مقالات الرأي
أخر الأخبار

انتصارات الجيش السوداني وتوقيت القلق الأمريكي بقلم: عصام حسن علي

انتصارات الجيش السوداني وتوقيت القلق الأمريكي

بقلم: عصام حسن علي

بينما تغرق دارفور في بحر من الدماء والمآسي، تواصل الإدارة الأمريكية انتهاج سياسة ازدواجية المعايير، متجاهلة سلسلة طويلة من الجرائم المروعة التي ارتكبتها مليشيا “الجنجويد”، بقيادة آل دقلو، والتي شملت التهجير القسري، الاغتصاب الجماعي، تدمير البنية التحتية، الحصار الممنهج، التجويع المتعمد، والقتل الجماعي الذي بلغ حد الإبادة في بعض المناطق.

ورغم التقارير الحقوقية الأممية، وشهادات الناجين، والتوثيق الميداني، لم تتحرك واشنطن لإدانة هذه الجرائم، بل سمحت بمرور شحنات أسلحة إلى هذه المليشيا تحت غطاء “المساعدات الإنسانية”، في تجاوز سافر لقرارات مجلس الأمن الخاصة بحظر التسليح في إقليم دارفور والاعجب ان السلاح الذي دخل من صنع امريكا وبيد المليشيا.

لكن بعد عامين من هذا التجاهل المدروس، وبينما يحقق الجيش السوداني انتصارات ميدانية لافتة على كل جبهات القتال، تستفيق واشنطن فجأة لتعلن مخاوفها من “وجود محتمل لأسلحة كيميائية” في السودان. يأتي هذا الإعلان في توقيت مثير للريبة، ويفتح الباب واسعًا أمام التساؤلات:

لماذا الآن؟
هل هو مجرد “الصدف الدبلوماسية” أم رد فعل مباشر على التقدم العسكري الذي يحققه الجيش السوداني ضد مليشيا الجنجويد وحلفائها؟

وهل تستهدف هذه التصريحات عرقلة تقدم الجيش باسم “القلق الإنساني”، في وقت تجاهلت فيه واشنطن كل الدعوات السابقة لإيقاف الدعم غير المباشر للمليشيا؟

من الواضح أن الموقف الأمريكي لا ينفصل عن سياسات الهيمنة الدولية، حيث تُوزّع أوراق الضغط بحسب المصالح، لا المبادئ. فتاريخ العقوبات الأمريكية على السودان الممتد لأكثر من 40 عامًا، لم يمنع الخرطوم من الصمود والتقدم، بل شكّل دافعًا لاعتماد الذات والتمسك بالسيادة الوطنية.

اليوم، وأمام هذا التواطؤ الغربي المكشوف، يؤكد الجيش السوداني عزمه مواصلة الزحف حتى تحرير آخر شبر من البلاد من قبضة مليشيا الجنجويد وأعوانها في الداخل وحلفائهم في الخارج. لا مكان لأنصاف المواقف، ولا وقت للبيانات الغامضة. الشعب السوداني قرر أن يكتب تاريخه بيده، ولن تعيقه قرارات انتقائية صدرت في توقيت مريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى