مقالات الرأي
أخر الأخبار

تصاعد اختفاء السودانيين في مصر… هل تقود الخيوط إلى شبكات تجارة الأعضاء؟ حياة حمد اليونسابي

تصاعد اختفاء السودانيين في مصر… هل تقود الخيوط إلى شبكات تجارة الأعضاء؟

حياة حمد اليونسابي
القاهرة – بورتسودان

في وقت يعيش فيه آلاف السودانيين حالة من النزوح القسري بسبب الحرب، تتزايد حالات الاختفاء الغامض في مصر، وسط موجة غير مسبوقة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي بشأن نشاط شبكات الاتجار بالأعضاء البشرية، واتهامات تطال أسماء فنية معروفة.

❖ حالات سودانية مقلقة… وأسر تبحث في الظلام

منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، اختفت أسرة سودانية بالكامل كانت قد وصلت إلى القاهرة في رحلة علاج، تاركة خلفها أطفالًا صغارًا في حالة مأساوية. وناشد ذووهم الجميع مساعدتهم في البحث عن علاء الدين محمد النور، آيات علاء الدين محمد النور، وندى حسن الحاج النور، بعد أن انقطعت أخبارهم تمامًا.

كما اختفت الشابة أمنية إدريس في ظروف مماثلة بمنطقة المعادي منذ 27 فبراير الماضي، بعد خروجها لكشف أسنان في الجيزة. ورصدت أسرتها مكافأة ضخمة قدرها 3 مليار جنيه سوداني لمن يعثر عليها، في محاولة يائسة لكسر صمت السلطات.

وفي حالة ثالثة أكثر غموضًا، فُقدت الشابة سوهندا أحمد بعد أن دخلت مصر بشكل قانوني وأقامت بمنطقة السيدة زينب. لاحقًا، أُبلغت أسرتها شفهيًا بأنها توفيت ودُفنت دون تقديم أي مستند رسمي، ما عمّق الشكوك حول وجود شبهة جنائية.

❖ اتهامات على السوشيال ميديا: تكتوكر تتهم فنانة شهيرة

تزامنت هذه الوقائع مع جدل واسع اجتاح منصات التواصل الاجتماعي مؤخرًا بعد تصريحات التيكتوكر مروى حسني مبارك، التي فجّرت قنبلة مدوية باتهامها الفنانة وفاء عامر بأنها تقود شبكة إجرامية للاتجار بالأعضاء، على حد قولها، وأن لديها علاقات مباشرة بعصابات تخطف وتستدرج الفقراء والمهاجرين بدافع “الأعمال الخيرية” لتُستغل أجسادهم لاحقًا.

مروى ادعت أنها تلقت تهديدات مباشرة، وأكدت أن الفنانة تورّطت في وقائع سابقة مشابهة، وربطت ذلك بحوادث “وفاة غامضة” لشخصيات معروفة على السوشيال ميديا، منهم الشاب إبراهيم شيكا ودينا مراجيح، اللذَين توفيا فجأة في ظروف لم تُكشف تفاصيلها رسميًا، لكن جرى التلميح إلى أنهم ربما ضحايا شبكات غير شرعية.

❖ تجارة الأعضاء… الواقع يسبق الرواية

السلطات المصرية كانت قد أعلنت في وقت سابق عن تفكيك شبكات اتجار بالأعضاء تضم متورطين من جنسيات مختلفة، وضبطت شققًا تحولت إلى “مختبرات بشرية” لاستئصال الأعضاء وبيعها. ومع تصاعد البلاغات السودانية، بدأ الرأي العام يربط بين حالات الاختفاء المتزايدة ونشاط هذه الشبكات.

في المقابل، لا تزال التصريحات الرسمية محدودة، مما يدفع بعض المراقبين للتساؤل عن مدى تورط شخصيات نافذة في هذه القضايا.

❖ صمت رسمي… وصوت الجالية يعلو

رغم تكرار النداءات، لم تُصدر السفارة السودانية في القاهرة ولا السلطات المصرية بيانًا تفصيليًا بشأن هذه الحوادث، بينما تدفع الأسر السودانية ثمن هذا الصمت من دموعها، وتعيش حالة من الرعب المتصاعد، خاصة مع تداول قصص مشابهة لمفقودين سودانيين آخرين لم تُعرف مصائرهم حتى الآن.

من جانبهم، يطالب نشطاء حقوقيون بفتح تحقيق دولي، تحت إشراف الأمم المتحدة، لتوثيق حالات الاختفاء والربط بينها وبين أنشطة الاتجار بالأعضاء التي قد تتخذ من اللاجئين والمهاجرين بيئة خصبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى