
الفاشر.. مدينة تحت الحصار ومأساة إنسانية تفاقم بقلم أيمن عثمان
تعيش مدينة الفاشر حاضرة شمال دارفور واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخها الحديث وسط حصار خانق وظروف معيشية بالغة القسوة جعلت من الحياة اليومية معركة بقاء في ظل الجوع والمرض وانعدام أبسط مقومات الحياة
بحسب تقارير صادرة عن غرف الطوارئ بولاية شمال دارفور، فقد بلغت نسبة انعدام الأمن الغذائي في المدينة 88% وهي نسبة مفزعة تعكس عمق الأزمة التي يواجهها المدنيون المحاصرون وتُنذر بمجاعة وشيكة ما لم يتم التدخل العاجل
الهزال ينهش الأطفال والنساء:
في أحياء المدينة المنهكة تتزايد يومًا بعد آخر حالات الهزال وسوء التغذية خاصة بين الأطفال والنساء حيث أصبح الحصول على الغذاء ضربًا من المستحيل وتشير الصور والتقارير الواردة من الداخل إلى مشاهد صادمة لأطفال أجسادهم نحيلة كالعيدان وأمهات أعياهن الجوع حتى أنهكتهن الأمراض
وفي ظل هذا الانهيار الكامل للمعاش اليومي لجأ السكان إلى استهلاك مواد غير صالحة للاستهلاك البشري أبرزها “الأمباز” وهو علف مخصص في الأصل للحيوانات لكنه بات في نظر الجائعين وجبة تبقيهم على قيد الحياة
الموت البطيء وسط صمت العالم:
يأتي كل ذلك في ظل استمرار الحصار المطبق على المدينة وتعطّل سلاسل الإمداد وشح الغذاء والدواء مما حوّل الفاشر إلى مدينة منكوبة بكل المقاييس
الناشطون في دارفور أطلقوا حملات ومناشدات بعنوان “أنقذوا الفاشر” دعوا فيها إلى فتح ممرات إنسانية آمنة عاجلة لإدخال المساعدات الغذائية والدوائية ووقف نزيف الأرواح الذي لا يبدو أنه سيتوقف ما لم يتحرك الضمير الإنساني
دعوات لتدخل دولي عاجل:
في ظل هذا الوضع الكارثي تتزايد الأصوات المطالِبة بتدخل دولي فوري عبر الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية للضغط من أجل فتح ممرات إنسانية آمنة والسماح للمنظمات بإغاثة السكان المحاصرين كما حذر مراقبون من أن المدينة على شفا كارثة إنسانية تشبه ما حدث في مجاعات إفريقيا في ثمانينات القرن الماضي.
ما يجري في الفاشر ليس مجرد أزمة عابرة بل جريمة في حق الإنسانية وسكوت العالم عنها يُعدّ تواطؤًا مريبًا لا يمكن تبريره