دلالة المصطلح وقيع الله حمودة شطة هل عادت أسمرا من الشباك … ما قصة الوفود الشعبية والنشطاء السياسيين ؟

دلالة المصطلح
وقيع الله حمودة شطة
هل عادت أسمرا من الشباك … ما قصة الوفود الشعبية والنشطاء السياسيين ؟
العاصمة الأريترية أسمرا من المدن السياحية الساحرة في شرق إفريقيا ، صارت فيما بعد العاصمة السياسية ، لدولة إريتريا بعد انفصالها عن أثيوبيا بعد حرب أهلية طاحنة ، واضحت أسمرا فيما بعد من العواصم الإقليمية المثيرة للجدل في الصورة الذهنية للشعب السوداني ، والرأي العام المحلي ، منذ بدايات التسعينات من القرن الماضي ، عندما ساهمت إريتريا مساهمة كبيرة في زعزعة الأمن القومي السوداني من خلال حرب القرن التي تبنتها الإدارة الأمريكية ضد السودان ، وتجنيد دول الجوار ضد نظام الإنقاذ السابق ، خاصة بعد محاولة اغتيال الرئيس المصري الراحل حسني مبارك في أديس أبابا في العام ١٩٩٤م في لعبة المخابرات الشهيرة ، بعدها تصدرت أسمرا نشرات الأخبار العالمية والمحلية لفترة طويلة ، وهي تستقبل تمويلا ضخما وقتها من الأمريكان مقداره عشرون مليون دولار ، لتجنيد دولة الجوار ضد السودان ، ودعم التجمع الوطني بقيادة ديناصورات الطائفية السودانية ، محمد عثمان الميرغني ، والصادق المهدي وحليفهما المتمرد الدكتور جون قرن ، وفتحت أسمرا معسكراتها الخلوية للمرتزقة السودانيين ولمع نجم الدكتور منصور خالد ، وفاطمة أحمد إبراهيم ، وفتحي أحمد علي ، كنخبة سياسية وعسكرية تدعم وتخطط للحرب الأهلية ضد السودان بمباركة كل دول الجوار بلا استثناء ، لإسقاط نظام الإنقاذ الإسلامي ، الذي وصفوه بالإرهاب ، والسعي لتفكيك القوات المسلحة السودانية والمجاهدين ، ليكون البديل جيش الفتح ، وجيش المهدي ، وجيش الحركة الشعبية لتحرير السودان ، وكان ولا يزال شعار الحركة الشعبية تحرير السودان من العرب والمسلمين ، وإخراجهم من السودان كما خرجوا قبل ثمانمائة سنة من الأندلس ، هكذا عبر الدكتور جون قرن في محاضرة ألقاها بالولايات المتحدة الأمريكية بجامعة نيوي ، وأيدت وباركت الفكرة القوي السياسية في التجمع الوطني المليشي ، ولذلك علل التكوينات السياسية السودانية ، أنها غير ديمقراطية وتتجذر فيها الدكتاتورية والاستبداد الطائفي والقبلي والجهوي ، كحال الأحزاب السياسية حتي الآن ، لا نقول الأحزاب الكبيرة ، فهي صغيرة ، قليلة الأعضاء والعطاء ، ولكن ممكن نقول تاريخية فحزب الأمة ، وكل شتات الحزب الإتحادي ، والحزب الشيوعي ، والحركة الشعبية كجماعة مسلحة إرهابية وليست حزبا سياسيا تكوينات مليشية.
انتصرت القوات المسلحة والمقاومة الشعبية السودانية آنذاك علي التجمع المليشي العسكري ، وسقطت وقتها أسمرا ، التي استوعبت الدرس ورجعت فصححت مسار علاقاتها بالسودان ، ورأينا الرئيسين اسياسي افورقي وإدريس دبي مع الرئيس البشير في الخرطوم يحملان المناديل البيضاء.!!
تعود علاقات إريتريا اليوم بالسودان بصورة أفضل في فترة حرب المليشيا الجنجويدية ضد شعب السودان والتي يشارك فيها مرة أخري حزبا الأمة والإتحادي والحركة الشعبية والحرب الشيوعي ، وهذه المرة تحولت المنصة من أسمرا إلي أنجمينا بدعم – أيضا – من دول الجوار ومنظمة إيقاد المرتشية، والإتحاد الأفريقي الفاسد في أيام التشادي العميل إسماعيل فكي ، ودور مصري خامل حتى الآن ، وتآمر واضح من جنوب السودان ، كينيا ، يوغندا ، تشاد ، أفريقيا الوسطى ، وشرق ليبيا بدعم إماراتي غير محدود ، حتى وصل إلي إعلان الهيئة القيادية من واحد وثلاثين عضوا عميلا ومرتزقا ، وسوف يفجر هذا الإعلان الخلافات الشديدة بين مكونات المليشيا السياسية والعسكرية.
جاء البيان الذي أذاعه العميل علاء الدين نقد مؤكدا قيادة المتمرد حميدتي (البعاتي) رئيسا والمتمرد الحلو نائبا له ، وهنا علي قيادة الدولة ألا تتساهل مع هذا الإعلان ، الذي أذاعه المأجور علاء الدين نقد ،
نقول هذا الكلام أعلاه لننبه جهاز الأمن والمخابرات الوطني – وهو نبيه مستيقظ – بقيادة الفريق أول أحمد إبراهيم علي مفضل الرجل المهني القوي والوطني الغيور الراسخ كالطود الأشم الساهر على أمننا القومي ، والذي أعاد إلي الجهاز عزته ، ولهيئة العمليات دورها الوطني بعد جريمة الحل ، وقد كتبت وقتها مقالا بعنوان (هل تمردت هيئة العمليات ) كما أشيع وقتها ، واليوم عرف الشعب السوداني من الذي تمرد ، وأشعل الحرب المدمرة ، والحرب كشفت لماذا كانت الحرية والتغيير والمرتزقة والمأجورين والسماسرة في السفارات والمخابرات والمنظمات يهاجمون الجيش و الشرطة و الفريق مفضل وجهازه الوطني والدعوة إلى تفكيكه.
بين يدي موقف أسمرا بالأمس وأسمرا اليوم بون كبير ، لكن لعبة المخابرات لا تخفي على أحد ، عليه نريد تعاونا سياسيا وأمنيا وتكاملا مع إريتريا الشقيقة تحت الأضواء المكشوف للإعلام الوطني والشعب السوداني عبر قنواته الرسمية والمعتبرة ، ومن الخطأ الكبير لقيادة الدولة ممثلة في مجلس السيادة ، أن تسمح بزيارة وفود شعبية ونشطاء سياسيين في هذا الوقت الحرج الى أسمرا ، كزيارة ما سمي بوفد المكونات السياسية والمدنية لجبال النوبة ومقابلة الوفد الرئيس افورقي بكل سهول من الذي يسر له لقاء رئيس الدولة في حديقته وليس مجلس الصداقة الشعبية بصفته وفدا شعبيا ؟! ومن الذي سمح لهذه الزيارة الغريبة ؟ ومن الذي ذلل صعابها اللوجستية ؟ ومن الذي دعمها ؟ وهي في الواقع تحرك اثني وجهوي وليس لمكونات جنوب كردفان الأخري دور فيها ، فإذا كان مجلس السيادة وأعضاؤه يعطل دور وزارة الخارجية ، ودور وزارة الدفاع ويسمح لوفد ما زعم أنه وفد مكونات سياسية ومدنية لجبال النوبة ، وللناشط السياسي محمد أحمد الجاكومي ، الذي أفسد الوسط الرياضي ، ثم تحول الى سياسي (يكابس مكابسة ، ويقابض في فن السياسة مقابضة ) ، وهو يعلن تدريب خمسين ألفا من شباب الشمالية في أسمرا هذا يعني أن هناك خللا كبيرا في إدارة شؤون البلاد ، وضعف رؤية وإدارك في صناعة القرار السياسي والأمني ! ينبغي ، أن يعالج هذا الخلل العاطفي المعيب في القرار ، كفي جراحا لا تزال الدولة تنزف من قرارات إنشاء المليشيات التي تبدو مطلبية ثم تتحول إلى عصيان مسلح ضد الشعب والدولة… أوقفوا العبث ، إن وظيفة عضوية مجلس السيادة تعني القومية والوطنية والمسؤولية العامة عن تصريف شؤون كل أهل السودان ، وليست وظيفة للتمكين الأثني والقبلي والجهوي ، حتي لا نستنسخ مليشيات أخري.
جيش واحد .. شعب واحد .. وطن واحد .