اخبار محلية
أخر الأخبار

كلمة الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان في المؤتمر الصحفي اليوم ببورتسودان

كلمة الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
في المؤتمر الصحفي الذي عقد السبت 19/7/2025م في بورتسودان
“لا حكومة تبعث الأمل إلا في ظل الإسلام ودولته الخلافة”
أصدر رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، الاثنين 19/05/2025، قراراً بتعيين المسؤول السابق في الأمم المتحدة، كامل إدريس، رئيسا للوزراء، ليشكل حكومة تكنوقراط، كما أصدر البرهان في اليوم نفسه قراراً قضى بإلغاء التوجيه السابق، الخاص بإشراف أعضاء المجلس السيادي على الوزارات الاتحادية، والوحدات الحكومية.
ومن خلال متابعة تشكيل الحكومة بتعيين الوزراء على دفعات، خلال شهرين كاملين، نلاحظ أن الحكومة قد تغيَّر جلدها، من حكومة تكنوقراط التي قال بها رئيس الوزراء، إلى حكومة هجين؛ مزيج من التكنوقراط، والمحاصصات لشركاء متشاكسين، يصطرعون على الوزارات الإيرادية؛ المالية، والمعادن، والرعاية (الاجتماعية)؛ بوابة الإغاثة والإعانات الخارجية وهم لا يستحيون. وقد جعل كامل إدريس شعار حكومته هو الأمل، حيث قال في خطابه المتلفز بتاريخ 19/06/2025 إن شعار حكومته هو “الأمل” ورسالتها “تحقيق الأمن والعيش الرغيد والرفاه للشعب”. وهو يريد تحقيق هذه الأهداف بنظام الحكم العلماني الديمقراطي نفسه، الذي ظل يطبق علينا في بلادنا هذه، منذ دخول قوات الكافر المستعمر كتشنر إلى السودان سنة 1898م وحتى تاريخه، وقد فشل في تحقيق أي من رسالة حكومة الأمل أعلاه، بل هو النظام نفسه الذي أفقدنا الأمن، وفي ظله انتُهكت الحرمات! وشاع الإحباط، فانخفض سقف الحياة حتى أصبح همُّ الإنسان هو أن يظل حياً بلا طموح ولا حافز، وفي المقابل نجد شركاء كامل إدريس، الذين جاءت بهم اتفاقية جوبا، يرفعون دعاوى التهميش، ويمنون البسطاء، فيخلطون خلطاً بيّناً بين جلوسهم في كراسي الوزارات، وبين رفع الظلم عن المغبونين في أطراف البلاد ووسطها. فقد نقلت قناة الشرق عن الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة، معتصم أحمد صالح قوله: (تصوير تمسّك أطراف السلام باستحقاقاتها الوزارية وفق نصوص الاتفاق على أنه ابتزاز سياسي، قراءة مغلوطة ومتحيّزة، تهدف لترهيب هذه الأطراف والنيل من مشروعها، لتكريس هيمنة النخب المركزية، وحرمان قوى الهامش من شراكة عادلة في صنع القرار).
يجب على الفريقين؛ التكنوقراط برئاسة كامل إدريس، وحركات ما يسمى بالكفاح المسلح، يجب عليهما أن يدركوا أن الحكم في الإسلام ليس كيكة يتلذذ صاحبها بالسلطة والثروة، ويتوسل للجلوس على كرسي السلطة بوعود زائفة للمهمشين أو لغيرهم، ﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً﴾، فهذه الوعود بالأمن، والتعليم، والصحة، وغيرها، وتلك الوعود للمظلومين في أطراف الدولة، الذين يسمونهم (أهل الهامش)، كل ذلك إنما هو حجة على حكومة الأمل هذه، وقد أثبتت تجارب أهل البلاد، أن كل من جلس في كرسي الحكم وهو يظنه مغنما وكيكة، فإن ظنه هذا قد أرداه، لأن البون شاسع بين من يريد رعاية شؤون الناس؛ بوصفها مسؤولية وأمانة، ويوم القيامة خزي وندامة، وبين من جاء يستلذ بالكيكة، وسلطة وثروة.
أما فرية الهامش، والتي يرفعها كل متخابر مع الخارج، متمرد على سلطان الدولة، فإنها يراد بها المظالم الواقعة على رعايا الدولة في أطرافها، والتي سببها هو نظام الغرب الكافر المستعمر نفسه، والذي لا يقاتل كل من حمل السلاح من أجل تغيير هذا النظام الظالم، بل من أجل أخذ الحصص لتطبيقه وتنفيذه، أي الاستمرار في ظلم أهل الهامش بيدهم هم لا بيد عمرو!
إن السلطان في الإسلام؛ أي الحق في اختيار الحاكم وتنصيبه، هو حصراً للأمة أو من ينوب عنها، وهي تعطي هذا الحق لمن تتوسم أنه أهلٌ لهذه المسؤولية العامة، وذلك بأن يكون قوياً، تقياً، رفيقاً بالرعية، غير منفّر، هذه هي صفات الحاكم في خاصة نفسه، وأما في علاقته بالرعية، فيجب أن يحيطها بنصحه، وأن لا يمس المال العام، وأن يحكمهم بالإسلام وحده. هذه سبعة كاملة إن اجتمعت في الحاكم استقامت الحياة، وصلح أمر الناس، فأين منها التكنوقراط والحركات؟!
إن تصوير كامل إدريس لحكومته، بوصفها حكومة أمل لأهل السودان، الذين الحد الأدنى في أملهم هو حكومة تعالج مشكلاتهم، وترتقي بحياتهم إلى مستوى عيش الإنسان، من خلال ضمان إشباع حاجاتهم الأساسية للفرد: (المأكل والملبس والمسكن)، وضمان إشباع حاجات الجماعة الأساسية والتي هي (الأمن، التعليم، والعلاج)، وما يقتضيه ذلك من توفير المياه النقية، والكهرباء، والبنية التحتية؛ من شبكات اتصالات، وطرق، وجسور وغيرها، وما يقتضيه كل ذلك من إيقاف نهب ثروات البلاد، ورد أموال الملكيات العامة إلى أصحابها، وعمدة ذلك كله إنما هو اقتلاع نفوذ الكافر المستعمر من بلادنا. هذا هو الذي يوجد الأمل عند أهل السودان، وهو ما لا تستطيع حكومة كامل إدريس تحقيقه.
لماذا؟ لأن معالجة أي مشكلة تقتضي معرفة أسبابها التي نتجت عنها، ثم أخذ العلاج الذي يستهدف أسباب المشكلة، وبذلك يكون العلاج جذريا. فهل جاء كامل إدريس، يحمل في جعبته علاجاً يبعث الأمل؟ أم جاء يحمل أسباب المشكلة، بعد أن زينتها أيدي العطار؟!
إن أهل السودان مسلمون، والإسلام العظيم هو الدين الذي جاء به سيدنا محمد ﷺ، وحياً من عند الخالق سبحانه وتعالى، وهذا الإسلام الذي يعتنقه أهل السودان هو دين ومنه الدولة، عقيدة وأنظمة حياة كاملة إلى قيام الساعة، يقول سبحانه وتعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسلام دِيناً﴾، هذا الإسلام هو الحق، غير أن الغرب الكافر المستعمر، الذي كسب الجولة الأخيرة في الصراع بين الحق والباطل، فهدم دولة المسلمين؛ الخلافة، وأقام للمسلمين دولا وطنية وظيفية، عيّن عليها حكاماً عملاء فاسدين، تحرسهم جحافل من طينتهم؛ مرتزقة في السياسة، والفكر، والإعلام، وظيفتهم جميعا هي محاربة عودة الإسلام؛ ترياق الحياة، بل وتطبيق أنظمة سيدهم الكافر على المسلمين، وهم يصطرعون من هو أولى بتطبيقها، العسكر أم التكنوقراط أم الحركات المسلحة؟!
إن سبب الأزمة التي يعاني منها أهل السودان، هو تطبيق أنظمة الغرب الكافر المستعمر الوضعية؛ من نظام ديمقراطي في الحكم، ونظام رأسمالي في الاقتصاد، يسهل نهب الثروات واستعباد أهل البلاد. وهذا هو ما جاء كامل إدريس ليطبقه علينا، ليجدد حول رقبتنا حبل العبودية للغرب الكافر، فهل يضيرنا أن يستعين على أداء مهمته بحكومة من التكنوقراط، أم الحركات المسلحة، أم بمرتزقة من عالم السياسة؟!
إن الأمل، وعلى مدار التاريخ الإنساني، لا يولد في عالم الباطل، ولا الأوهام والكذب والتضليل، بل يولد الأمل دائما مع الحق والحقيقة والصدق، يحمله الأنبياء المرسلون من عند الله، وختمهم سيدنا محمد ﷺ برسالة الإسلام العظيم، تحمل بياناً شافياً في العقيدة، وأنظمة الحياة في الحكم، والاقتصاد، والاجتماع، وسياسة التعليم، والسياسة الخارجية، يعقد المسلمون أصحاب السلطان، أو من ينوب عنهم من أهل القوة والمنعة، يعقدون في هذا النظام البيعة لرجل منهم خليفة للمسلمين، وعندها يصبح نظام الخلافة قائما، فيولد الأمل في حياة كريمة في ظل الإسلام، للآتي:
أولاً: الخليفة سيطوي آخر صفحة من عيش المسلمين بالأنظمة الوضعية المستجلبة، هي وخبراء تطبيقها من الغرب الكافر، وسيبدأ في تطبيق أنظمة الإسلام، المأخوذة من الوحي بقوة الدليل.
ثانياً: سيبدأ الخليفة فوراً في تعيين المعاونين والولاة وغيرهم من الحكام، أو من يستعين بهم، ويشرع فورا في علاج مشكلات الرعية، بعيداً عن أية محاصصات، فالسلطان شرعاً للأمة، وليس لمن يحمل السلاح ويتخابر مع الخارج.
ثالثاً: سيقتلع خليفة المسلمين نفوذ الغرب الكافر من بلادنا، ويطهر مؤسسات الدولة من أدواته، ويتخذ من ثروة الأمة الفكرية، ومن ثرواتها المادية، سلماً ترتقي به لتكون الدولة الأولى في العالم كما كانت من قبل، ولمدة ستمائة عام خلت.
رابعاً: سيطهر الإسلام الذي يطبقه خليفة المسلمين، الوسط السياسي من العملاء وأدوات الغرب الكافر المستعمر، ومن خطاب العنصرية، ودعاوى الجاهلية التي تفرق رعايا الدولة، وعندها تكون فكرة رعاية شؤون الرعية جميعهم بالعدل والإحسان كفيلة بتفكيك دعاوى التهميش وغيرها من مصطلحات هي وليدة العيش في ظل أنظمة الغرب الكافر.
خامساً: سيجعل خليفة المسلمين القوة المسلحة في الدولة قوة واحدة، يرأسها خليفة المسلمين، ويوقف عبث صناعة مليشيات جديدة مع كل صباح جديد، بل والأنكى والأمر، أن بعضها يتم تدريبها في دول خارجية! ثم ننشد أملا وحياة كريمة، تحت ظلال هذه القوى المسلحة المتعددة!
هذا غيض من فيض أحكام الإسلام، عندما نقدمها مشروعاً للأمة يمكنها أن تبعث الأمل في حياة كريمة، ويوم توضع موضع التطبيق والتنفيذ، ستنقلب حياتنا رأساً على عقب فيتبع الأمل عملاً ينقلنا إلى اقتعاد ذرى المجد كما كنا من قبل، وما ذلك على الله بعزيز.
يقول سبحانه وتعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.

إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير
في ولاية السودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى