مقالات الرأي
أخر الأخبار

💥 إبراهيم عمر يكتب:✍🏻 الفشل الحقيقي

💥 إبراهيم عمر يكتب:✍🏻
الفشل الحقيقي
========================
كثير من العقلاء يتعجبون من فشل القائد اوالمدير ، أو المستحوذ على سلطة ومال ، وقد توفرت لديه كافة معينات وأسباب النجاح فيغدو مثالا للتهكم والسخرية ، وتضرب به الأمثال في الفشل .
هذا في أمور الدنيا
بيد أن الفشل الحقيقي هو أن يهيء الله جل جلاله لك الكون كله سماءه وأرضه وأنهاره وبحاره وهواءه وأشجاره ، وأب يطعم وأم ترعى ، ويبعث لك نبيا ورسولا وينزل لك كتابا يهدي للتي هي أقوم … هذه المعينات كلها لمهمة خلقك وايجادك من العدم ، ونجاحك في مهمتك.. ومع كل ذلك فإن أداء الغالبية يقترن بالفشل .
هذا الفشل على مراتب .. فهناك من عاش في بيئة صالحة بها مقومات نجاح أكثر ، لم يستفد منها في رفع مستواه المتدني فمهمته لاتقتصر إلا على ذاته .. بل تتعدى أن يقوم بواجب أكبر تجاه غيره .. فدوره كدور القائد والمدير ومع ذلك يفشل فشلا ذريعا .
وهناك من تقتصر مهمته على ذاته فيخفق فيها .. بل تتعداه لإنتهاك الحرمات كلما خلا بنفسه فهو كالموظف الفاشل في مؤسسة ناجحة .

إن الفشل الحقيقي هو : أن لاتفهم مهمتك والغاية من وجودك ، وفهمك يعني أنك تعمل في إطار المهمة المكلف بها ليل نهار وإلا فأنت لم تحسن فهم آلغاية من وجودك جيدا وعلي قدر مستوى فهمك تكن عبادتك ، ويكن تعلقك وشوقك ، ويكن عطاؤك وبذلك ، ولن يتحسن أداؤك مالم يتحسن فهمك للمهمة .
ولتحسينها لابد من التقرب إلى المنبع الصافي والتذلل والخضوع واتخاذ الأسباب المعينة علي الفهم الحقيقي لوجودنا ، وإدراك الدور المناط بنا القيام به.. وفق بيئاتنا وقدراتنا ..
هل من دور قيادي أو من دور وظيفي ..إن النجاح الحقيقي قطعا ليس هو في شيء من أمور الدنيا ؛ بل هو عرض ثانوي ، إلا مااحتسبت فيه النية ، وكلما اتجهت الى إنجاز المشاريع الأخروية ،
والتمست فيها مافيه جوامع العمل الصالح ، والنفع ألمتعدي كنت أنت المكلف الناجح .. فقد فهمت مهمتك وأديت ماعليك ؛ فانتظر البشارة والتكريم.. وإن لم تكن كذلك فلا زالت الفرصه قائمة لتجديد التكليف ..مادمت حيا وأنت تتلو قوله تعالى : ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى )

“اللهم منك بصيرة وعزيمة”

2024/5/31

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى