صوت الحق
الصديق النعيم موسى
تشكيل الحكومه بالقطاعي !
منذ تعيين رئيس الوزراء د كامل إدريس ظللنا نتابع المشهد السياسي الذي لم يتغيّر فيه شئ يُذكر وإنما إزداد تعقيداً على ما كان عليه بسبب تشكيل الحكومة التي يبدو أنها تواجه المحاصصات وبروز الإنتهازيين وهو ما يُشاهد الآن، وتدخلات سيادية في ترتيب المشهد ( الوزاري ) الذي لم يُحسم بعد، فتارة تتحدث الأخبار أنَّ رئيس الحكومة هو صاحب القرار الأول والأخير ولم يتدخل أحد في إختياراته لذلك قام بحل الجهاز التنفيذي للحكومة وأوكل المهمة لوكلاء الوزارات، وبرغم أنَّ مجلس السيادة أكد أن لرئيس الوزراء كامل الحق في تشكيل الحكومة إلاّ أنّ الواقع لا يقول ذلك فتتحدث المجالس عن تدخل رئيس مجلس السيادة وحسم حِصة الحركات ولقد كان ذلك. وظهور أصوات عالية تتحدث عن إتفاقية جوبا ومصير مساري الوسط والشرق.
المشهد السوداني ملئ بالتعقيدات، ويبدو أن دولة رئيس الوزراء لم يستطع مواجهة الضغوط التي مورست عليه، فإعلان الوزراء بالشكل الذي حدث يؤكّد تعرّض رئيس الوزراء لضغوط كبيرة ما جعلته يتأخر في إعلان كامل للوزراء، أو أنَّه لا يملك القيادة التي تؤهله لمواجهة العواصف، مع إنني أعلم جيداً تدخل السيادي كان واضحاً وهو ما أربك حسابات كامل إدريس.
تأخير إعلان الحكومة بكامل وزرائها أمرٌ غير مستغرب وما يحدث الآن شئ متوقّع في ظِل التشاكس وغياب الحكمة والأنانية المفرطة وبُعد المركز عن حل المشكلة من جذورها ولو بالحد الأدنى ساهم في إيجاد الحلول المناسبة ووضع خارطة طريق للحكومة التي تعمل على معاش الناس والوصول للإنتخابات على أن يختار الشعب من يحكمه.
السودان بلد متعدد الموارد والثقافات يحتاج فقط لقيادة أمينة تجعله يسير في الطريق الصحيح، قيادة همّها الوطن وليس سواه، وهذا لن يحدث إلاّ بوجود حكومة كفاءات وليست محاصصات تسعى لتمكين نفسها على حساب أُخرى ووضع برنامج يساهم في حل الضائقة المعيشية التي إستفحلت في البلاد، فمهمّة الجهاز التنفيذي ترشيد تلك الموارد وتوزيعها بعدالة على الولايات.
