مقالات الرأي
أخر الأخبار

*عبد الكريم إبراهيم يكتب:* بقلوبٍ مملوءةٍ بالشوقِ والحنينِ *حلفاية الملوك تستقبل من مصر أبناءها العائدين*

*عبد الكريم إبراهيم يكتب:*
بقلوبٍ مملوءةٍ بالشوقِ والحنينِ
*حلفاية الملوك تستقبل من مصر أبناءها العائدين*

في مشهدٍ يعكسُ عمقَ الروابطِ الأسريةِ والوطنيةِ، وبدموعِ الفرحِ وآهاتِ الشوقِ والحنينِ بعدَ فراقِ السنينِ، استقبلت مدينةُ حلفاية الملوك بالخرطوم بحري الفوجَ الأولَ من العائدين، في إطارِ مبادرةِ العودةِ الطوعيةِ التي نظمتها منظومةُ الصناعاتِ الدفاعيةِ للعائدين من جمهوريةِ مصر العربيةِ الشقيقةِ بالتعاونِ مع مبادرةِ (تأمين ولامين). وصل أبناءُ حلفاية الملوك بعد رحلةٍ استغرقت (4) أيام عبر (3) حافلاتٍ حملت (148) مواطنًا عبروا خلالها عن شوقهم لوطنهم وأحبائهم.
وصلوا بعد ان كانوا وحيدين في غربتهم حيارى يكفكفون دموعهم حزنانين يغالبون لوعتهم عادوا بعد ان طال بهم الحنين وفاض بهم الشجن كلمات درر كما افلح في نظمها الدبلوماسي الأديب الراحل صلاح احمد ابراهيم وابدع في لحنها وغناها الموسيقار الراحل محمد وردي رحمهما الله تجسدت معانيها ومضامينها في عودة اهالي حلفاية الملوك لديارهم،، نعم وجدوا في حلفايتهم ضل النيم والدليب والنخيل اريح سكن حتى وان هدمت منازلهم دانات ومتفجرات الحرب العبثية اللعينة .
تركوا خلفهم عذابَ الغربةِ وتكلفةَ الإقامةِ بالعملةِ الحرةِ وإيجارَ الشققِ المفروشةِ وتلك التي على البلاطِ وحقَ السمسرةِ والتأمينِ، وثقافةَ “خلي عنك يا باشا”، وعلى “قنب يا سطى”، ومعاناةَ المفوضيةِ والشتويةِ. وآخرون صعبَ عليهم مفارقةُ حضارةِ أبو الهولِ، ومنقرع وخوفو، والصلاةُ في مساجدِ سيدنا الحسينِ والسيدةِ زينبِ والأزهرِ الشريف والإمامِ البدوي بطنطا والمرسي أبو العباس بالأسكندرية.
كان في استقبالِ العائدين المسؤولونَ في الأجهزةِ المختصةِ والأهالي، الذين سعدوا بفرحتهم بعودةِ أبنائهم وأحبائهم. والعائدون أنفسهم عبروا عن امتنانهم لحكومةِ مصر وللشعبِ المصري الشقيقِ الذي استضافهم وأكرم وفادتهم طيلةَ فترةِ وجودهم في مصر.
ونحن إذ نرحبُ بعودةِ أبناءِ حلفاية الملوك، ندعو المتبقين في مصر وغيرها من بلادِ لجوءٍ إليها بسببِ ويلاتِ الحربِ إلى العودةِ إلى الديار ،، إنها فرصةٌ و سانحةٌ لاستعادةِ الروابطِ الأسريةِ والوطنيةِ، والمساهمةِ في بناءِ الوطنِ.
كما نناشدُ منظومةَ الصناعاتِ الدفاعيةِ وسفارةَ السودانِ بالقاهرةِ والخطوطَ الجويةَ السودانيةَ ( *سودانير* ) وشركتي تاركو وبدر تخصيصَ رحلاتٍ جويةٍ مجانيةٍ للمرضى وكبارِ السنِ والعجزةِ وأسرهم الذين يرغبون في العودةِ إلى ديارهم.
إنهم بحاجةٍ إلى رعايةٍ واهتمامٍ خاصٍ، نأملُ صادقين أن يجدوا كل الدعمِ والمساندةِ في عودتهم. ونتمنى للعائدين استقرارًا وأمنًا ورخاءً، ونشكرُ القائمين على مبادرةِ العودةِ الطوعيةِ على جهودهم المقدرة ،، إنها بادرةٌ إنسانيةٌ تعكسُ روحَ التضامنِ والتعاونِ بين أبناءِ الوطنِ.
شكرًا سعادةَ الفريقِ أول ركن ميرغني إدريس مدير منظومة الصناعات الدفاعية ومعاونيه، الأمر الذي يؤكد اهتمام دعم القيادة لمثل هذه الأعمال المتفردة الناجحة ،، والثناء يمتد للخال العزيز د. معاوية إبراهيم زروق الذي تشرف برئاسة لجنة مبادرة (تأمين ولامين) من القاهرة ومساعديه الذين أكملوا هذه اللوحة مع المنظومة بتخصيص حافلات خاصة لأهالي حلفاية الملوك نقلتهم مباشرة من محطة عابدين بالقاهرة حتى ميدان فريق كرة القدم لنادي حلفاية الملوك في قلب المدينة النابض على مقربة من مقبرة جدنا الفقيه نابري ودوليب.
شكرًا لحفاوة وحرارة الاستقبال وللتنظيم المحكم من قبل لجنة الاستقبال بقيادة سعادة الفريق فهمي أحمد ضحوي وسعادة اللواء سامي عبد الله أبو الحسن وسعادة العميد محمد الفاتح نابري. شكرًا لكل الذين قدموا وعملوا من خلف الكواليس ولم تسعفنا الذاكرة ذكرهم ،، شرفتونا وأسعدتونا إلى الملتقى في دفعة فوج ثانية عائدة قادمة قريبًا بإذن الله.
*قبل الختام*
نقول للعائدين: “عدتم والعود أحمد”. حلفاية الملوك وأهلها أكثر شوقًا لكم، ومدينتكم تفتح أحضانها لاستقبالكم. نتمنى لكم إقامة آمنة ومستقرة، ونسأل الله أن يوفقكم في إعادة بناء المدينة والوطن الغالي وخدمة الأهل.
*مسك الختام*
تأمل في بضع أبيات قصيدة الشاعر محمد الحسن سالم حميد ( *الرجعة للبيت القديم)*
لي بيوت بجِيهن في أيِّ يوم
إن جيتا ليل إن جيت دغُشْ
طوَّالي أدِفْرَ الباب وأخُشْ
مرَّات أضِيق قاصر الطريق
من بيت لبيت وفي بيتنا كُرْبُشْ
زي نسِيمة معدِّي شِيمة
لا أُش لا كُش خابراني
كلُّوب الفريق زولاً رفيق
الليل وونّاس الدُغش
لا قطعت نوم النائمين
لا الباري للحيشان تقُش
عند شُوفتي تجري على هِدم
في محلَّها الشوق يترسِم…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى