*همس البوادي* في مواجهة النزوح.. *الشويحات نموذج للتكافل الصمود*. سعادسلامة

*همس البوادي*
في مواجهة النزوح.. *الشويحات نموذج للتكافل والصمود ..*
✍️سعادسلامة
عندما تنتصر الارادة والقوة والعزيمة رغم الظروف القاسية التي تعيشها البلاد ورغم ويلات الحرب وأثارها السالبة علي المدنيين هنالك نقطة ضوء وسط النفق تفرح القلوب وتسعدهاومنذ نهاية شهر يونيو المنصرم شهدت قرى شمال محلية شيكان وشرق وغرب مدينة بارا أوضاعًا مأساوية نتيجة الهجمات المتكررة التي شنتها “مليشيات الدعم السريع”، وأسفرت عن تهجير قسري للسكان الآمنين ونهب ممتلكاتهم، مما تسبب في موجة نزوح واسعة إلى مدينة الأبيض.
وفي ظل هذا الوضع الإنساني الحرج، برز موقف نظارة الشويحات ومكوناتها كأنموذج حيّ للتكافل والتراحم، حين سارع الناظر مصعب بشير الشريف إلى تشكيل لجنة عليا لدعم ومساندة النازحين من إدارية أم عشيرة. وقد باشرت اللجنة عمليات حصر دقيقة للأسر المتضررة، ووجهت المواطنين لاستضافتهم داخل منازلهم بدلاً من توجههم إلى المدارس أو المعسكرات، في مشهد يُجسد القيم الأصيلة والتماسك الاجتماعي المتجذر في وجدان أمارة الشويحات
ولم تقف المبادرات عند هذا الحد، بل شهدت الساحة تحركًا كريمًا من أبناء القبيلة في الداخل والخارج، تقدمهم رجال البروالاحسان الاخوان مبارك علي سالم الشويحي وشقيقه عبدالرحيم علي سالم، حيث سيرا قافلة كبيرة إلى مدينة الأبيض، احتوت على مواد غذائية واحتياجات أساسية ومستلزمات للإيواء “خيم ومشمعات”، في موقف إنساني يعكس الشعور العالي بالمسؤولية المجتمعية تجاه أهلهم.
لقد كانت هذه القافلة عنوانًا للتضامن، ورسالةً قوية مفادها أن المحن لا تُضعف الروح، بل تُقوي روابط الدم والمصير المشترك، وتعزز من وحدة الصف والموقف في مواجهة الأزمات.
كما أسهمت ترتيبات النظارة الإدارية، من تنظيم وتنسيق للدعم والإغاثة، في تخفيف وقع الكارثة على الأسر المتضررة، وساهمت في خلق بيئة مستقرة نسبيًا وسط محيطٍ متقلب، لتُفتح بذلك أبواب الأمل في وقت عزّ فيه الرجاء.
إن ما قامت به قبيلة الشويحات ولجنتها العليا، وما قدمه رجالها من دعم مباشر وسريع، هو تجسيد حقيقي لمعنى “السند”، ودليلٌ على أن روح الجماعة ما زالت تنبض في جسد الوطن، مهما حاولت الحرب تمزيقه.
وفي وقت يتراجع فيه دور المنظمات الاغاثية، تبرز مثل هذه المبادرات كنقطة ضوء في نفق حالك، وتؤكد أن البنية الاجتماعية في السودان ما زالت قادرة على العطاء، وأن الإنسان السوداني حين يُختبر في الشدائد، يُثبت دائمًا أنه من معدنٍ أصيل.
الإدارات الاهلية تظل صمام امان السودان في التدخلات العاجلة في القضايا كافة
اللهم أمنافيأوطاننا.