مقالات الرأي
أخر الأخبار

محمد جعفر محمد علي يكتب…. حينما تتطاول التاكا… تنحني تكريماً لقبيلة الكهرباء

حينما تتطاول التاكا… تنحني تكريماً لقبيلة الكهرباء

تعرف كيف كسلا جنة الإشراق وكيف أن الشمس تشرق من هنا

اليوم لم أكن كأيّ يوم… كنت أكثر الناس زهواً وافتخاراً.
فكسلا، التي أعتز بالانتماء إليها، كرّمت أهلي، دار عزوتي وفخري، ورفعت من شأن قبيلتي المهنيّة؛ قبيلة الكهرباء.

في مشهد نادر واستثنائي، جسدت مبادرة كسلا المجتمعية درساً عميقاً في الامتنان، واختارت أن تقول “شكراً” بدل “اللعن”، وأن تزرع الأمل بدل الشكوى، حينما قامت بزيارة وتكريم أسرة كهرباء كسلا، تحت عنوان لافت ومعبّر: (الشكر بدل اللعن).

هذه المبادرة غير المسبوقة جسدت وعياً جديداً ينبت في أرض الطيّبين، ويزهر في قلب كسلا التي تعرف جيداً من يعمل في صمت، وتدرك أن الشمس لا تُشرق إلا من هنا.

حضر الفعالية الأستاذ عثمان عمر وزير التربية والتوجيه وعضو المبادرة، إلى جانب معتصم بابكر، عمدة مدينة كسلا، وعدد كبير من قيادات العمل المجتمعي والمواطنين. وقد افتتح الكلمات العمدة مهنئاً العاملين في قطاع الكهرباء على جهودهم البطولية في وقت استثنائي، حيث تمكنوا من إعادة قدر كبير من تغطية الشبكة القومية للكهرباء رغم التحديات الهائلة.

تحدث بعده المهندس الهادي مصطفى، مدير كهرباء كسلا، معبّراً عن امتنانه العميق لهذه المبادرة التي تحمل معاني التقدير الصادق، وتؤسس لثقافة مجتمعية قائمة على الاعتراف بالجميل. وأكد أن البنية التحتية للكهرباء تعرضت لتدمير ممنهج على يد قوات الدعم السريع، لكنهم – رغم كل شيء – قبلوا التحدي وحققوا نتائج ملموسة في إطار خطة إسعافية أولى، ستعقبها بشريات أخرى في الطريق.

ثم تحدث عضو المبادرة المجتمعية الأستاذ مجذوب أبو موسى، مهنئاً بهذا الإنجاز، ومؤكداً أن هذه الزيارة جاءت لتعزيز الروح المعنوية للعاملين وتمثيلاً لموقف المواطن الكسلاوي، الذي تابع عن كثب جهود إعادة الحياة لشرايين الكهرباء.

وفي كلمته، ثمّن الأستاذ عثمان عمر جهود فريق الكهرباء، مشيراً إلى أن هذه المبادرة انطلقت من مبدأ نبيل “من لا يشكر الناس لا يشكر الله”، ومؤكداً أنها ستكون سُنة حسنة تفتح باب الاعتراف بالعطاء في كل القطاعات.

وفي ختام الزيارة، تم تقديم شهادة تقديرية باسم المبادرة إلى إدارة كهرباء كسلا، عرفاناً ووفاءً.

أما اللفتة الإنسانية الأخرى، فقد تمثلت في زيارة أعضاء المبادرة إلى منزل القيادي المجتمعي الأستاذ إدريس أبو أنس، حيث قُدم له وشاح تكريمي تقديراً لأدواره العظيمة في خدمة المجتمع الكسلاوي، رغم أن المرض أقعده عن الميادين. وكان اللقاء مؤثراً، مليئاً بالوفاء، وقد قابل المحتفى به وأسرته هذه الزيارة بترحاب بالغ وامتنان عميق.

كسلا، حين تشرق شمس الوفاء…
هكذا عرفنا كسلا دائماً، جنة الإشراق، ومهد الامتنان، ومحراب الانتماء الأصيل.
وها هي اليوم تُثبت أن التاكا تتطاول علواً في السماء… ولكنها تنحني احتراماً وتكريماً لقبيلة الكهرباء.

بقلم: محمد جعفر محمد علي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى