مقالات الرأي
أخر الأخبار

رأس الخيط *عبدالله اسماعيل* *قراءة في بيان مجلس الأمن الصادر اليوم بشأن السودان: لا شرعية إلا للدولة… وصفعة للمليشيات وأجنداتها الخارجية*

رأس الخيط
*عبدالله اسماعيل*

*قراءة في بيان مجلس الأمن الصادر اليوم بشأن السودان: لا شرعية إلا للدولة… وصفعة للمليشيات وأجنداتها الخارجية*

اليوم.. وجه مجلس الأمن الدولي رسالة واضحة لتحالف المجرمين (الحلو دقلو) مفادها: لا شرعية إلا للدولة ولا اعتراف بسلطة تُنتزع بقتل واغتصاب ونهب وحصار وتهجير المدنيين ولا مكان لنسخة جديدة من حفتر في جغرافيا إفريقيا.

البيان الذي رفض الإعلان عن إنشاء سلطة حكم موازية في مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع كان اعلانا صريحًا بفشل المشروع المليشياوي المدعوم إماراتيًا والمصمم بهدف السيطرة على السودان او جره إلى مصير ليبيا الممزقة في حال فشل الخيار الاول.

من يقرأ البيان بدقة يجد أن مجلس الأمن لم يكتفِ برفض السلطة الموازية حيث أعاد التأكيد على سيادة السودان واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه وهي كلمات تُقصم ظهر أي محاولة لشرعنة الانقسام أو فرض أمر واقع.
هنا.. الثقة واضحة: الجيش السوداني هو المؤسسة الوحيدة المخولة بحماية الدولة وتنفيذ الانتقال السياسي، أما المليشيات فهي مجرد أدوات فوضى تعمل بالوكالة لصالح أجندات إقليمية ودولية.

*البيان حمل تحذيرًا مباشرًا لجميع الدول الأعضاء:* امتنعوا عن التدخل الخارجي الذي يؤجج النزاع.
هذه الفقرة وحدها تكفي لتصل الرسالة إلى أبوظبي وغيرها.. انتهى زمن اللعب بالنار في السودان.
لقد أدرك مجلس الأمن أن استمرار تغذية المليشيات بالمال والسلاح يعني إدخال السودان في دوامة لا خروج منها.. تمامًا كما حدث في ليبيا واليمن حين دُفعت تلكم البلاد إلى حرب أهلية لا تنتهي.

*حين استذكر المجلس قراره 2736 (2024)، وطالب مليشيا الدعم السريع برفع الحصار عن الفاشر*.. كان يقول بصوت غير مباشر: أنتم من يجوع المدنيين وأنتم من يمنع وصول الدواء.
وبذلك يكون المجلس قد حمل المليشيا مسؤولية الكارثة الإنسانية بصورة صريحة، مقابل اضطلاع الجيش كمؤسسة وطنية قادرة على ضبط الأرض وحفظ المدنيين في مناطق سيطرته وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية.

هذا القرار المهم هو قبرٌ واسع لمشروع تقسيم السودان *وإعلان واضح لموت السلطة الموازية قبل أن تولد* كما انه إعاد الاعتبار للجيش الوطني كممثل شرعي ووحيد للسودان في المحافل الدولية.

بيان مجلس الأمن اليوم بمثابة إعلان انتصار للدولة على الفوضى الداخلية والأطماع الخارجية ورسالة للعالم اجمع أن الخرطوم لن تتحول إلى بنغازي جديدة.
لقد فشل مشروع المليشيا المدعوم من الخارج ونجحت الدولة السودانية — ولو مؤقتًا في استعادة زمام المبادرة بدعم الشرعية الدولية.

13 اغسطس 2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى