
من الهلوكاست الي الفلوكاست
كتب : حسن شاه حسيني
سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في السودان
الهلوكاست كانت حجة لإيجاد إسرائيل اما الآن العالم يشهد هلوكاست حقيقي علي الفلسطينيين او ما يصطلح الفلوكاست .
ومايبدوا ظاهرا الان امام العالم لاشئ سوي هلوكاست فلسطيني او بالاحري (فلوكاست) والتي تبدو امام العالم في الواقع والتي لايمكن حصرها فقط في نصوص قانونية او تاريخية.. إستمرار هذا الوضع ليس فقط يفضي الي فناء الشعب الفلسطيني وانما يقود الي تصدع بنيان الإنسانية وفقدان الثقة في المؤسسات الدولية ولهذا السبب يجب علي المجتمع الدولي إتخاذ كافة التدابير والآليات لوقف هذه الجريمة ومحاكمة مرتكبيها واذا لم يتم ذلك سيرتفع النداء مرة اخري (بانهم قد تخلوا عنا ).
ومايحدث الان في غزة، يذكر بالفظائع التي وصفها هنري دونان في حرب سالفورينو ، مناظر الجوع ، العطش وموت الناس امام اعين شعوب العالم. ومايحدث في غزة يعد اشد فظاعة كمقتل المئات في صفوف المساعدات الغذائية، موت الاطفال نتيجة للجوع والحصار، قصف المستشفيات والمناطق المدنية مما يعد مثالا لسياسة تهدف الي القضاء علي اي مظاهر للحياة في هذه المنطقة .
بني الكيان الصهيوني مشروعية وجوده علي اساس ادعاءه بانه حماية اليهود من الهلوكاست، واليوم صار هو العامل الاساسي لتهجير وتقتيل وابادة الشعب الفلسطيني.. من اكتوبر 2023 بدات الحملات الغير مسبوقة لهذا الكيان علي غزة والتي تدل علي منتهي العنف وانتهاك قواعد القانون الدولي وحقوق الانسان. هذه الحملات لم تقف علي غزة وحدها بل وبمساعة امريكا امتد نطاقها الي كل من لبنان ،سورية،اليمن وحتي وصلت الي ايران .
هذه الاعمال تعد انتهاكا واضحا لاتفاقية جنيف الرابعة والبرتكولات الملحقة بها وللاصول الاساسية لحقوق الانسان ومن ضمنها اصل التفريق بين العسكريين والمدنيين واصل التناسب ، واصل منع التهجير الاجباري ومنع التطهير العرقي الممنهج والذي داس عليها باقدامه . اضافة الي ذلك تصريحات المسؤلين الاسرائيلين مثل نتنياهو ،هرتزوك وقالانت والتی وصفا فیها الفلسطينیون بالوحوش ، وبانهم حيوانات اشباه بشر وشعب محكوم عليه الفناء وهذا يدل بصورة واضحة علي نية الكيان بإفناء شعب باكمله .