
أجرت الحوار: عاكفة الشيخ البشير
الخرطوم 13-7-2025
خلفت الحرب التي اندلعت بسبب تمرد. مليشيا الدعم السريع والتي استمرت لأكثر من عامين بالخرطوم ومازالت مستمرة ببعض الولايات خلفت آثارًا تشكل خطورة على حياة المواطنين، ومع اتساع الرقعة التي حررها الجيش تتزايد اعداد العائدين إلى ديارهم وتظل مخلفات الحرب خطرًا يواجههم، وللوقوف على ماتم في مجال درء هذا الخطر على المواطنين وتبصيرهم بماهية هذه المخلفات وكيفية التعامل معها والتبليغ عنها أجرت سونا حوارا مع اللواء خالد حمدان مدير المركز القومي لمكافحة الالغام
فإلى مضابط الحوار:
س 1 : قدم لنا تعريفا بالمواد والمخلفات التي قد يجدها العائدون في الطرقات والشوارع والمنازل ؟
جـ 1: المخلفات بصورة عامة هي الالغام بأنواعها والمقذوفات التي لم تنفجر وبقايا المقذوفات التي انفجرت والذخائر الصغيرة وكل جسم من المخلفات الحربية الناتجة عن اشتباكات أو أعمال قتالية تمت في المنطقة وهي اجسام غريبة لم يألفها المواطن العادي في السابق ووجدت بسبب الحرب وهي تتطلب تعامل خاص من شخص مؤهل واخطر هذه المخلفات الالغام المضادة للأفراد وهي شديدة الحساسية وتنفجر في حال مرور اقل وزن عليها بعضها وزن اقل من كيلو جرام والنوع الآخر الالغام المضادة للمركبات وهي تحتاج لوزن اكبر لتفجيرها وكل المقذوفات التي لم تنفجر تعتبر خطرة ويمكن ان تنفجر بمجرد تحريكها من مكانها بعض هذه المخلفات تكون جذابة للنظر، لكنها بالغة الخطورة، خاصة إذا لم تنفجر عند إطلاقها، إذ قد تنفجر بأي لحظة عند تحريكها أو العبث بها.
س 2 : تشهد الفترة الحالية عودة طوعية للمناطق المحررة بالبلاد مع وجود آثار ومخلفات الحرب بالشوارع والطرقات والمنازل هل تمت حملات من قبلكم لمسحها وإزالتها وما ناتج ذلك والمتبقي وما هي المساحات المستهدفة
جـ 2 : المركز بدأ أنشطته منذ ابريل من العام 2024 – العام السابق – وحتى الآن مستمر في أعماله في المناطق الآمنة التي تم تحريرها وتوقفت فيها الاعمال القتالية ونشر المركز فيها عددا كبيرا من فرق العمل وإضافة لأعمال إبادة المخلفات التي يتم العثور عليها فإننا نستجيب لأي بلاغات ترد من المواطنين في أي منطقة من المناطق.
وحاليا لدينا 14 فرق عمل موزعة في الولايات المختلفة اكثرها حاليا في الخرطوم إضافة لولاية الجزيرة، النيل الأبيض، سنار، شمال وجنوب كردفان هذه المناطق جميعها تعمل بها فرق عمل خاصة في أعمال الإزالة التي نركز عليها لإزالة الأخطار، كما نعمل حاليا أيضا في حملات التوعية المستمرة من المنظمات العاملة في مجال مكافحة الألغام وقد نفذنا عددا كبيرا من مشاريع التوعية وتم عقد عدد من ورش العمل التوعوية في المناطق المتضررة وحاليا لدينا فريقي عمل في ولاية الخرطوم وستستمر الورش للمتطوعين لتعريفهم بمخاطر الألغام والمخلفات الحربية بهدف نشر التوعية في المجتمعات، وحقيقة العمل متواصل وهو ليس بالسهل وانتشار المخلفات الحربية كان كثيف جدا والمساحات المستهدفة لدينا هي كل المناطق التي يتم تحريرها ونبدأ فيها اعمال الإزالة بمجرد ما يتم التحرير.
وبشأن حجم العمل بلغ عدد الدانات التي قمنا بتفجيرها اكثر من 12 الف دانة وعدد 37 الف من الذخائر الصغيرة دمرناها في الفترة السابقة وفي ولاية الجزيرة تم تدمير ما يقارب 8 آلاف قطعة وما يقارب 3 آلاف قطعة في ولاية سنار.
ومنتصف الشهر القادم سندمر كمية اخرى من المخلفات التي – حسب ما جرت العادة – يتم تجميعها ووضعها في منطقة آمنة بعيدة من المواطنين ويتم تدميرها بعد أن تبلغ كميات محددة.
على ذكر الكميات المعلوم أن مصفاة الجيلي كانت بها كمية من الألغام والمخلفات تمت إبادتها هلا حدثتنا عن ما تم بالنسبة لإزالة المخلفات بها؟
التخلص من مخلفات المصفاة تم بواسطة الفرق العسكرية فرق سلاح المهندسين التي قامت بمجهود كبير جدا حتى للوصول للمصفاة حيث كانت هناك حقول الغام تتم ازلتها للوصول للمصفاة فتعاملوا معها وازالوها وبعد وصولهم المصفاة اكملوا إزالة بقية الألغام والحمد لله أصبحت المنطقة آمنة. ولدينا تعاون مع سلاح المهندسين وتواصل للتنسيق في بعض الحالات.
عفوا بالنسبة لإبادة المخلفات لماذا لا يتم تسليمها للجهات المختصة للاستفادة منها؟
بالنسبة للمتفجرات فهذه المخلفات أصلا ليست ذات فائدة طالما انها اطلقت من مدفع ولم تنفجر فإنها تصبح ذات خطورة كبيرة ولا يمكن استخدامها. وإعادة الاستخدام تتم للذخائر الجديدة التي لم يتم استخدامها وتم العثور عليها في بعض الأماكن وفي هذه الحالة يتم تسليمها للوحدات العسكرية لكن التي يتم تفجيرها تلك التي نجدها في البيوت والشوارع واطلقت من مقذوفات ولم تنفجر وهي في هذه الحالة تكون خطرة جدا ودرجة حساسيتها عالية ومجرد تحريكها يمكن ان يؤدي لانفجارها.
وبالنسبة للألغام فهي تتعلق بطبيعة وتعقيدات زراعتها فبعضها يمكن تأمينها وإذا تم تأمين اللغم يمكن ترحيله إلى مكان آخر وتدميره والبعض الآخر لا يمكن تأمينه ويتم تدميره في مكانه.
س 3 : كيف كانت بداية العمل وما هي الأولويات
جـ 3 : بداية العمل كما ذكرت كانت في أبريل من العام الماضي وكانت بنشر فرق العمل في المناطق الآمنة من محليتي كرري وأم درمان وبدأنا بالأولويات كالأماكن العامة، المستشفيات المؤسسات الحكومية الشوارع الرئيسية المدارس والجامعات وأقسام الشرطة اضافة إلى إي منطقة تحدد بواسطة حكومة الولايات لنظافتها.
س 4 : وفقا لمعرفة سيادتكم للمواد التي تخلفها الحرب ما هي الارشادات التي تقدمها لشخص عائد لمنزله والخطوات التي يقوم بها لتجنب أي آثار لمواد متوقع وجودها؟ وهل تنصح بضخ المياه قبل الكنس لتجنب المواد المحتمل وجودها في الأرض
جـ 4 : نحن ارشاداتنا للعائدين لمناطقهم إذا سبقك آخرون استفد منهم لمعرفة المناطق الخطرة وإذا وجدت أجهزة امنية يمكنك معرفة ما بالمنطقة وما حدث بها وهل دارت بها معارك وهل لازالت بها مخلفات للبعد عنها إضافة لذلك انت عند وصولك لمنزلك لو وجدت أي جسم غريب بالنسبة لك لم تكن تعرفه من قبل وموجود في صور الملصقات الارشادية التي وزعناها في المناطق السكنية ننصحك بأن لا تقترب. لا تلمس ولا تتعامل معه وأول ما تفعله اخطر الاخرين بوجود جسم غريب لتفاديه بعد ذلك بلِغ السلطات الأمنية الموجودة بالحي كقسم الشرطة أو أي قوات نظامية أو عمدة او شيخ المنطقة أو أي شخص مسؤول ممكن تبليغه بوجود هذه المخلفات أو بلغ المركز القومي لمكافحة الالغام عن طريق الرقم المجاني 60666 من كلّ الشبكات.
وعن رش المياه في الأماكن فإنه قد يساعد في كشف الاجسام الغريبة ولكن لا يؤمن الجسم من الخطر ويستمر الخطر قائما مالم يتم التعامل معه بواسطة شخص مختص وعند التنظيف يجب مراعاة عدم حرق الأوساخ إلا بعد التأكد من خلوها من أي من مخلفات الحرب وقد يودي حرق قطعة ذخيرة صغيرة إلى حدوث إصابات.
س 5 : ما هي كيفية التواصل معكم للتبليغ عن أي مخلفات في الشوارع أو المنازل
ج 5 : الخط الساخن بالرقم 60666 متاح 24 ساعة من جميع الشبكات كرقم مجاني للتواصل مع المركز القومي لمكافحة الألغام للتبليغ عن أي شيء مشتبه به عندها سنستجيب للبلاغ حتى لو كانت المنطقة غير آمنة ولا تزال فيها اعمال قتالية سيتم التجاوب مع الحالة ولدينا مكاتب فرعية في ولاية الخرطوم، الدمازين، الجزيرة وكسلا. هذه هي مكاتبنا الفرعية ولكن البلاغ عبر الخط الساخن متاح.
س 6 : مع حلول فصل الحريف نتساءل هل له تأثيرات سالبة أو موجبة مع وجود المخلفات
جـ 6 : نعم، السيول قد تُحرّك الألغام أو الذخائر من أماكنها، مما يزيد من خطرها. وينصح المزارعون بتجنب الحفر أو الحرق قبل التأكد من خلو الأرض من أي مخلفات.
على ذكر ذلك هل تم تقديم خدمات توعية وارشاد للمزارعين؟
لدينا فرق عمل عملت ولا زالت تعمل في مناطق كثيرة لنشر الرسائل التوعوية المستمرة للمواطنين بكل فئاتهم بما فيهم المزارعين.
س 7 : بماذا تنصح في حال وجود جثث بالشوارع أو المنازل
جـ 7 : الجثث طبعا ليس من اختصاصنا اذا كانت موجودة في أي منطقة يستحسن التبليغ للسلطات الموجودة كالدفاع المدني بجانب وزارة الصحة ولكن عمليات نقل ودفن الجثث في المقابر الخاصة بدفن الموتى جارية من قبل الجهات المختصة.
س 8 : هل لديكم إحصائية لضحايا الألغام في هذه الحرب
جـ 8 : ضحايا انفجار الالغام والمخلفات الحربية في العام 2024 عدد 59 ضحية منهم 45 إصابة وعدد 14 قتيل وفي العام 2025 حتى يونيو عدد 49 ضحية منهم 37 إصابة وعدد 12 قتيلا.
كلمة أخيرة:
شكرا على الأسئلة وهي حقيقة مهمة وتهم المواطن كثيرا وتفيده خاصة العائدين إلى وطنهم والعائدين إلى ديارهم.
نسأل الله ان يحفظ بلادنا ويحفظ المواطنين وتعود بلادنا اكثر امنا وامانا.