مقالات الرأي
أخر الأخبار

العودة الطوعية للخرطوم الدعم الحقيقي لجهود الاستقرار وبسط الأمن تقرير..عاكفة الشيخ بشير

العودة الطوعية للخرطوم الدعم الحقيقي لجهود الاستقرار وبسط الأمن
تقرير..عاكفة الشيخ بشير

بعد أكثر من عامين على اندلاع الحرب في السودان وما خلفته من دمار هائل ونزوح واسع، بدأت الخرطوم تستعيد أنفاسها شيئا فشيئا.

فقد خلفت الحرب في السودان منذ الخامس عشر من مارس العام 2023 دمارا ممنهجا من قبل المليشيا المتمردة والذي لم تسلم منه مكانا، وطال الخراب مرافق الخدمات الأساسية ومنازل المواطنين وعم الدمار والخراب كل مكان .

وأدى هذا التدمير والخراب لموجة من النزوح واللجوء غير مسبوقة من قبل، حيث هجر السكان مساكنهم لظروف الحرب بحثا عن الأمان والخدمات المختلفة من علاج وتعليم وكهرباء ومياه .

والخرطوم في هذه الحرب تعرضت لدمار كبير في البنيات التحتية الأساسية طال مرافق الخدمات الضرورية ووسائلها كالمياه والكهرباء والمستشفيات ودور العبادة وتعرضت بنيتها التحتية لدمار ممنهج ومتعمد من قبل المليشات الارهابية. .

تقدم الجيش وانتصاراته :

مع تقدم الجيش في كل المحاور وخوضه لمعارك ضارية و حقق انتصارات كبيرة في الخرطوم وتم في 25 يناير 2025 م فك الحصار الذي ضربته مليشيا الدعم السريع على القيادة العامة للجيش بالخرطوم، واكتملت بذلك المرحلة الثانية من العمليات بالتحام قوات بحري وأم درمان مع القوات المرابطة بالقيادة العامة .

وفي مايو كانت ملحمة القصر والتي تمكنت من خلالها القوات المسلحة من استعادة القصر الرئاسي بعد معارك ضارية وتضحيات بجانب مقرات الوزارات والسوق العربي وغيرها من المواقع وكان تحرير القصر الجمهوري بداية لتحرير كامل أجزاء الولاية .

وبعد هذه الملحمة تمت استعادة السيطرة الكاملة على العاصمة الخرطوم، بعد معارك ضارية خاضها الجيش ضد المليشيا في منطقة“الصالحة” جنوب مدينة أم درمان، التي كانت آخر معاقله في ولاية الخرطوم وبذلك أعلن الجيش إن الخرطوم أصبحت خالية تماما من أي وجود لعناصر المليشيا المتمردة وجرت بعد ذلك عمليات لتعقب ما تبقى من الجيوب جنوب وغرب أم درمان .

وفي 17 يوليو 2025 وصل رئيس مجلس السيادة لمطار الخرطوم على متن الطائرة الرئاسية على مدرج المطار كأول طائرة تحط بالمطار منذ اندلاع الحرب وكان لهذا الحدث مدلولاته من حيث بعث الطمأنينة في النفوس بإحراز تقدم وانتصارات لها ما بعدها من نتائج بتوفير الاستقرار ، وقام رئيس مجلس السيادة الانتقالي بزيارة تفقدية لمقر القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة .

ومن أبرز الأحداث بعد سيطرة الجيش على العاصمة الخرطوم مبادرة عدد من البعثات الدبلوماسية بزيارة الخرطوم ورفع أعلامها في مقر سفاراتها خاصة سفارتي المملكة العربية السعودية وقطر وكان لهذه الزيارات مدلولاتها .

توالت الأحداث وتمت السيطرة الكاملة من الجيش على الخرطوم وهي شبه خالية بصورة كبيرة من السكان الذين هجر معظمهم دياره بسبب استهداف المليشيا للمواطن في مسكنه وفي الخدمات التي يتم تقديمها له باستهدافها لبيوت المواطنين والبنيات الأساسية والمرافق العامة بتدميرها تدميرا ممنهجا .

ومع استمرار الحرب قدم عدد من العاملين تضحيات كبيرة ،يمشون على الجمر ويقدمون التضحيات من أجل الآخرين وأدت هذه التضحيات لاستشهاد أعداد منهم وهم يقدمون واجب العمل وتعرضوا للاعتقالات دون سبب سواء اجتهادهم في مواصلة عملهم مراعاة لظروف المواطن كالعاملين في قطاع الكهرباء لعلمهم بارتباط الخدمة التي يقدموها بخدمات أخرى كالخدمات الصحية والتحاويل التي تعتمد عليها الأسر مع ظروف الحرب وبقدر استهداف قطاع الكهرباء قدم العاملون به التضحيات لإصلاح الأعطال وتقديم الخدمة ، وتفانى عدد من العاملين في الحقل الصحي وقدموا الأرواح رخيصة وعملوا في ظل استهدافهم واستهداف المرافق الصحية وكذلك عمل العاملون في هيئة المياه لإصلاح الأعطال وتشغيل عدد من المحطات النيلية والآبار الجوفية بالديزل والطاقة الشمسية وكذلك العاملين في الاتصالات بجانب بعض المؤسسات الإعلامية التي ظلت تعمل في أحلك الظروف .

جهود تهيئة البيئة لعودة المواطنين إلى ولاية الخرطوم :

تم تكوين لجنة عليا بقرار رئاسي لتهيئة البيئة لعودة المواطنين لولاية الخرطوم برئاسة عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق مهندس إبراهيم جابر إبراهيم، بهدف إعادة البناء والإعمار وتأهيل المرافق التي دمرتها مليشيا أسرة دقلو ووضع الترتيبات اللازمة لتهيئة الظروف المناسبة لعودة المواطنين إلى ولاية الخرطوم .

وعمل جهاز حماية الاراضي وازالة المخالفات على إزالة المخالفات بعد الإنذار وإزالة المظاهر السالبة والعشوائيات وهياكل السيارات بجانب تراكمات النفايات والأنقاض وإقامة حملات نظافة في مناطق كثيرة وفي هذا الإطار دشن عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام رئيس اللجنة العليا لتهيئة البيئة لعودة المواطنين إلى ولاية الخرطوم الفريق مهندس إبراهيم جابر إبراهيم بأمانة حكومة الولاية الحملة الكبرى لمكافحة نواقل الامراض بمحليات ولاية الخرطوم تحت شعار ( مكافحة مستمرة لصحة مستقرة ) بحضور والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة ووكيل الصحة د . هيثم محمد إبراهيم وأوضح إن الحملة تعد رسالة لكل المواطنين الراغبين في العودة للولاية بوجود مجهودات تبذل وشباب يعمل .

وتم وضع خطط لعمل الخلية الأمنية والشرطة العسكرية والطوف المشترك لتنفيذ حملات كانت ناجحة أسفرت عن القبض علي عدد من المجرمين .

كما تم العمل على إخلاء الولاية من الوجود الأجنبي وفق القوانين الدولية ووضعهم في معسكرات خارج المدن ، وبسط سيادة الدولة وفق القانون ، إلى جانب وضع ضوابط لنقل الأثاثات والمنقولات والسيارات وتحديد الساعة الحادية عشر مساءا لإغلاق المطاعم والكافيهات و تكثيف جهود مكافحة المخدرات ودعم الشرطة المجتمعية باستكمال هياكلها على مستوى المحليات والاحياء السكنية .

وأكد عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام الفريق مهندس إبراهيم جابر أن اللجنة ماضية في تنفيذ مهامها الأمنية المتصلة بنشر الارتكازات وتأمين المعابر وضبط الوجود الأجنبي وترحيل المخالفين إلى جانب إزالة السكن العشوائي بالولاية مبيناً أن العاصمة تشهد الآن تقدما ملحوظا فيما يلي اختفاء الظواهر العسكرية والتفلتات الأمنية .

وشدّد على ضرورة تنفيذ القرار الصادر بإخراج القوات المقاتلة خارج ولاية الخرطوم لتتولى قوات الشرطة مهمة التأمين وحفظ الأمن .

وأضاف أن اللجنة ستعمل ليلا ونهارا لاستعادة كل المرافق مبشرا بوصول الكهرباء لشرق النيل إضافة للجهود المستمرة لإيصال المياه وتجهيز جميع المستشفيات .

وأكد وزير الدفاع رئيس اللجنة الأمنية التابعة للجنة العليا لتهيئة البيئة لعودة المواطنين إلى ولاية الخرطوم الفريق الركن حسن داؤود كبرون أن اللجنة حريصة على توفير خدمات المحاكم والنيابات وضبط المركبات معرباً عن شكره لقادة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والحركات المسلحة الذين استجابوا لتنفيذ قرارات اللجنة بإخراج القوات المقاتلة خارج ولاية الخرطوم .

عودة المؤسسات :

شهدت الفترة الأخيرة عودة عدد من المؤسسات للعمل بالخرطوم .

وكانت ولاية الخرطوم قد أصدرت قرارا بقطع الإجازة المفتوحة الاضطرارية بسبب الحرب ومزاولة العمل في الخامس عشر من يونيو الماضي .

وأعلن رئيس مجلس الوزراء كامل ادريس عن بدء عملية الانتقال التدريجي للوزارات والمؤسسات الحكومية إلى العاصمة القومية، وذلك وفق جدول زمني مدروس يراعي الجوانب الإدارية والفنية والبشرية، ويضمن استمرارية تقديم الخدمات دون انقطاع، إلى جانب دعم خطط إعادة تأهيل البنية التحتية للعاصمة .

وكانت وزارة الداخلية من أوائل المؤسسات التي بدأت العمل في الخرطوم وبذلت جهدها لاستتباب الأمن وتقديم الخدمات للمواطنين، والعمل على استقرار الأحوال الأمنية من خلال انتشار أقسام الشرطة والدوريات حيث باشرت الشرطة مهامها عقب تحرير الخرطوم مباشرة من خلال الدفاع المدني والسجل المدني والجوازات والجمارك والمرور وعملت على محاربة الظواهر والتفلتات ومعالجة الوجود الأجنبي وإعادة تأهيل السجون التي أصبحت جاهزة لاستقبال النزلاء .

ونظمت وكالة السودان للأنباء (سونا) المؤتمر التنويري لوزارة الثقافة والإعلام والسياحة من داخل العاصمة الخرطوم . استضافت فيه وزير الداخلية الفريق شرطة بابكر سمرة مصطفى، وذلك في مقر الوزارة كحدث فريد يبعث بتطمينات للمواطنين بوجود وزارة الداخلية وقربها من المواطنين بالخرطوم .

وفاجأ رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان الحضور بحضوره المؤتمر وأكد أن الشرطة السودانية تُعد شريكًا أساسيًا في معركة الكرامة، مشيدًا بدورها الفاعل في العمليات العسكرية منذ بدايات التصدي للتمرد، ومساهمتها الكبيرة في حماية الممتلكات العامة والخاصة، وتسهيل عودة المواطنين إلى منازلهم .

ودعا وزير الداخلية الفريق شرطة بابكر سمره المواطنين إلى العودة لأرض الوطن، مشيرًا إلى أن عودتهم تمثل دعما حقيقيا لجهود الاستقرار وبسط الأمن في البلاد .

والتزمت الحكومة بدعم ولاية الخرطوم بخمسة الاف وظيفة لسد النقص في وظائف المعلمين وذلك في اطار عمل لجنة تهيئة الولاية لعودة المواطنين .

وتم التباحث على أعلى المستويات حول عودة الجامعات إلى مقارها الرئيسية وتأهليها بعد الدمار الذي ألحقته المليشيا الإرهابية المتمردة بالمؤسسات التعليمية

والتأكيد على ضرورة دعم العملية التعليمية لأهميتها .

ووجدت مبادرة طلاب جامعة الخرطوم لإعادة إعمار الجامعة بالتعاون مع الهيئة الشعبية لنصرة القوات المسلحة والتي شملت إصحاح البيئة وإزالة المخلفات وحصر الاضرار والصيانة وجدت الإشادة من قبل المسؤولين .

وأكد بروفيسور أحمد مضوي موسى وزير التعليم العالي والبحث العلمي في لقاءاته بمدراء الجامعات التزامه بالعمل على معالجة كافة المشكلات والعقبات التي تعترض مسيرة المؤسسات التعليمية الجامعية بالبلاد والتزام وزارته باستمرار العملية التعليمية بما يحقق استقرار الأوضاع وتقديم كافة أنواع الدعم لتمكينهم من العودة إلى مقارهم، وإعادة تأهيل المنشآت والبنيات التحتية وتغطية النفقات التشغيلية.

وباشرت العديد من المؤسسات الخدمية اعمالها من الخرطوم وتم العمل على فتح العديد من المرافق الصحية وإحياء خدمات التأمين وعودة الإمدادات الطبية.

وتم وضع خطط تأهيل الطرق والجسور وتأهيل وتشغيل مطار الخرطوم الدولي.

وحققت وزارة التربية إنجازات بتنظيم امتحانات نهاية المراحل الدراسية بالخرطوم .

وبدأ التجار في مزاولة العمل بصورة جماعية في وقت محدد فتمت مزاولة العمل بشارع الحرية والسجانة وعدد من المجمعات التجارية بمظاهر احتفالية وتوفرت سبل المواصلات وانسابت حركة الطرق .

تفجير الألغام :

في إطار حماية المواطنين ظل المركز القومي لمكافحة الألغام بقيادة اللواء خالد حمدان آدم يعمل على جمع مخلفات الحرب المختلفة من ألغام ودانات وغيرها وشرع في تفجير المخلفات التي تم جمعها في الفترة السابقة بعد أن تم تأمينها .

العودة الطوعية وتضافر الجهود :

بذلت الدولة جهودا كبيرة لبسط الأمن وتقديم الخدمات وقدمت لجنة تهيئة البيئة لعودة المواطنين لولاية الخرطوم جهدا كبيرا لاستتباب الأمن وتقديم الخدمات بهدف تشجيع المواطنين على العودة الطوعية لولاية الخرطوم ومع استقرار الأوضاع ازدادت الرغبة في العودة الطوعية وتضافر الجهود لتسهيلها من داخل البلاد من الولايات الآمنة لولاية الخرطوم وتم وداع أفواج من العائدين لولاياتهم ومن ضمنها الخرطوم .

وعلى الصعيد الخارجي أبدت شركات النقل الجوي والبحري، إلى جانب رجال المال والأعمال والداعمين من القطاع الخيري، أبدوا جاهزيتهم الكاملة للمساهمة في تسهيل نقل العائدين ، ضمن خطة متكاملة تضمن انسيابية الحركة ووصول المواطنين إلى ولاياتهم المختلفة بأمان وكرامة .

وبدأ الشهر الماضي تفويج أعداد من الراغبين في العودة للوطن من مصر للخرطوم وعدد من الولايات حيث سيرت منظومة الصناعات الدفاعية السودانية عددا من الرحلات بالقطارات لتفويج المواطنين السودانيين من جمهورية مصر العربية إلى السودان، لتسهيل عودتهم إلى أرض الوطن بطريقة آمنة ومنظمة وتم نقل وتجميع المسافرين من عدد من المدن المصرية ونقلهم لمحطة القطار في القاهرة وتم تجهيز القطارات تجهيزا متكاملا من حيث الخدمات اللوجستية والطبية .

ووصل أول فوج للعائدين من السعودية للبلاد 104 مواطنا في إطار مبادرة القنصلية السودانية العامة بجدة بالتنسيق مع جهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج بمساهمة شركات النقل البري والبحري والجوي الوطنية .

ويجري العمل على ترحيل 3 ألاف عالق من سلطنة عمان لأرض الوطن بالتنسيق مع السفارة السودانية في مسقط .

وتجري جهود مماثلة للعودة الطوعية من ليبيا .

ومع الجهود الجبارة الجارية بقوة للإصلاح وتهيئة البيئة لعودة المواطنين لولاية الخرطوم تظل العودة الطوعية هي الدعم الحقيقي لجهود الاستقرار وبسط الأمن بها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى