
مك البوادره… رمز للبطولة والتضحيه ونكران الذات
كتب محمدعثمان الرضى
عند زيارتي لولاية القضارف أولى محطات توقفي قرية أم شجره معقل قبيلة البوادره التي يتزعمها المك الشاب متوكل دكين.
قيادات ورموز قبيلة البوادره أهل كرم وشجاعه ولديهم مواقف وطنيه مشرفه يعلمها القاصي والداني يعملون في صمت ومن دون ضوضاء.
عندما إندلعت معركة الكرامه إصطفت قبيلة البوادره صفا واحدا خلف القوات المسلحه وقدمت النفس والنفيس من أجل الذود عن (حياض الوطن).
يشرف مك البوادرة المك متوكل دكين بنفسه على إعداد معسكرات المستنقرين وعلاج المصابين والصرف على أسرهم ويتم كل ذلك بعيدا عن (عدسات الكاميرات).
مك البوادره لم تجده يقف أمام باب كبار رجالات الدوله بحثا عن المساعدات الماليه الخاصه ولا(يلهث) خلف (التصاديق) ولا(يركض) خلف منحة السيارات.
عقب نهاية أي إجتماع يجمع قيادات الإداره الأهليه بكبار رجالات الدوله أول المغادرين لموقع الإجتماع مك البوادره ولاينتظر العطايا والمنح ويرفضها إذا قدمت له.
يمتاز مك البوادرة بعزة نفس (عجيبه) لم أشهدها في شخص إطلاقا وهذا هو (مربط الفرس وبيت القصيد) وهنا مكمن الإحترام والتقدير الذي يحظي به من كل شرائح المجتمع.
مايميز مك البوادرة عن أقرانه من قيادات الإداره الأهليه الرؤية (الثاقبة) والروح الشبابيه (الوثابه) التي لاتقبل (الذل والإهانه).
عند زيارة وفود الإداره الاهلية للعاصمة الخرطوم تستضيفهم الحكومه في أفخم الفنادق المطله على نهر النيل وتطعمهم أحسن الوجبات إلا أن مك البوادره يستأجر شقه من ماله الخاص ويستخدم عربته الخاصه التي لم تمنحها له الحكومه كمافعلت مع الآخرين ولسان حاله يردد (من لايملك قوته لايملك قراره) واليد العليا خير وأحب إلى الله من اليد السفلي.
أي نشاط سياسي إجتماعي ثقافي يتجاوز مك البوادرة في القضارف لايكتب له النجاح ولابد أن تراجع الكيانات و التنسيقيات والأجسام المختلفه موقفها من التعامل مع مك البوادره ولابد أن تنزله (منزلته) وتحفظ له مكانته إنما تؤتي البيوت من أبوابها.
القيادة العليا للقوات المسلحة بقيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان يعلمون علم اليقين مايقوم به مك البوادرة وشاهدوه باأم أعينهم واقعا معاشا وليس من رأي كمن سمع.
أتمنى أن يحرص رئيس مجلس الوزراء الجديد البروف كامل إدريس بتحديد لقاء عاجل مع مك البوادره لاأنه يحمل رؤيه واضحة المعالم في كيفية إدارة البلاد ولم ولن يندم رئيس الوزراء لهذا اللقاء الهام مع شاب يجمع مابين الحكمه والسياسه والرأي السديد.
أنا شخصيا أتوقع مستقبل زاهر لهذا الشاب (الثائر) الحريص على هموم وقضايا اهله وعندما قدموه لهذا التكليف كانوا على علم ودراية باإمكانياته وقدراته في تحمل المسئولية ولم يخذلهم أبدا.
لابد أن تتوافر في القائد ثلاث صفات رئيسه (سيف يزين وجيب يدين وقدح يلين) الصفه الأولى تتمثل في إتخاذ القرار كاالسيف القاطع والصفه الثانيه الكرم وبذل المال والصفه الثالثه في إطعام الطعام كنايه عن الكرم ولابد أن يسأل أي قائد نفسه هل تتوافر فيه هذه الصفات؟؟؟؟.
غالبية قيادات الإداره الأهلية يرابطون في مدينة بورتسودان العاصمه الإداريه يترددون على مكاتب الحكومه بسبب وبدون سبب إلا مك البوادره يرابط وسط أهله ويستمع إلى شكواهم وقضاياهم يفترش الأرض ويلتحف السماء معهم ويتلذذ ويستمتع بقضاء حوائجهم.