مقالات الرأي
أخر الأخبار

همس البوادي* *النظرة بعمق للوطن ورد الجميل* *سعاد سلامة*

*همس البوادي*

النظرة بعمق للوطن ورد الجميل .

✍🏻سعاد سلامة*

تظل كلمة “وطن” كلمة تحمل في طياتها معاني عظيمة، تجسد الأمان والحب والسكينة والعطاء اللامتناهي. إنها ليست مجرد أرض أو حدود، بل هي تلك الحكاية التي يكتبها كل قلب ينبض بحبه، وكل روح تتنفس هواءه. الوطن هو المكان الذي لا مثيل له، فمهما جابتنا الأمكنة وبحثنا عن جمال لا يشبهه جماله، يبقى وطننا هو الأجمل في عيوننا وقلوبنا هو الارتباط الذي لا ينفصل عن أرواحنا، حتى لو تباعدت المسافات
قد تكون الأوطان الأخرى جميلة، وتقدم لنا العديد من المناظر والمزايا، لكن يبقى الوطن هو الحبيب الأول، الذي لا يعوضه أي وطن آخر ، تلك الحروف التي نطويها في ذاكرتنا ، تكمن فيها كل معاني الحب والوفاء. من وطننا نتعلم كيف نعيش بحب وننمو مع العطاء غير المشروط.
أما عن فضل الوطن، فإننا مهما حاولنا أن نعبر عن عظمة هذا الفضل، فلن نستطيع ، فالحديث عن فضل الوطن لا يقتصر على عطاءه فقط، بل على احتضانه لنا في جميع الأوقات ، هو الحامي والمأوى الأول، وهو المنبع الذي نلجأ إليه حينما نبحث عن الأمان ، إن الانتماء للوطن هو الانتماء الأول، الذي يبقى خالدًا في قلوبنا مهما تجولت بنا الدنيا.
لكن للأسف، يعاني البعض من حالة من الأنانية، فتجدهم لا يقدمون للوطن ما يستحقه. إن المسؤولية تجاه الوطن هي مسؤولية مشتركة، على كل فرد أن يتحملها بجدية وصدق ، من أجل الحفاظ على ممتلكات الوطن وموارده ، يجب على كل مواطن أن يكون حريصًا على كل شبر من أرضه، وألا يفرط في أي جزء من مقدراته. إن أي اعتداء على تلك الممتلكات يعد خيانة لا تغتفر، ويشكل جريمة وطنية بحق الوطن وأبنائه.
لا شك أن بعض الأوطان تمر بفترات من الجوع والفقر والتراجع الاقتصادي ، لكن ذلك لا ينبغي أن يكون سببًا لابتعاد الأفراد عنها أو الخجل من انتمائهم إليها. فكما تسعى البلدان الأخرى للتقدم والنماء، علينا أن نعمل جميعًا من أجل رفعة وطننا، وأن نضع يدًا في يد مع القوات المسلحة والأجهزة الشرطية والأمنية لحمايته والدفاع عن مقدراته.
لقد أثبت أبطال الهجانة في شمال كردفان عزمهم وصمودهم في وجه التحديات، فقد كانوا في طليعة المدافعين عن أرض الوطن، ووقفوا بكل شجاعة وصلابة. وأثبتوا أنهم العين الساهرة التي لا تنام، وأنهم الجسر الذي يعبر به الوطن نحو النصر. ولقد تجلى هذا الصمود بشكل واضح عندما التحمت قوات الهجانة مع متحرك فرسان الصياد القادم من ولاية النيل الأبيض، ليشكلوا معًا قوة واحدة لا تقهر. هذا الالتحام أظهر وحدة الصف وروح التعاون بين أبناء الوطن الواحد، وكان له الفضل الكبير في المضي قدما في تحرير المناطق المحاصرة، وفتح الطرق أمام النصر.
إن هذه اللحظة التاريخية هي شاهد على قدرة شعبنا على التوحد في مواجهة التحديات الكبرى، فقد قام أبطال الهجانة مع فرسان الصياد بفتح الطريق إلى مدينة الأبيض، فك حصارها وتحريرها من قبضة الأعداء.ونحرير الكثير من المناطق وعليه، يجب أن نكون جميعًا فخورين بهؤلاء الأبطال الذين قدموا أرواحهم من أجل الوطن. فالنصر الذي تحقق بفضل هذا الالتحام البطولي هو نصر لكل السودان، وهو برهان حي على أن إرادة الشعب أقوى من أي قوة معادية
وعلى المواطنين أن يستمروا في دعم قواتهم المسلحة، وأن يبتعدوا عن الشائعات التي قد تهدد وحدتهم وتزعزع عزيمتهم. حتماً سننتصر، وسيظل وطننا قويًا صامدًا في وجه أي محاولات لزعزعته. نسأل الله الرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبطال، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين في معركة الكرامة، وأن يحفظ وطننا الحبيب من كل سوء.
اللهم احفظ أوطاننا وامنع عنها كل مكروه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى