عمق المشهد رئيس الوزراء يضع الملف الإنساني في دارفور وكردفان على رأس أولويات حكومته بقلم:عصام حسن علي

عمق المشهد
رئيس الوزراء يضع الملف الإنساني في دارفور وكردفان على رأس أولويات حكومته
بقلم:عصام حسن علي
في ظل تداعيات الحرب المعقدة التي أثقلت كاهل المدنيين في ولايات دارفور وكردفان الكبرى، برز اهتمام السيد رئيس الوزراء بالملف الإنساني في الإقليمين كعلامة فارقة وتحول حقيقي في أولويات مؤسسات الحكومة المدنية، وتوجّه استراتيجي يعكس وعياً متقدماً بحجم المعاناة المتفاقمة وضرورة تخفيفها على نحو عاجل وفعّال.
فقد مثّل هذا التوجه – الذي يضع الاحتياجات الإنسانية للمواطنين في قلب السياسات العامة – نقلة نوعية في إدارة شؤون الدولة، بعد سنوات من التهميش والإهمال الذي عانت منه مناطق الإنتاج الكبرى، خاصة مدينة الفاشر التي تتعرض لحصار خانق تفرضه عليها مليشيا آل دقلو الإرهابية، وسط أوضاع إنسانية مأساوية.
وفي هذا السياق، فإن التعجيل في اتخاذ خطوات ميدانية لمعالجة الأزمة وتوفير احتياجات المواطنين من أمن وغذاء ودواء ومياه شرب نقية، لا يخدم فقط الأبعاد الإنسانية، بل يمنح دفعة قوية لقواتنا المسلحة والقوات المساندة في تلك المناطق، عبر تعزيز الجبهة الداخلية وقطع الطريق أمام حملات التشويه والتضليل التي تسعى لزرع الفتنة وتأليب الرأي العام بزعم وجود تهميش متعمد.
لقد بات من الضروري أن تتحرك الحكومة على الأرض بسرعة وجدية، خاصة أن آلاف الأسر المحاصرة تنتظر ان تمتد إلى يد الدولة لتأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة، في وجه ظروف معيشية لا ترحم.
إن ما تشهده البلاد اليوم من تحولات سياسية وميدانية يتطلب وضع الإنسان في قلب الاهتمام الوطني، وهو ما يبدو واضحاً في رؤية رئيس الوزراء، الذي يدرك أن معركة الكرامة لا تكتمل دون إنصاف المناطق المتأثرة بالحرب وتضميد جراحها، كجزء أصيل من معركة الدولة لاستعادة سيادتها على كامل تراب الوطن.
وإذا ما استمرت الحكومة في هذا النهج المتقدم، فإنها تكون قد أرست دعائم سياسة مدنية عادلة ومتوازنة، تسهم في تجاوز آثار الحرب، وترسم ملامح دولة المؤسسات التي تضع الإنسان السوداني – كل إنسان سوداني – في مقدمة أولوياتها، بلا تمييز أو استثناء .