مقالات الرأي
أخر الأخبار

قائد فيلق البراء يتكفل بإعادة اللاجئين ضحية الاحتيال إلى السودات مسارب الضي | د. محمد تبيدي

قائد فيلق البراء يتكفل بإعادة اللاجئين ضحية الاحتيال إلى السودات
مسارب الضي | د. محمد تبيدي

في لحظة تجلّت فيها معاني النخوة والمروءة، تكفّل القائد المجاهد المصـ.ـباح أبوزيـ.ـد طلحـ.ـة إبراهيم، قائـ.ـد فيـ.ـلق الـ.ـبراء بن مالك، بإعادة مئات السودانيين العالقين على أرصفة مدينة الإسكندرية المصرية، بعدما خُدعوا من قبل شخصٍ نصـ.ـاب تلاعب بمصائرهم.

الضحايا، الذين خرجوا من الشقق التي كانوا يستأجرونها على أمل العودة إلى أرض الوطن، سلّموا أموالهم لذلك المحـ.ـتال مقابل وعد بتسيير 22 حافلة سفرية إلى شرق النيل بالخرطوم. إلا أنّ الوعد تلاشى كما يتلاشى السراب، وتركهم ذلك المتاجر بالبؤس والضعف في العراء، حيث النساء يفترشن الأرصفة، والكهول يئنّون من الإعياء، والأطفال ينامون على البلاط البارد في ظروف إنسانية تفوق الاحتمال.

لقد تحوّلت الأرصفة في شوارع الإسكندرية إلى مخيّم نازحين بلا خيام، وإلى صحراء بلا ظلّ ولا ماء. مئات الأرواح تتقلب بين وجع الغربة وخذلان القريب وبؤس العوز، وجوهٌ مغسولة بالحزن، وأعينٌ تترقّب كل مارّةٍ كأنها سفينة نجاة. نساءٌ حوامل يلدن على الإسفلت، شيوخٌ ينتظرون الموت بكرامة، وأطفالٌ يصرخون من دون مجيب.

الليل هناك أكثر من ظلام، والبرد ينخر في عظام اللاجئين كأنّه جزاء على الأمل، فيما جثث الأمل نفسه تتساقط مع كل دقيقة صمت تمر عليهم وسط تجاهلٍ مؤلم من المنظمات والمؤسسات الدولية.

لم يتردد القـ.ـائد المصـ.ـباح لحظة، فلبّى نداء الكرامـ.ـة، ووقف بشهامة رجلٍ يحمل همّ وطنه على كتفيه، متعهداً بإعادتهم إلى السودان بكرامـ.ـةٍ وسلام، ومطالباً جميع الناشطين الوطنيين في مصر والسودان بالتنسيق والتعاون معه لتأمين وصول قافلة العودة إلى مأمنها.

قال رسول الله ﷺ:
«المسلمُ أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره» – متفق عليه.

إنّ ما قام به المصـ.ـباح أبوزيـ.ـد ليس مجرد عمل إنساني، بل هو تأكيد جديد على أن السودان لا يزال بخير، وأن أبناءه المخلصين لا يتركون الشرفاء للذلّ، وأن من يحملون السـ.ـلاح في الميدان هم أنفسهم من يحملون قلوبهم على أكتافهم رحمةً بأبناء شعبهم.

يا أبناء السودان الأحرار، أنتم لستم وحدكم في خندق المعاناة، فهناك رجال كالمصـ.ـباح يضيئون ظلام الغربة بأفعالهم، ويعيدون للوطن هيبته حتى من على بعد آلاف الأميال.

وأنا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى