مقالات الرأي
أخر الأخبار

؛؛؛ عبق الحروف؛؛؛ حديث الأمل على لسان الدولة بدرالدين عبدالقادر

؛؛؛ عبق الحروف؛؛؛
حديث الأمل على لسان الدولة

بدرالدين عبدالقادر

في خضم أزمات متلاحقة تطوّق السودان من كل اتجاه وحالة إختناق إقتصادي وإجتماعي وسياسي غير مسبوقة خلفتها الحرب يخرج صوت مختلف لا يُنكر حجم التحديات لكنه يؤمن بأن في رحم المعاناة يولد الرجاء. إنه حديث الدولة بلغة الأمل ممثلاً في خطاب رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس الطيب
خطاب إدريس لم يكن تقليديًا ولا محمّلاً بالشعارات بل حمل نَفَسًا جديدًا في تعاطيه مع الشأن العام، مستندًا إلى وعي عميق بمعاناة المواطن وحقه في وطن آمن وعادل. تحدث الرجل بعقلية القائد لا الحاكم المستمع إلى أنين الناس قبل ضجيج النخبة والمصرّ على أن يكون المواطن هو البوصلةلا مجرد متلقي للقرارات.
حديث رئيس الوزراء كشف عن مشروع وطني متكامل يبدأ بإعادة هيكلة الدولة من الداخل لا على مستوى الشكل الإداري فحسب بل عبر إعادة تعريف أولويات الدولة نفسها فالإقتصاد وفق رؤيته لا يُبنى من أعلى بل من جذوره من دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في إدراك ناضج بأن العدالة الإقتصادية هي أساس الإستقرار.
وفي بلد أنهكته ندرة الخدمات جاءت تعهداته واضحة وحاسمة المياه، الكهرباء العلاج… ليست ترفًا بل حقوق يجب أن تكون على رأس جدول الدولة وهذا التحول في التفكيرمن الإنكار إلى الاعتراف ومن التجاهل إلى المبادرة يُعد خطوة فارقة في مسار أي إصلاح حقيقي
أما على الصعيد السياسي فقد مدّ الرجل يده لحوار وطني شامل بلا إقصاء ولا انتقام في دعوة جريئة لتضميد جراح الماضي وبناء دولة تحتضن كل أبنائها نحو وطن يسع الجميع بسماحة شعبه الطيب الكريم والأهم من ذلك كان موقفه الحاسم من الميليشيا المتمرده ومصادر العنف حين طالب بوقف كل أشكال الدعم لها تأكيدًا على أن سيادة السودان لا تقبل المساومة.
وجاءت البشريات حين انتصر الجيش لشعبه في لحظة فارقة أنهت زمن التردد والانقسام، وفتحت الباب أمام مستقبل جديد. لحظةٌ بدأت معها السنوات العجاف في التلاشي وارتسمت على وجوه الناس ملامح الإستبشار بخير قادم طال انتظاره لكنه هذه المرة يبدو ممكنًا ومبنيًا على أرضية من الفعل لا الوعد.
ليست كل البدايات مبشرة لكن هذه المرة يبدو أن الأمل خرج من إطار الأمنيات إلى واقع السياسة. حين تتحدث الدولة بلغة الإنسان وتتصرف بعقلية الشراكة لا الوصاية يلوح في الأفق وطن جديد… وطن يستحق أن نحلم به
نفحة من اخر العبق .
الشعب السوداني لايستحق إلا الخير فالشارع العام متفائل لقدوم هذا الرجل الذي يبدو عليه انه أتى مرتبا افكاره وفي جعبته الكثير ويعرف ماذا وكيف ومتى ان يفعل!!! كطبيب استطاع ان يشخص موضع الالم مبكرا والشعب في انتظار التعافي الوطني علي جميع المستويات
نأمل وكلنا ثقة ان يتوفق السيد رئيس الوزراء في إختيار من هم على قدر هذا التحدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى