مجدي الروبي يكتب. حكومة التأسيس: عودة حميدتي وحمدوك والحكومة التي تأتيك من الخلف

مجدي الروبي يكتب.
حكومة التأسيس: عودة حميدتي وحمدوك والحكومة التي تأتيك من الخلف
في سابقة غير مشهودة إلا في بلاد اللامعقول تستعد البلاد هذه الأيام لاستقبال نسخة جديدة من حكومة حمدوك لكن هذه المرة بطعم حميدتي وتوابل قوى الشر والتغيير الحكومة المقبلة لا تُعلن من منصة بل تنبثق من تحت الطاولة وبصوت خافت يقول نحن هنا من تحت السرير.
نعم نفس الوجوه التي ودّعناها بالفرح في استقالة ديسمبر الغير مجيدة ها هي اليوم تعود إلينا ببدلات جديدة وتطبيق فلتر سياسي خفيف يجعل الوزير يبدو كأن لم ينهب شيئاً من قبل.
نعم أيها المواطن الكريم إنها حكومة (كوبي بيست) بعناية
الدكتور الاقتصادي الشهير الذي قضى سنتين كاملتين يكتب على فيسبوك منشورات السودان يحتاج إلى رؤية عاد اليوم وزيراً من تحت الكرسي لكن هذه المرة برؤية مزغللة تماماً.
الوزير السابق الذي كان مسؤولا عن التحول الرقمي لكنه لم يستطع تحويل مكاتب وزارته من النُّور إلى الكهرباء تم إعادة تدويره ليقود الآن وزارة التحول والتطبيع والتطوير والإخراج النهائي واكبر إنجازاتة عمل ايميل للوزارة
وحتى الناشط الذي كان يصرخ لا تفاوض لا شراكة لا شرعية أصبح فجأة ناطقاً رسمياً باسم الحكومة التأسيسية ويهمس قائلاً الشراكة جميلة بس من النوع التكنوقراطي
التعايشي الرجل الذي يظهر حين لا تراه
تجده حيث لا تتوقعه فالرجل الذي غادر المشهد السياسي على دراجة هوائية منزوعة السلاسل عاد هذه المرة على ظهر طائرة ورقية تطيرها قوى الخارج
يقول المراقبون إن التعايشي يقف خلف الحكومة الجديدة كظل مريب في غرفة مظلمة يحرك الأسماء كما لو كان يلعب ليدو سياسية لا يوقع على شي لا يظهر في شي لكنه حاضر في كل شي إنه الرئيس بدون كرسي والزعيم بدون جماهير والمفاوض الذي لا يتكلم.
حميدتي الزعيم خلا الجديد القديم
فقد قرر أن الوقت قد حان لتأسيس الدولة على طريقته لا حاجة لدستور ولا انتخابات فقط حكومة تُعلن فجراً او ظهرا او حتى لا تعلن اصلا ويتم تحميلها لاحقاً على قناة تيك توك رسمية من دبي.
وقد شوهد الجنرال خلا وهو يضحك ضحكته المعهودة قائلاً
دي الحكومة اللي بتلم كل الناس حتى لو طردناهم زمان
ههههه ههههه هههه
كما من المتوقع ظهور وزارات جديدة تناسب المرحلة
كوزارة الرؤية الضبابية
وزارة الشراكة مع الذات
وزارة التموضع على الحياد
وزارة صناعة المبادرات الفارغة
وزارة استيراد التغريدات من الخارج
الشعب يتفرج ويتفرج ويتفرج
أما الشعب السوداني الجالس على أنقاض وطن محترق فقد اكتفى بمشاهدة المسرحية وبيده كيس فول يتساءل
يا ربي ديل خلونا ليهم ليه؟ إحنا غلطنا وين؟!
وقد قررت مجموعة من الشباب عدم التفاعل إطلاقاً مع الحكومة الجديدة على أمل أن تشعر بالإحراج وتستقيل
في السودان لا تموت الحكومات القديمة بل تعود بهوية مزيفة ووجوه مألوفة وشعارات أكثر طراوة من الخبز الغير مدعوم
فاستعدوا يا سادة حكومة التأصيص قادمة
والتأسيس الحقيقي سيكون على جماجم أحلامكم القديمة.