
إبر الحروف
عابد سيداحمد
الوالى الراكز وحكايات لم تنته (١) !
* لفتنى امس وانا اتابع الاخبار بالتلفزيون التغيير الكبير الذى بدأ على شكل والى الخرطوم الراكز احمد عثمان حمزه والذى أثر عليه كثيرا الإرهاق والصمود والثبات الطويل بولايته فى اصعب الظروف التى مرت بها الولاية وانسانها
* وحمزة الوالى الذى لم اتعرف عليه عن قرب ايام كان مديرا تنفيذيا لمحلية ام بده كنا نحس بالدور الكبير الذى كان يقوم به والذى جعل المحلية تتربع على صدارة التميز لمحليات ولاية الخرطوم عدة مرات على التوالى
* وكان الزميل الصحفى النابه الاستاذ عمر الجاك يحكى لى كثيرا عن عن مجهودات الرجل وعن حركته ونشاطه الكثيف وكيف انه كان لاينام قبل أن يكمل إنجاز جدوله اليومى بمحليته
* كما عرفت من متابعاتى إعتماد معتمد المحلية حينها عبد اللطيف فضيلى عليه فى كل شئ وعرفت انه عندما تم نقل حمزة إلى ولاية نهر النيل ضمن كشف تنقلات الضباط الاداريين اقام المعتمد الدنيا ولم يقعدها وربط استمرا ره بالمحلية بإعادة حمزة إليها فاعيد الرجل تحت إصرار المعتمد الذى ارتبطت نجاحاته بوجود حمزة الذي كان كل وقته للعمل بنشاط متصل بحسبما علمت من الناس هناك
* واحمد عثمان حمزة رجل مهنى لم يعرف له اى انتماء سياسى
* وقد ظللنا نتابع بعد الحرب الدور البطولي للرجل الذي رفض مغادرة ولايته برغم حصاره لايام داخل بيته وبرغم تساقط الرصاص على غرفته باستمرار طوال الأيام الأولى وبقائه على هذا الحال لايام وايام حتى جاء خروجه الذى تم بما يشبه مغامرات الافلام ليجمع حوله بكررى الضباط الاداريين والموظفين الموجودين ويعلن إدارة الولاية من هناك مسهما فى استقرار الاحوال بالمحلية وجعلها عصية علي المليشيا الارهابية
* وحكى لى مدير اعلامه وقتها مدير عام وزارة الثقافة والإعلام حاليا الراكز الطيب سعد الدين عن معاناتهم فى تلك الايام و كيف ان الوالي كان يصر علي الصمود والعمل و سيارته لاتملك ايامها حتى وقودا يمكنهم من التحرك بها وكيف ان المحلية لم تكن تملك مالا تسير به حتى شئونها الداخلية
* وثبات حمزة الذى جعله رمزا هو الذى جعل الصحفيات فى اول خروج له من ولايته بعد عام ونصف لمؤتمر ببورتسودان يطلقن الزعاريد داخل القاعة البورتسودانيه فى المؤتمر الرسمى اعجابا بصمود الرجل
* واذكر ايام المؤتمر إياه قد دعانى مع الامير جمال عنقرة والاستاذ عاصم البلال الطيب لمقابلته بمقر إقامته بفندق بلس ببورتسودان ليلا وحكى لنا يومها روايات وحكايات مثيرة من تلك الايام العصيبة
* ثم شاءت الاقدار أن التقيه مرة أخرى بام درمان وانا ارافق الاستاذ محمد الفاتح احمد نائب رئيس اتحاد الصحفيين الى هناك .. فى لقاء مطول بمكتبه رافقناه بعده في عدة جولات و زيارات له وهو لايهدا ويريد ان ينجز اشياء كثيرة كل يوم الشئ الذى جعل الإرهاق يبدو واضحا عليه
* المهم أن احمد عثمان قدم تجربه يحفظها له التاريخ والناس فى ولاية صعبه ايام سيطرة المليشيا علي اغلبها مع تعرضه لعده محاولات استهداف لم تثنيه عن مواصلة اهتمامه بشئون الناس اوتمنعه من مواصلة حركته بذات الهمة
* والرجل مع همته العالية يتمتع بانسانية رفيعة هي التى جعلته يبكي يوما أمام مواطنيه وتوثق الكاميرات دموعه التي سالت لحظة عجزه في عز الحرب عن توفيره لاحتياجات من ذلتهم الحرب
* فالوالى حمزة بمواقفه اكد إنه والى مختلف وجعلت كثير من اهل الولايات الاخرى يتمنونه واليا عليهم ووجعلت بعضهم يطالبون الرئيس البرهان بأن ياتي اليهم بمثله بعد أن اكدت التجارب ان اغلب الولاة الموجودين بالولايات الأخرى ظلوا جالسين علي الكراسى دون ان يحس المواطنون بوجودهم أو يلمسون اثرا لهم فى حياتهم