مقالات الرأي
أخر الأخبار

*المرأة… نبض الحياة وعماد الإعمار بعد الحرب* ✒️ لبنى حسب الجابو

*المرأة… نبض الحياة وعماد الإعمار بعد الحرب*

✒️ لبنى حسب الجابو

الخرطوم :

في قلب الخراب الذي خلفته الحرب، برزت المرأة السودانية كنبض حياة جديد، وسند قوي في معركة البناء وإعادة الأمل. فقد أثبتت أنها ليست مجرد متضررة من ويلات النزوح واللجوء وفقدان الزوج أو الأخ أو الابن، بل صارت قائدًا ومبادِرة ومحرّكًا لعجلة الإعمار والسلام.

وفي محلية بحري، تجسدت هذه الصورة المشرقة من خلال الجهود الكبيرة التي يقودها قطاع المرأة بلجنة الاستنفار والمقاومة الشعبية برئاسة الأستاذة ابتسام التوم، التي آمنت بأن المرأة ليست طرفًا هامشيًا في المشهد، بل هي صانعة المستقبل وعماد النهضة.

دمج الحراك العسكري بالتمكين المدني
في خطوة جريئة وغير مسبوقة، استطاعت الأستاذة ابتسام ورفيقاتها دمج الحراك العسكري بالتدريب والتأهيل المهني، لتمنح المرأة القدرة على حماية نفسها ومجتمعها والمشاركة الفاعلة في أمن الوطن. فقد تم فتح معسكرات تدريبية شملت مراحل متقدمة وصلت إلى التدريب على السلاح وإطلاق النار، وتدريب المستنفرات في كل مدن المحلية، ليشكلن خط دفاع معنوي وفعلي عن المجتمع.

تمكين اقتصادي… ومشاريع منتجة
لم يقف دور المرأة عند حدود الحماية، بل امتد إلى التمكين الاقتصادي، حيث تم بداء التدريب على الزراعة المنزلية والصناعات الصغيرة مثل صناعة الصابون والمخبوزات والحياكة ومنتجات الالبان ..مع السعي الحثيث لتمويل مشاريعهن من خلال شراكات ذكية مع جهات داعمة، لضمان استدامة الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي للأسر المتضررة.

مبادرات مجتمعية لإحياء الحياة
آمنت نساء اللجنة بأن إعادة إعمار الإنسان يسبق إعمار الحجر، فانطلقن في حملات نظافة واسعة شملت المرافق الصحية، وفي مقدمتها مستشفى بحري التعليمي، في إطار استعادة الخدمات الصحية وإنعاش البيئة المحلية. كما نظمن أيامًا علاجية في مناطق مختلفة، لتخفيف أعباء التنقل عن المواطنين وتوفير الرعاية الصحية للمناطق المتأثرة.

*السلام المجتمعي وتهيئة بيئة العودة*

إدراكًا منهن أن السلام يبدأ من الشارع والحي، عملت نساء بحري على تطبيع الحياة وتهيئة البيئة لعودة النازحين واللاجئين إلى الخرطوم، من خلال مبادرات تعزز التماسك الاجتماعي، وتحارب خطاب الكراهية، وتشجع على التسامح والتعاون. لقد حولن الألم إلى قوة، والدموع إلى مشاريع، والخراب إلى فرص للنهوض.

من قلب المحنة إلى فجر الأمل
تجربة قطاع المرأة بمحلية بحري تمثل نموذجًا حيًا لإرادة السودانيات في تجاوز المحن، وصناعة مستقبل يقوم على الأمن والرخاء والسلام. فهن اليوم لا ينتظرن الإعمار من الخارج، بل يقدمنه بأيديهن، مؤكدات أن المرأة السودانية ستظل “سر الحياة”، قادرة على البناء والحفاظ على المجتمع، ودفع الجميع نحو مستقبل أفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى