مقالات الرأي

مجدي الروبي يكتب. الهاتف الذكي: سلاح مزدوج يهدد أمن العمليات العسكرية

مجدي الروبي يكتب.

الهاتف الذكي:
سلاح مزدوج يهدد أمن العمليات العسكرية

في ظل التطور التكنولوجي المتسارع وانتشار أجهزة الهواتف الذكية وكاميراتها المتقدمة أصبح بإمكان الأفراد توثيق الأحداث والأنشطة اليومية بكل سهولة ومع ذلك فإن استخدام الهاتف الذكي والتصوير في بعض البيئات الحساسة مثل المناطق العسكرية أو أثناء تحركات الجيش والعمليات الحربية يحمل مخاطر كبيرة تؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي وسلامة الأفراد المشاركين في تلك العمليات.
ومن أخطر التداعيات لاستخدام الهواتف الذكية أثناء تحركات الجيش هو إمكانية الكشف عن مواقع الوحدات العسكرية والتحركات التكتيكية. معظم الهواتف تحتوي على خاصية تحديد الموقع الجغرافي (GPS) والتي يمكن أن تسرب معلومات حساسة من خلال الصور والفيديوهات الملتقطة في حال تم تحميل هذه الصور على الإنترنت أو إرسالها إلى أي جهة فإنها قد تقع في أيدي الجهات المعادية مما يسهل استهداف الجنود والمعدات وتحديد الخطط الحربية.
أجهزة الهاتف الذكية تكون عرضة للاختراق من قبل جهات خارجية تسعى إلى جمع المعلومات عن العمليات العسكرية من خلال برامج التجسس أو التطبيقات الضارة يمكن للمهاجمين الوصول إلى بيانات الهاتف بما في ذلك الرسائل والصور والموقع الجغرافي هذا النوع من الاختراق يمكن أن يُستخدم لسرقة معلومات حيوية حول سير العمليات العسكرية أو حتى تعطيل الاتصالات بين الوحدات المختلفة.
وتصوير العمليات العسكرية أو تحركات الجيش من قبل الجنود والمواطنين يعرض سلامة الجنود للخطر والصور أو مقاطع الفيديو قد تكشف عن أساليب التمويه أو الاستراتيجيات او حتي الإشارات مثل الأشرطة او حتي نوع اللبس المستخدم من قبل الجيش مما يجعلهم هدفًا سهلاً للعدو وغالبا ما تنتشر تلك الصور على منصات التواصل الاجتماعي عن دون قصد قد يؤدي إلى تحديد مكان الوحدات العسكرية ويعرضهم لهجمات مباغتة.
والتقاط الصور والفيديوهات أثناء العمليات الحربية قد يشتت تركيز الجنود أو الأفراد المشاركين استخدام الهاتف للتصوير في أوقات حرجة يؤدي إلى فقدان التركيز وتجاهل تعليمات القيادة مما يزيد من احتمالية ارتكاب الأخطاء القاتلة بالإضافة إلى ذلك تسريب أو نشر صور معينة قد يؤثر سلباً على الروح المعنوية للجنود إذا تم استغلالها بطريقة غير أخلاقية من قبل العدو أو الإعلام.
استخدام الهاتف الذكي في البيئات العسكرية غالباً ما يكون مخالفًا للقوانين العسكرية والأمنية. العديد من الجيوش تفرض حظرًا صارمًا على استخدام الهواتف أو التصوير خلال العمليات ومن يخالف هذا الحظر قد يتعرض لعقوبات قانونية الهدف من هذه القوانين هو الحفاظ على سرية العمليات وضمان سلامة الجنود والمعدات.
فالأعداء والمجموعات المعادية يسعون دائمًا لاستغلال أي ثغرة أمنية. بمجرد تسريب صور أو معلومات عن تحركات الجيش أو العمليات العسكرية يمكن للأعداء تحليل هذه المعلومات واتخاذ تدابير مضادة مما قد يؤدي إلى فشل العملية العسكرية أو تكبد الجيش خسائر والتصوير العشوائي يوفر معلومات غير متوقعة تفيد العدو في تشكيل خططه الهجومية.
ولتجنب هذه المخاطر يجب على الأفراد في البيئات العسكرية الالتزام بالتوجيهات التالية:

التوقف التام عن التصوير: يجب الامتناع عن استخدام الهاتف خلال العمليات أو تحركات الجيش إلا في الحالات المصرح بها من قبل القيادة.
او إيقاف خدمات تحديد الموقع: في حال الضرورة القصوى لاستخدام الهاتف يجب إيقاف خاصية GPS وجميع وسائل تحديد الموقع الجغرافي.
ومن المهم توعية الأفراد المشاركين في العمليات العسكرية بخطورة استخدام الهاتف أثناء الخدمة وتدريبهم على اتباع الإجراءات الأمنية الصارمة.
و يفضل أن يتم تفتيش الهواتف ومراجعة محتوياتها بانتظام لضمان عدم وجود مواد حساسة يمكن تسريبها أو استخدامها من قبل الأعداء.
في زمن الحروب والصراعات يصبح الحفاظ على السرية والأمان في العمليات العسكرية ضرورة قصوى. استخدام الهواتف الذكية أثناء تحركات الجيش أو العمليات الحربية يشكل خطرًا حقيقيًا على الجنود والمعدات وقد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الأمن القومي وسلامة الأفراد. لذلك يجب الالتزام التام بالتوجيهات الأمنية والعسكرية لضمان نجاح العمليات وحماية الجنود من المخاطر المحتملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى