
عبق الحروف
دماء الشهداء.. جسر العبور إلى الأمان
بدرالدين عبدالقادر
الإستقرار الأمني الذي تشهده كثير من المناطق المحررة في بلادنا لم يكن محض صدفة ولا هبة عابرة من حظ طيب بل هو ثمرة تضحيات جسام وبطولات سطّرها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا.
فما ننعم به من أمن وطمأنينة واستقرار وتطبيع للحياة في تلك الرقعة الطاهرة ما كان ليكون لولا جهود قواتنا المسلحة الباسلة ومن ساندها من شرطة، وقوات أمن ومشتركةوكتائب المجاهدين بمختلف تشكيلاتهم إلى جانب الفتية المستنفرين من صفوف المقاومة الشعبية الذين قدّموا الغالي والنفيس لتطهير الأرض من دنس الخيانة والعدوان
لقد ارتوت تربة هذا الوطن بدماء شهدائه الأبرار ممن اختاروا طريق العزة ومضوا دفاعًا عن كرامة الوطن وأبَوا أن يفرّطوا في شبر منه. إنهم رموز الشرف ومصابيح الطريق الذين واجهوا أعداء الوطن بينما خان آخرون القضية وارتضوا لأنفسهم مواقع الخيانة والارتهان فباعوا الأرض والعِرض بأبخس الأثمان.
وعادت مدني والجزيرة الخضراء وهي تبتسم في وجه التحديات وحسانها يتغنين (انضموا الخرزة الحريرة الليلة عرسك يا الجزيرة) ورفعت سنار أرض التاريخ ومجد السلطنة الزرقاء رايات المجد من جديد. واكتملت اللوحة بتحرير أم المدائن وعروس النيلين الخرطوم، رمز الصمود والحضارة. وتوالت الانتصارات متتالية فأبتهجت النيل الأبيض باكتمال التطهير وها هي عروس الرمال الابيض (ابوقبة) والفاشر فاشر السلطان(شنب الاسد) تواصلان تحطيم أوهام العملاء والمرتزقة وتكتبان فصولًا من التضحية الاسطورية والصمود البطولي والاستبسال التاريخي.
وغدًا لناظره قريب حيث يكتمل العُرس الوطني الكبير بسحق ما تبقى من قوات البغي والعدوان في ربوع دارفور أرض التقابة ومشاعل القرآن واللوح والدواية. ستعود دارفور بإنسانها الطيب، حرة عزيزة تلعن سنوات القحط والهوان وتستقبل عهدًا جديدًا من النهضة يحمل للسودان كله فجر المستقبل وبشائر التغيير.
شكرًا لجيشنا البطل ولكل القوات المساندة التي وحّدت الصف والكلمة والفداء. جيش واحد، شعب واحد والمورال فوق.