اخبار محلية
أخر الأخبار

#البعد_الاخر مصعب بريــر التغير المناخي وأثره على البيئة في السودان ..!

#البعد_الاخر
مصعب بريــر
التغير المناخي وأثره على البيئة في السودان ..!

يُعد التغير المناخي أحد أكبر التحديات البيئية التي تواجه العالم في القرن الحادي والعشرين، وقد أصبحت آثاره أكثر وضوحًا في العديد من الدول، خاصة تلك التي تقع في مناطق جغرافية حساسة مناخيًا، مثل السودان. فالسودان، بموقعه في قلب أفريقيا وبما يتمتع به من تنوع بيئي ومناخي، يتأثر بشدة بالتقلبات المناخية المتزايدة، مما يشكل تهديدًا مباشرًا على بيئته، موارده الطبيعية، واقتصاده المعتمد بشكل كبير على الزراعة والرعي.

من أبرز مظاهر التغير المناخي في السودان ارتفاع درجات الحرارة بصورة ملحوظة، وتزايد معدلات الجفاف، خاصة في المناطق الغربية والشرقية من البلاد. هذا التغير في المناخ أدى إلى تقلص المساحات المزروعة، وانخفاض الإنتاج الزراعي، الأمر الذي يهدد الأمن الغذائي للسكان، ويزيد من معدلات الفقر والبطالة. كما أن تناقص الأمطار وعدم انتظامها يؤثر سلبًا على المراعي الطبيعية، مما يضع ضغوطًا إضافية على الثروة الحيوانية التي تشكل مصدر دخل رئيسي للعديد من الأسر الريفية.

إلى جانب الجفاف، فإن السودان يعاني أيضًا من ظواهر مناخية متطرفة مثل الفيضانات المفاجئة، التي أصبحت أكثر تواترًا في السنوات الأخيرة. وتؤدي هذه الفيضانات إلى تدمير البنية التحتية، وتشريد آلاف الأشخاص، وتدمير المحاصيل الزراعية، وهو ما يضاعف من آثار التغير المناخي على الحياة اليومية للسكان. فعلى سبيل المثال، شهد السودان في السنوات الأخيرة فيضانات غير مسبوقة تسببت في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.

التغير المناخي في السودان لا يؤثر فقط على الموارد الطبيعية، بل يمتد تأثيره إلى التوازن البيئي، حيث أدى إلى تدهور التنوع البيولوجي واختفاء بعض الأنواع النباتية والحيوانية نتيجة لتغير أنماط الحياة الطبيعية ومواطنها الأصلية. كما يفاقم النزاعات المحلية بين المجتمعات الزراعية والرعوية حول مصادر المياه والمراعي، وهو ما يهدد الاستقرار الاجتماعي والسلم الأهلي في بعض المناطق.

للحد من آثار التغير المناخي، يحتاج السودان إلى تبني استراتيجيات وطنية فعالة تشمل التكيف مع المتغيرات المناخية، وتحسين إدارة الموارد المائية، وتشجيع الزراعة المستدامة، وإعادة تشجير المناطق المتدهورة. كما أن التعاون الإقليمي والدولي ضروري، سواء من خلال الدعم المالي أو التكنولوجي، من أجل بناء قدرات المجتمعات المحلية وتمكينها من مواجهة هذه التحديات.

بعد اخير :

خلاصة القول، إن التغير المناخي ليس مجرد تحدٍ بيئي، بل هو قضية تنموية وأمنية تهدد حاضر السودان ومستقبله. واخيراً، فإن الاستجابة الفعالة لهذا التحدي تتطلب إرادة سياسية قوية، وتعاونًا شاملاً بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، من أجل حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة .. ونواصل إن كان فى الحبر بقية بمشيئة الله تعالى ..

ليس لها من دون الله كاشفة

حسبنا الله ونعم الوكيل

اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين

#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
الثلاثاء(5 اغسطس 2025م)
musapbrear@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى