بالولاية قد فاق العشرة ألف تلميذ ، فالسؤال الكبير الذي تم طرحة بقوة كيفية إيجاد بدائل جيدة للنازحين لتتمكن المدارس من استئناف عملها، وهذا الأمر من اختصاص لجنة السكن برئاسة لواء شرطة معاش/ عبد الله حسين.
المشكلة الثانية تتعلق بصيانة المدارس وتأهيلها وتهيئة البيئة المدرسية وهي تحتاج لعمل كبير وكثير ووضعت لها لجنة برئاسة الأخ البروف / يحي محمدين حسب سيدو، والمعضلة والتحدي الأكبر هو قضية المعلمين نفسهم حيث توقفت المرتبات والترقيات في الفترة الماضية ، وقد قاربت المتأخرات قرابة السبعة أشهر إضافة لمتبقي حافز مراقبة الامتحانات الماضية، ولأن المعلم هو رأس الرمح في العملية التعليمية تم تكوين لجنة من المزارعين وعدد من الأخوة من لجنة دعم التعليم الشعبي والأخوة في الغرفة التجارية، وإتحاد أصحاب العمل وسوف تعمل اللجنة جاهدة من أجل حل معضلة المتأخرات للمعلمين.
كذلك مشكلة المناهج الدراسية من خلال تعويض النقص ، وتوفير الكتاب المدرسي ، هذه اللجان مجتمعة تعمل تحت مظلة ورعاية وزارة التربية والتوجيه وبرعاية السيد والي ولاية القضارف ،ونسأل الله أن تكون جهود هذه اللجنة مثمرة من أجل فتح المدارس وعودة العملية التعليمية)).
جدير بالذكر أن عدد النازحين القاطنين بمدارس الولاية بمحلياتها المختلفة قد فاق الثمانين ألفاً ، وقد بلغت عدد المدارس التي يقطنها النازحين ببلدية القضارف التسعة وثمانين مدرسة من جملة مائة وأربعة عشر مدرسة وبعدد واحد وعشرون ألف وثلاثمائة فرد ، وكذلك محلية الفاو بعدد ثمانية وستون مدرسة بعدد نازحين فاق الأربعة وعشرون ألف ومئتان فرد، ومحلية القلابات الغربية بعدد تسعة عشر مدرسة بنسبة نازحين بلغت أثنين ألف وتسعمائة.