*الدعم السريع يسعى للسيطرة على مستشفى نيالا التخصصي لصالح قواته*
*كشفت مصادر متطابقة بمدينة نيالا بولاية جنوب دارفور عن محاولات حثيثة من قبل قوات الدعم السريع للاستحواذ على مستشفى نيالا التخصصي وتحويله إلى أحد المرافق الطبية التابعة لها، مما أثار حالة من التوتر في الأوساط الطبية والمجتمعية.*
*وأكدت المصادر، التي فضّلت عدم الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، لموقع “دارفور24” أن قيادة الدعم السريع، عبر دائرتها الطبية، أرسلت خطابًا رسميًا إلى المدير الطبي للمستشفى، السيد عامر، تطالبه فيه بالتنازل عن إدارة المرفق لصالح القوات، بتوجيه مباشر من نائب القائد عبد الرحيم دقلو*.
*وأفاد مصدر طبي أن وفدًا من الدائرة الطبية بقيادة ضابط يُدعى “مصعب” وصل إلى المستشفى خلال الأيام الخمسة الماضية للقاء المدير الطبي، إلا أن الأخير رفض تسليم الإدارة، متمسكًا باستقلالية المؤسسة الصحية*.
*وفيما أكدت مصادر داخل الدائرة الطبية أن المستشفى يقع حاليًا ضمن نطاق سيطرة الدعم السريع، إلا أن هياكله الإدارية ما تزال مرتبطة بالحكومة المركزية في بورتسودان، مما يُعقّد عملية نقل الإشراف الفعلي.*
*على صعيد ميداني، أكد شهود عيان توقف معظم خدمات المستشفى عدا قسم غسيل الكلى، وسط انقطاع الكهرباء وارتفاع المخاوف من تلف المحفوظات الدموية، ما يُهدد حياة العديد من المرضى والمصابين.*
*وتأتي هذه التحركات في ظل تصاعد السخط بين عناصر الدعم السريع وأسرهم، الذين نظموا احتجاجات في يونيو الماضي بسبب تدهور الرعاية الصحية، رغم الوعود التي أطلقها قائدهم بإنشاء مدن طبية متطورة.*
*يُشار إلى أن مستشفى نيالا التخصصي، الذي أُسس عام 1992 بجهود شعبية من موارد سكر تموين الولاية، يُعد من أبرز المرافق الصحية في الإقليم، ويضم تخصصات حيوية مثل العظام والمسالك البولية، ويخدم آلاف المواطنين من دارفور والدول المجاورة. وتبلغ طاقته السريرية 75 سريرًا، وكان ينجز حوالي 40 عملية جراحية أسبوعيًا قبل الحرب.*
*هذا التطور يطرح تساؤلات حول مستقبل المرافق الصحية في مناطق النزاع، ويُسلّط الضوء على تعقيدات المشهد الإنساني المتفاقم في إقليم دارفور.*
