مقالات الرأي
أخر الأخبار

*الخنساء مجدي*… *قطار العودة يدق جرس الكرامة.. ومصر تشيّد جسراً إنسانياً يعيد ألامل*

⭕ *الخنساء مجدي*…
*قطار العودة يدق جرس الكرامة.. ومصر تتشيّد جسراً إنسانياً يعيد ألامل*

من القاهرة إلى السودان… رحلةٌ لا تنقل أجسادًا بل تُعيد أرواحًا وتكتب فصلًا جديدًا في دفتر الأخوة السودانية المصرية

في لحظة تفيض بالمشاعر وتتكئ على الحنين دوّت صافرة قطار القاهرة – أسوان لا كإشارة انطلاق عادية بل كنداء مقدس للعودة وكسْر لصمتٍ طال في دروب النزوح والشتات
لم تكن تلك الصافرة صدىً ميكانيكيًا بل كانت نشيدًا صادقًا يعلو فوق الضجيج، يعيد للسودانيين في مصر نبض الوطن وأمل الرجوع

في محطة رمسيس، حيث تختلط خطوات الناس بدقات القلوب انطلقت المرحلة الثانية من عمليات التفويج الطوعي في مبادرة إنسانية ضخمة تقودها منظومة الصناعات الدفاعية السودانية وتجد في الدولة المصرية صدرًا رحبًا، ومؤسسات تعمل بصمت من أجل الكرامة.

القطار، الذي حمل الرقم 1940 انطلق يوم الاثنين 21 يوليو من القاهرة، وعلى متنه أكثر من ألف سوداني تاقت قلوبهم لتراب الوطن. لم تكن مجرد رحلة على سكك الحديد، بل عبور روحي بين الضفتين، على ظهر قضبانٍ تكتب ملحمة في التعاون الأخوي والتضامن الحقيقي بين مصر والسودان

المبادرة، التي وقف خلفها الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، جسّدت أسمى معاني الإحساس بالمسؤولية الوطنية، وشهدت تعاونًا فعّالًا من الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء المصري، الذي وجه بتسهيل كل الإجراءات وتوفير سبل الراحة لأشقائهم حتى وصولهم
حيث لا صوت يعلو فوق صوت الإنسانية

ويُنتظر أن تتواصل هذه الرحلات أسبوعيًا، لتكون جسرًا مستمرًا بين البلدين، يروي شرايين الوطن النازف، ويُعيد بناء الإنسان قبل البنيان فكل راكب في هذا القطار ليس عائدًا فحسب بل هو شاهد على أن الوطن ما زال حيًا وأن مصر كانت ولا تزال شقيقة في السراء والضراء.

إنّ هذا الموقف المصري النبيل الذي لم يُقابل السودانيين فيه كلاجئين بل كأهل وأشقاء يستوجب أسمى آيات الشكر والعرفان ففي وقتٍ خذل فيه البعض السودان كانت مصر تمد يدها وتقول “عودوا بسلام، فأنتم لستم وحدكم”.

وهكذا، ومع كل رحلة جديدة، لا يعود الناس فقط … بل تعود معهم الثقة والكرامة، والأمل، ويُكتب على جدار التاريخ
أنّ مصر احتضنت السودان، حين أدار العالم ظهره له

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى