مقالات الرأي
أخر الأخبار

مجدي الروبي يكتب. الجيش السوداني والمقاومة الشعبية تناغم بطولي يُعيد رسم ملامح السيادة في ميادين القتال

مجدي الروبي يكتب.

الجيش السوداني والمقاومة الشعبية تناغم بطولي يُعيد رسم ملامح السيادة في ميادين القتال

الخرطوم – 18 يوليو 2025

في واحدة من أكثر الفصول حسماً في معركة الدفاع عن الوطن يواصل الجيش السوداني مدعومًا بقوات العمل الخاص والمقاومة الشعبية والتشكيلات الميدانية الأخرى صموده البطولي في وجه الهجمات المتكررة التي تشنها الميليشيات المتمردة في محاور المدرعات أم درمان الدندر وجبل موية وشتى بقاع البلاد. هذه المعارك المتزامنة لم تكن فقط اختبارات ميدانية بل تجسيدًا حقيقياً لوحدة الشعب وجيشه في معركة المصير.

في جبهة المدرعات جنوب الخرطوم حاولت المجموعات المتمردة الارهابية تنفيذ هجوم مباغت باستخدام آليات مدرعة ومسيّرات هجومية مدفوعة بزخم إعلامي وتكتيكي يهدف إلى اختراق عمق المنظومة الدفاعية للجيش. غير أن وحدات القوات الخاصة وبدعم من المهندسين والمدفعية نجحت في امتصاص الهجوم وتطويقه ثم تدمير آلياته بالكامل.

وفي واحدة من أبرز نتائج المعركة تمكن الجيش من الاستحواذ على أسلحة نوعية بينها راجمات حديثة وطائرات مسيّرة هجومية. كانت بحوزة العدو، وهو ما اعتبره مراقبون “تحولاً نوعيًا” يعزز قدرات الجيش في العمليات المقبلة.

أما في أم درمان، فقد ظهرت بجلاء قوة المقاومة الشعبية، التي لعبت دورًا محوريًا في مراقبة تحركات العدو داخل الأحياء، وتزويد الجيش بمعلومات ميدانية دقيقة ساعدت على إحباط محاولات الالتفاف والاختباء.
وقد ساهم تناغم الأداء بين الجيش والمواطنين في الحفاظ على خطوط الدفاع ومنع سقوط مناطق حساسة، في وقتٍ كان العدو يعوّل فيه على انهيار الجبهة الداخلية.

وفي الدندر، تمكنت وحدات الصاعقة والدعم الفني، مستفيدة من خبرتها في التضاريس الوعرة، من تنفيذ كمين محكم أدى إلى تفكيك خلية متقدمة كانت تستعد لإطلاق هجوم ليلي، وضبطت خلالها معدات اتصال متطورة وخطط عملياتية تُثبت التدخلات الخارجية في الصراع.

وفي أول تصريح له عقب العمليات الأخيرة، أكد القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أن “الجيش السوداني لا يحارب نيابة عن مؤسسة، بل باسم الشعب السوداني كله، مشيرًا إلى أن “الانتصارات التي تتحقق في المدرعات وأم درمان والدندر لم تكن لتتم لولا تلاحم القوات المسلحة مع المقاومة الشعبية والتفاف السودانيين حول مشروع الدولة الواحدة”.

وأضاف القائد العام أن الأسلحة النوعية التي استحوذت عليها قواتنا من العدو ستُوظف لخدمة معركة التحرير، ولن يُسمح لأي مليشيا مسلحة بفرض واقع جديد بقوة السلاح.

الوطن يتشكل من جديد

وفي ظل هذه التطورات، يتعزز يقين السودانيين بأن معركتهم ليست فقط على الأرض، بل في الوجدان، حيث يشكل تلاحم الشعب مع جيشه الركيزة الأهم في معادلة النصر.
وبينما تتزايد دعوات القوى الوطنية لإعادة بناء السودان على أسس دستورية ومؤسسية، يبقى صوت الجندي في الخندق وصمود المواطن في الحي هما العنوان الأوضح لمرحلة تتشكل ملامحها بين الدخان والرصاص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى