
اللجوء في السودان أكثر من نصف قرن – وسياسة الباب المفتوح ما زالت حاضره:
تقرير المكتب الإعلامي لمعتمدية اللاجئين
للاجئين قصص كثيرةٌ ومتفردةٌ، فألخروج من الديار نحو بلدٍ آخر ليس بالأمر الهين، ومفارقة ذكريات الطفولة تترك في النفس حسرةً وألماً لا يندمل إلاّ بالعودة للموطن الأصل، ومنذ تمرد مليشيات الدعم السريع لجأ السودانيون لدول الجوار ونزحت أعداداً كبيرةً جداً للولايات الآمنة، وأثناء الحرب لم تتوقّف حدود السودان من إستقبال اللاجئين من ( دول جنوب السودان – إثيوبيا – إرتريا ) وبلا شك يعكس هذا الأمر ما يقوم به السودان بتوفير الحماية للفارين من بلدانهم.
لقد كتبت معتمدية اللاجئين إسمها بأحرفٍ من نور في أرض المعسكرات فبرغم ضعف الميزانيات إلاّ أنها ظلّت مثالاً لكيفية إدارة الأزمات في معسكراتٍ نائيةً ومعابرَ حدودية، يعمل موظفوها بتفانٍ وإخلاص، خدمةً للإنسانيةً وبرغم المعاملات السيئة التي شاهدها العالم أجمع للاجئين السودانيين في غابات أولالا الإثيوبية والإعتداء عليهم إلاّ أنَّ السودان تعامل بأخلاقٍ عالية ولم يتم التعامل بالمثل بل أكرم وفادتهم ويسّر إجراءاتهم، إلتزاماً بالأعراف والأخلاق والمبادئ التي وقّع عليها، فأدارت معتمدية اللاجئين الشأن الإنساني وهي تُقدّم كل الخدمات في أراضٍ قاحلة، ولقد ظهر ذلك في جميع عمليات الدخول التي توالت في شرق السودان على فتراتٍ متوالية إيان الصراع الإثيوبي الإرتري.
سجل السودان حافل بحقوق الإنسان وإلتزام الحكومة والمعتمدية ومن قبلهم الشعب المضياف فأدهشوا وفود المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بحفاوة المواطنين وهم بذلك يُعلنون موقفاً أخلاقياً قبل أن يكون قانوناً مُلزماً للدول الموقّعة على معاهدة جنيف 1951م. فأختار السودان وعبر معتمدية اللاجئين أن يكون في المكان الذي يليق به فأنحاز للإنسانية وفتح معابره بصورة دائمة للاجئين وكان إنتشار معتمدية اللاجئين وشبابها منذ الرعيل الأول في أواخر ستينيات القرن الماضي، ومعسكر أم سقطه الذي كان بداية الإنطلاق لمعتمدية اللاجئين ومثّلت البلاد خير تمثيل فحضرت كُبريات المنظمات الدولية وأظهرت دهشتها والموظفون يقودون الوابورات لترحيل اللاجئين والأمطار الكثيفة والوحل وأحوال إقتصادية قاهرة فكان ذلك الموقف هو رسالة من حكومة وشعب السودان بأننا نستضيف من لآذوا بنا برغم ما نمُر به، فنالت معتمدية اللاجئين وسام الشرف الباذخ بترسيخ مفاهيم الإنسانية، فبينما كانت دول جوارنا القريب تُغلق أبوابها تُجاه السودانيين، ظلّت الحكومة وبرغم الحرب التي أثّرت بصورة كبيرة على الإقتصاد إلاّ أنها ما زالت تستقبل اللاجئين في ولايات النيل الأبيض والقضارف وكسلا.