مقالات الرأي
أخر الأخبار

منبر_الكلمة جلال الجاك ادول الجيش السوداني… 71 عامًا من الوفاء للوطن وصون السيادة

منبر_الكلمة

جلال الجاك ادول

الجيش السوداني… 71 عامًا من الوفاء للوطن وصون السيادة

يحتفل السودان بالذكرى الحادية والسبعين لتأسيس قواته المسلحة، المؤسسة الوطنية التي نشأت من رحم النضال، ونمت على قيم التضحية والانتماء، حتى صارت صمام أمان البلاد وحارسًا لسيادتها ووحدتها.

تعود جذور الجيش السوداني إلى بدايات القرن العشرين، حين تشكلت أولى وحداته في ظل الإدارة الاستعمارية البريطانية المصرية. ومع اقتراب الاستقلال، عمل السودانيون على بناء جيش وطني خالص. ففي الأول من يناير 1956، رُفع العلم السوداني، وكان الجيش في مقدمة صفوف المحتفلين، معلنًا بدء عهد جديد من السيادة الوطنية. وخاض الجيش أولى عملياته بعد الاستقلال في جنوب البلاد لحفظ الأمن، ثم امتدت مهامه الدفاعية على الحدود الشرقية والغربية، ما رسخ صورته كقوة ضامنة للوحدة الوطنية.

في حديث سابق، قال الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة:
جيشنا هو مدرسة في الوطنية، وُلد من رحم الشعب، وسيظل وفيًا لعهد الدفاع عن تراب الوطن حتى آخر جندي.

كما يصف الفريق الركن (م) حاتم بابكر، أحد قادة الجيش القدامى، زملاءه في ساحات القتال قائلاً:
رأيت رجالًا يبتسمون في وجه الخطر، وكأنهم ذاهبون إلى عرس، لأنهم آمنوا أن الموت في سبيل الوطن حياة أبدية.

لم يقتصر دور الجيش على حماية السودان، بل امتد إلى المساهمة في حفظ السلام الإقليمي والعالمي، من خلال مشاركته في بعثات الأمم المتحدة في الكونغو وتشاد وإريتريا ودارفور، حيث قدم نموذجًا مشرفًا للانضباط والكفاءة. ويخزن التاريخ أيضًا بطولات القوات السودانية في معارك العبور عام 1973 على الجبهة المصرية، حين شارك اللواء التاسع مشاة بكفاءة عالية، مما عزز التضامن العربي وسجل صفحة مشرقة في تاريخ الجيش.

ولم تقتصر مهام الجيش على الجوانب القتالية، بل امتدت إلى العمل الإنساني والتنمية، فقد كان في الصفوف الأولى لمواجهة الكوارث مثل فيضانات 1988 و2020، مسهمًا في إنقاذ الأرواح وتأمين الإمدادات، إضافة إلى المشاركة في مشروعات البنية التحتية من طرق وجسور ومطارات، ليؤكد دوره كمؤسسة متكاملة لخدمة الوطن.

وفي ظل تحديات العصر الحديث، يعمل الجيش على تحديث معداته وتطوير برامج التدريب، والاستفادة من التجارب الميدانية، مع التركيز على امتلاك قوة دفاع ذكية قادرة على مواجهة الحروب غير التقليدية، وتعزيز عقيدة الانتماء الوطني.

ويظل عيد الجيش مناسبة لتجديد العهد بين الشعب وجيشه على السير معًا في درب البناء والحماية.

وبعد واحد وسبعين عامًا من التضحيات، يظل الجيش السوداني ركيزة الوحدة، وقلعة السيادة، وراية الفداء التي لن تنكسر أمام رياح التحديات، مؤكدًا أن الوطن سيبقى عاليًا ما دام فيه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى