مقالات الرأي
أخر الأخبار

*نوافذ اعلامية* 🖋️ *مرتضى الزبير* *من قلاع العلم إلى أطلال الصمت.. مدارس سنار التقاطع تستغيث* *#أنقذوا_مدارس_سنار | التعليم في خطر*

*نوافذ اعلامية*

🖋️ *مرتضى الزبير*

*من قلاع العلم إلى أطلال الصمت.. مدارس سنار التقاطع تستغيث*
*#أنقذوا_مدارس_سنار | التعليم في خطر*

في مشهد مؤلم يعكس واقعًا تعليميًا مأزومًا، أطلقت إحدى مديرات المدارس الابتدائية بمحلية سنار نداءً عبر نوافذ إعلامية، تشرح فيه حال مدرستها التي تحولت إلى أطلال بعد أن كانت مأوى للنازحين، لتجد نفسها اليوم بلا فصول صالحة، ولا إجلاس، ولا بيئة تعليمية تليق بأطفال يسعون للعلم وسط الركام.
المدرسة المعنية ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي أول مدرسة أولية تأسست على مستوى محلية سنار الحالية، وهي مدرسة “سنار التقاطع” التي خرجت من بين جدرانها قامات وطنية سامقة، منهم:
– السفير النور علي سليمان، أحد أوائل الدبلوماسيين السودانيين.
– المحامي محمد أحمد عرابي، الذي دافع عن الشهيد سيد قطب.
– البروفيسور هاشم مساوي، الذي كتب رسالة البروف عبدالله الطيب إلى نيلسون مانديلا.
– البروفيسور يونس محمد الحسن، مكتشف أسرار فطر الأفلاتوكسين.
– الدكتورة بهاء الدين أحمد الحاج، الوزير السابق والمرجع الثقافي الأول في ولاية سنار.
– الحارس القومي حسن عبدالكريم (حسن العبد)، وحارس مرمى السودان المميز أحمد النور منوفلي (أحمد هوبا).
– كما أن كتاب السلطنة الزرقاء هم من أهلنا السنادليب، أبناء سنار التقاطع.
> *مدرسة أنجبت سفراء وعلماء تواجه خطر الإغلاق.. فهل نتركها تنهار؟*
*أزمة تعليمية خانقة*
المديرة تحدثت بحرقة عن واقع مدرستها، مؤكدة أن:
– الفصول والمكاتب منهارة جزئيًا، وبعضها آيل للسقوط.
– الإجلاس مفقود تمامًا، والمرافق الصحية غير صالحة للاستخدام.
– وزارة التربية قررت فتح المدارس دون تقييم ميداني، والمعلمون بلا رواتب منذ شهور.
– الأسر تعاني من ضيق اقتصادي شديد، مما يهدد بانقطاع الأطفال عن الدراسة.
*زيارة ميدانية تكشف حجم الكارثة*
في اليوم التالي، تحرك أحد أبناء المنطقة الغيورين، برفقة مدير المرحلة التعليمية، في زيارة ميدانية لمدارس منطقة “سنار التقاطع”، والتي تضم:
نوع المدرسةالعددابتدائي ومتوسط بنين4ابتدائي ومتوسط بنات4ثانوي بنين وبنات2الزيارة كشفت أن الوضع لا يحتمل التأجيل، وسط تصدعات وانهيارات خطيرة، وغياب تام للبنية التحتية، في وقت يواصل فيه المعلمون والمعلمات أداء واجبهم رغم الظروف القاسية، في مشهد بطولي يستحق التقدير والإجلال.
*استجابة مجتمعية بدأت تتحرك*
– مدير التعليم بالمحلية استجاب للنداء رغم ظروفه الصحية، وزار المدارس ميدانيًا، ووعد بزيارة عمل قريبة برفقة الفريق الهندسي.
– المواطن خالد عريف مصطفى بادر بصيانة الحمامات وتعقيمها.
– تبرعات بالوقود وصلت لتشغيل القلابات وردم الطرق، في انتظار المزيد من الدعم العاجل.
*نداء للنفير العام.. قبل فوات الأوان*
في ظل هذا الواقع، نوجه عبر _نوافذ إعلامية_ نداءً عاجلًا إلى:
– المدير التنفيذي لمحلية سنار لمرافقة مدير المرحلة التعليمية وتقديم الدعم.
– أبناء سنار الأوفياء للمشاركة في حملات الدعم والصيانة.
– مدير عام التربية والتوجيه والوزير المكلف لزيارة المنطقة واتخاذ التدابير اللازمة.
– سعادة والي ولاية سنار اللواء الزبير للتدخل العاجل، فالأزمة عامة وتشمل معظم مدارس الولاية.
*مقترحات مختصرة لإنقاذ الوضع*
– تشكيل لجنة طوارئ تعليمية وتخصيص ميزانية إسعافية عاجلة.
– صرف مستحقات المعلمين وتوفير دعم غذائي للتلاميذ.
– إطلاق حملة مجتمعية لجمع التبرعات وتنظيم أيام نفير للصيانة.
– تسليط الضوء إعلاميًا والتنسيق مع منظمات دولية لدعم التعليم.
– إجراء مسح شامل للمدارس ووضع خطة طويلة المدى لإعادة التأهيل.
> *من هنا خرج السفراء والعلماء.. فلنتركها تنهار؟*
> *التعليم مسؤولية الجميع. فلنتحرك الآن قبل أن نقول: يا ليتنا فعلنا.*
في قلب سنار، حيث تنبت الذاكرة من جدران الطين وتُزهر الأحلام رغم الشقوق، تقف مدارس التقاطع شاهدة على مجدٍ مضى، وعلى أملٍ يتشبث بالحياة. هنا، مشى أطفالٌ صاروا سفراء، ووقف معلمون صاروا رموزًا، وكتب التاريخ أسماءً من نور خرجت من بين تلك الفصول المتصدعة.
لكن اليوم، تُصارع المدارس للبقاء، لا لتُخرّج قادة، بل لتمنح طفلًا مقعدًا وكتابًا. تُصارع لتبقى نافذة مفتوحة على المستقبل، لا أن تُغلقها الرياح والخراب. فهل نخذلها؟ هل نخذل المعلمين الذين يأتون كل صباح بلا راتب، والتلاميذ الذين يأتون بلا إفطار؟ هل نخذل ذاكرة الوطن التي تسكن في هذه الجدران؟
إن إنقاذ مدارس سنار ليس مجرد ترميم مبانٍ، بل هو ترميم للكرامة، للهوية، ولحلم طفلٍ قد يصبح يومًا منارةً لهذا الوطن. فلنكن ذلك النور الذي يعيد الحياة إلى قاعةٍ خالية، وابتسامة إلى وجهٍ صغير، وأملًا إلى قلبٍ ينتظر.
> لأن التعليم ليس رفاهية… بل هو الحياة ذاتها.

*وللنوافذ بقية*
*mortda7519@gmail.com*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى