مقالات الرأي
أخر الأخبار

*رأي إعلامي* أ/ شاذلي عبدالسلام محمد *حكم العسكر… شر لا بد منه؟*

*رأي إعلامي*

أ/ شاذلي عبدالسلام محمد

*حكم العسكر… شر لا بد منه؟*

🔹منذ أن سقط نظام البشير في أبريل 2019م والسودان يتقلب على جمر الفوضى السياسية بلا بوصلة واضحة ولا خارطة طريق تكتمل
ومع كل تجربة جديدة وكل تحالف مدني يظهر على الساحة يخرج السؤال القديم من تحت الرماد لماذا يستقر السودان ولو قليلا عندما يحكمه العسكر؟ ولماذا يغرق في الأزمات كلما جاء المدنيون شركاء في الحكم؟…

🔹عزيزي القارئ لسنا بصدد تمجيد البزة العسكرية ولا نقفز على أخطاء العسكر التي يعرفها الجميع لكن في المقابل لا يمكن تجاهل حقيقة أن الاستقرار نسبيا غالبا ما يحدث في فترات الحكم العسكري أو حين تكون السلطة مركزية بيدهم
أما المدنيون فبمجرد دخولهم المشهد تبدأ السكاكين تشحذ والتكتلات تتشكل والقرارات تتنازعها مراكز قوى متناقضة وكل طرف يدعي الثورية والوطنية بينما المواطن يتألم بصمت….

🔹خذ مثلا الدكتور عبد الله حمدوك رجل يمتلك كاريزما دولية وخبرة اقتصادية مشهودة لكنه وقع في فخ الترضيات ووجد نفسه محاطا بتحالفات هشة وأجندات حزبية تسبق الوطن بمراحل و لم يمنح المساحة ولم يحسن كذلك إدارة المتاح… النتيجة؟ بلد بلا اتجاه وثورة فقدت بوصلتها وناس تبحث عن الرغيف أكثر مما تبحث عن الحرية…..

🔹اليوم يظهر الدكتور كامل إدريس الرجل الذي تحترمه المنصات الدولية ويحسب له الغرب حسابا لكنه يواجه واقعا داخليا مأزوما لا يرحب بأحد ولا يسمح لأحد هل سينجح؟ أم نعيد تجربة الصدمة والتخوين؟هل السودان مؤهل فعلا لحكم مدني راشد؟ أم أن هشاشة القوى المدنية أصبحت الخطر الحقيقي على ما تبقى من الدولة؟….

🔹الواقع السوداني يظهر بكل وضوح أن العسكر حين يحكمون بغض النظر عن المنهج تكون هناك جهة واحدة تصدر القرار ويتحرك الجهاز التنفيذي بانضباط
بينما في الحكم المدني يدخل البلد في دوامة اللجان والتشاكس والموازنات والتأجيل حتى تقتل الفكرة قبل أن تولد…..

🔹فهل نحن بحاجة لحكم عسكري؟ ليس بالضرورة
لكن ربما في ظل فوضى النخب الحالية وغلبة الشعارات على البرامج صار حكم العسكر هو “الشر الأقل”… الشر الذي يمكن على الأقل التعايش معه إن أحسن الاستماع لصوت الناس لا صوت السلاح……

🔹السياسة لا تدار بالنوايا الحسنة وحدها بل بالقدرة على اتخاذ القرار وتنفيذه
والديمقراطية ليست حفلة شعارات بل مسؤولية وطنية تحتاج رجال دولة حقيقيين لا نجوم منصات ولا عباد كراسي….

🔹فهل العسكر هم الحل؟
ربما لا…لكن الواضح أن “المدنيين” كما هم الآن بالتشظي والضعف وغياب المشروع باتوا جزءا من الأزمة لا بوابة الحل…..

🔹الي ان نلتقي…..

٢٤ يوليو ٢٠٢٥م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى