الدشول : معركة شل الحركة الشعبية وبداية طوفان الصياد . ليس ببعيد : أحمد كنونة

الدشول : معركة شل الحركة الشعبية وبداية طوفان الصياد .
ليس ببعيد : أحمد كنونة
لقد ظلت الفرقة الرابعة عشرة مشاه بكادقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان تقوم بأدوار بطولية كبيرة في دائرة مسؤوليتها حماية للأرض والعرض وصون كرامة وعزة إنسان الولاية وهى تجابه فى سبيل ذلك عدو مزدوج ( الدعم السريع والحركة الشعبية شمال جناح الحلو ) ولقد سطرت إنجازات عديدة فى فصول معركة الكرامة وعلمت العدو فنوناً ودروساً فى الشجاعة والبسالة والخطط الحربية ، ولقد كانت معركة الدشول فى الطريق القومي ( كادقلي – الدلنج) التى خاضها الجيش وجهاز الأمن والمخابرات العامة والشرطة والمقاومة الشعبية ضد هجوم الحركة الشعبية شمال جناح الحلو المتمردة ومليشيا الدعم السريع محاولة منهما لقطع هذا الطريق الوحيد الرابط بين المحافظتين والذى فتحته الفرقة الرابعة عشرة مشاه الشهور الماضية عنوة وإقتداراً بعد معارك ضاربة وإغلاق إستمر لأكثر من عامين ، هذا الطريق الحيوي يمثل الشريان الوحيد بين الدلنج – كادقلي فكان هذا الهجوم المزدوج وهذه المحاولة اليائسة لقطع هذا الشريان وزيادة الضغط والأعباء الإقتصادية وإحكام الحصار على المواطن المغلوب على أمره ولكن القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والمستنفرين المتواجدين في نقاط ومحطات على طول هذا الطريق قد إستعدوا جيداً لأي إحتمالات وعدم التفريط فيه مرة أخرى فكان الدفاع بإستماتة حاضراً فى أي هجوم على محطة من هذه المحطات ولقد كان الهجوم الإنتحاري من الحركة الشعبية شمال جناح الحلو ومليشيا الدعم السريع ( الثلاثاء ) 17/6/2025 على محطة الدشول الواقعة في وسط الطريق القومي كادقلي – الدلنج والمعبر لخط أنبوب بترول جنوب السودان أهمية فى المشهد العملياتي وهى بمثابة شل الحركة الشعبية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى وهذا ما ظهر على لسان الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة العميد الركن نبيل عبدالله بالتصدي القوى والإستيلاء على ثلاثة دبابة حية وعربة قتالية دفع رباعي لاندكروزر وكميات من المواتر وعشرات الهلكي ويالتأكيد تناقص الأفراد والعتاد بهذا الحجم يعتبر خسارة كبيرة للعدو ومصدر قوة للقوات المسلحة فى معركة الكرامة ودافع قوي للثبات والإستماتة فى بقية المناطق وهذا ما حدث بالفعل عندما كررت هذه القوات المتمردة هجومها أمس الأربعاء على محطتي السماسم بالقرب من الدلنج وكيقا الخيل غربي كادقلي فنالوا من ذات الدرس والذى لم يعي هذا الدرس ينتظره درس أوضح من طوفان أسود الصياد وهو بإذن الله لا محال قادم ومع ذلك كله لا تزال الفرصة مواتية للعودة حسب نداء القائد العام فهل من مجيب بدلاً من التعنت ومواصلة المحاولات المتكررة اليائسة والخاسرة المصحوبة بلعنة الدعم السريع التى أصبحت تلاحق الحركة الشعبية شمال جناح الحلو بفقدان كل يوم أرض من أراضيها وقوى من قواتها وعتاد من عتادها دون أدنى فائدة من إتفاق الشر الأخير مع آل دقلو بنيروبي أليس بينكم رجل رشيد يلتقط القفاز وتقوده الحكمة لوضع حد لهذا الضياع ومسلسل السقوط فى القاع وأن لا تكون فى الموكب كما الرعاع الذين يقودون القطيع والموت سمبلة لأجندة خارجية والخروج من المولد بلا حمص . فهذا الوضع المختل يحتاج إلى مواجهة وقيادات تعرف المصلحة العامة من الخاصة وعدم خلط الأوراق وحرق كل الكروت لأن التاريخ لا يرحم والذاكرة لا تنسي والمواطن البسيط أصبح أكثر وعياً بوحدة الوطن .
للوقوف على مكاسب معركة الدشول فقد عقدت لجنة أمن ولاية جنوب كردفان برئاسة الوالي محمد إبراهيم عبدالكريم إجتماعاً طارئاً إستعرضت من خلاله إنتصازات هذه المعركة وما تحقق فيها على الأرض ودراسة مجمل الأوضاع ولقد أشاد الوالى فى تصريح صحفى بصمود وتصدي القوات المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات العامة والشرطة والمقاومة الشعبية للهجوم المزدوج للحركة الشعبية شمال جناح الحلو ومليشيا الدعم السريع على محطة الدشول وتكبيد المهاجمين خسائر فادحة فى الأرواح والعتاد . وأثنى على قيادة الفرقة الرابعة عشرة مشاه كادقلي وجهاز الأمن والمخابرات العامة والشرطة والمستنفرين على جهودهم المتواصلة لحماية الولاية من دنس الخونة والعملاء . وحيا مجاهدات الفرقة العاشرة مشاه أبوجبيهة وتقدمها فى عدد من المحاور والجبهات . داعياً المواطنين إلى مزيد من الدعم والسند للقوات المسلحة لحسم معركة الكرامة .
وفى السياق ذاته أكد اللواء الركن فيصل مختار الساير قائد الفرقة الرابعة عشرة مشاه بكادقلي تصدى القوات المسلحة وجهاز الأمن والشرطة والمستنفرين على الهجوم والإستيلاء على ثلاثة دبابات وعربة لاندكروزر وكميات من المواتر وعشرات الهلكي وسط العدو . مؤكداً قدرة القوات المسلحة على التصدى لأي عدوان وحماية نطاق المسؤولية .
وختاماً إذا كانت معركة الدشول هي معركة شل الحركة الشعبية من خلال الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد فهل آن الأوان للحركة الشعبية أن تعيد حساباتها ومواقفها العدائية ؟ وهل هناك من قادتها من له الجرأة لمواجهة الحلو بعدم الزج بالجنود فى معركة قبض هو ثمنها شخصياً دون الآخرين ؟ وأخيراً ماذا ستستفيد الحركة الشعبية شمال جناح الحلو من قطع طريق كادقلي – الدلنج وتضيق الخناق والحصار على المواطنين فهل هذا يحقق لها أهداف قضيتها التى تدعي أنها خرجت من أجلها؟ والإجابة على هذه الأسئلة وغيرها يستدعي من عقلاء الحركة الشعبية مراجعة مواقفهم المتصلبة وتعلقهم بقمم الجبال الشاهقة وإلتي لا تحول بينهم والطوفان القادم .